المقالات

اللاجئون العراقيون ....أزمة أم مؤامرة


بقلم: محمد علي الاعرجي

حتى من محنة اللاجئين المفتعلة أبى أبناء عمومتنا العرب إلا أن يستفيدوا ماديا من هذه المحنة ... ولو كان بإمكانهم أن يمتصوا دماءنا لفعلوا ...فأين العروبة والأخوة والمصالح المشتركة، هل نسوا يوم كان العراق مرتعا لكل العربان الجائعة والتي لم تكن تعرف طعم اللحم وبطونها الخاوية لم تشبع من الخبز حتى وصلت ارض العراق وعملت واستقرت وتملكت وتعلم أبناءها في مدارس وجامعات العراق المدنية والعسكرية، بوقت كان أبناء العراق (الصفويون) وقودا لحروب طاغية بغداد الأرعن، ومن سلم منهم طمر تحت التراب أو ترك بلاده لاجئا لينعم بها المصري والأردني والفلسطيني والسوداني والسوري والموريتاني .. وشقق شارع حيفا والصالحية الفخمة في قلب العاصمة بغداد التي سكنها هؤلاء خير دليل على ما نقول، وليس بعيدا عنها منطقة (حي التنك) وهي بيوت معمولة من صفيح الزيت الفارغ، سكنها العراقي ابن البلد أمام مرأى ومسمع طغاة الأمس الغابر(لعنهم الله وأسكنهم قعر جهنم) .

كذلك شقق الصحفيون (ببغاوات صدام ) في عمان الأردن وملايين براميل النفط المجاني لعيون ملكهم الزرقاء ومثيلاتها من الدولارات المودعة في بنوكهم وممتلكات العراق المنهوبة من أسلحة ومعدات وطائرات وعجلات وآثار، كلها استقرت في سوريا والأردن ومصر بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل قوات غازية عبرت إلينا من أراضيهم وأجوائهم ومياههم، والآن يذرفون دموع التماسيح على ما تبقى من عراقهم !!!

ولو أردنا أن نعرّف اللاجئ الآن، فمن هو ؟في زمن الطاغية صدام وهروبا من القمع والاستبداد، غادر العراقيون بلدهم واستقروا في ارض الله الواسعة لدول الجوار وغيرها دون أن تكون هناك أزمة، علما إن عدد اللاجئين آنذاك وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين، أما الآن فما هو مبرر اللجوء، هل هو لغرض الحماية والأمان والعيش الرغيد الذي أصبح مستحيلا في العراق، فهذه سياحة وليست لجوءا وأصحابها لديهم ما يمكنّهم من العيش والعمل في الغربة .

وهناك آخرون مطلوبون للقانون، كأزلام النظام السابق من الحرامية والجلادين، فضلا عن عائلة صدام وأقربائه، وهؤلاء أحوالهم ممتازة وبنعيم دائم طالما لم تنفذ من أيديهم بعد مليارات الدولارات التي نهبوها .وغير الذين ذكرنا، لا يوجد مبرر لغيرهم لمغادرة العراق، فان فقد احدهم الأمان في منطقة معينة، يمكنه الانتقال إلى مدينة أخرى آمنة داخل البلد لحين انفراج الوضع الأمني، وهو خير له من التسول في شوارع عمان ودمشق والقاهرة مزاحما أهلها على رغيف العيش ولفة الفلافل العنقودية التي لاتكاد تشبع جياعهم فكيف بالعراقي !على هذا الأساس، لابد للحكومة أن تنتبه لهذه المؤامرة القذرة التي تفوح منها رائحة العمالة ومحاولة الاستئثار بالأموال المخصصة لما يسمى باللاجئين، فالأهم من هؤلاء، هم العراقيين الموجودين داخل بلدهم الذين يتحملون معاناة الإرهاب وانعدام الكهرباء وشحة الوقود، التي انعكست على كل مفردات الحياة اليومية، وأبناء هؤلاء هم من يجب أن تهتم بهم الدولة وتوفر لهم الأمان ليكملوا الدراسة على ضوء الشموع، لا أبناء من تركوا بلادهم وقت الشدّة ويريدون مدارس وبطاقة تموينية وجوازات سفر فئة (ج) تمنح للقتلة والمطلوبين وتجار الحروب ومقاولي الاعمار الوهمي !

فوالله إن التاريخ يكتب وهو شاهد، على من بقوا بداخل العراق فهم أحق بكل دينار من أموال بلدهم، وهو حرام على كل من غادر العراق طلبا للامان والراحة وسعة العيش، وهذا ينطبق على الجميع بما فيهم رجالات الدولة اليوم وكبار موظفيها وصغارهم ممن أوفدوا عوائلهم للخارج ويطالبون بحصص التموين وإعانات مالية لتعليم أبنائهم، في وقت تفتقر مدارس العراق لتيار كهربائي يدير اذرع مروحة سقفية تحرك الهواء فوق رؤوس طلابنا في صيفنا الذريّ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
thamer
2007-08-11
المقال مع الاسف يحمل الكثير من المغالطات الوضع في العراق مزري ومطلوب من الحكومة ان ترعى العراقيين في اي مكان من العالم ماداموا من رعاياها كنت اتمنى ان ابقى في بلدي لكن الوضع الامني السيء اجبرني على مغادرة البلد وليس بختياري خوفا من القتل على الهويه وخوفا من الاختطاف والابتزاز والسرقه ولم اشعر ان الحكومة قادرة على حمايتي داخل البلد , اني ارى من واجبي الشرعي هو المحافظة على نفسي واهلي ومالي واجبرني على المغادرة فلاتقسو على العراقيين لانهم اجبروا على ترك بيوتهم واموالهم وما رايناه من الفساد الاداري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك