المقالات

هنود ميسان

1986 2014-11-02


عاشت الإنسانية، وما تزال تبحث عن الكمال، لذا أرسلت السماء الاف، من الرسل والأنبياء، لغرض تحقيق حلم الإنسانية بالكمال. 
لكن تعذر الإنسان عن استيعاب وطاعة الرسل، لجأ إلى أعمال وتصرفات وضعية، تحقق له رضا مؤقت، لكنها تترك عليه آثار مستقبلية، تبتعد به عن طريق الوصول لهدفه، من هذه الأعمال إستهداف الآخر، الذي يتفوق عليه بالقرب من قيم السماء، ويفوقه بعدد من الميزات،لذا يجافي الحق والحقيقة. 
تهجم المدعو طه أللهيبي، على أهل ميسان، ووصفهم بالهنود، فهذا الرجل ينحدر، أن صح نسبه وانتمائه من ارض، وفر لها أسيادها كل الإمكانات، لتنتج إنسان ولم تتمكن من تحقيق ذلك.

البداوة صفة ظلت لصيقة به وبقومه، ويعتقد أن السب والشتم والانتقاص من الآخرين، يرفع من قدرة وواقعه المخجل، ونسى أن الإنتماء للعرب، الذي يدعي الإنتماء لهم ليس ميزة، والإنتماء للهنود أو غيرهم ليس منقصة، كما تقول السماء ويدلل الواقع.  هو يعلم انه وقومه أسست في أرضهم، المدارس في بداية القرن الثامن عشر، ورغم ذلك تجد البداوة والهمجية والتصحر، يسكن نفوسهم، لم يتمكن أحد من قومه أو سكان أرضه، تقديم أي انجاز يخدم الإنسانية.

خلاف ميسان الحضارة والحاضر، التي فتحت على أرضها، أول مدرسة ابتدائية في القرن التاسع عشر، ورغم ذلك تمكن الكثير من أبنائها، ولوج ساحات العالمية في الإنجاز، فأول عراقي تلميذ اينشتاين، العالم الفيزياوي عبدالجبار عبدالله، هو أول رئيس لجامعة بغداد ومؤسسها.
كذا زخرت بيوت ميسان ومضايفها، بالحكماء والشيوخ ممن يحكمون بين الناس، ويطلق عليهم في اللهجة الدارجة (الفريضة)، وبرز من أبنائها أطباء ومهندسين ومبدعين، أكثر من إمكانية إحصائهم، وهي التي سلط عليها التجهيل والظلم، لعقود طويلة من العثمانيين إلى البريطانيين والإقطاع إلى ألبعثيين.

رغم كل ذلك ظل إبن ميسان، وفياُ لدينه ومذهبه وعقيدته، لم يبدل ولم يغير، مهما كانت المغريات ومهما إشتد الظلم، وظل إبن ميسان يتلوى من العوز والفقر والفاقة، دون أن يتنازل عن قيمه وأخلاقه، وظلت مضايف ميسان مفتوحة لكل قادم، غريب كان أو قريب. 

لم يحصل أن ميسان وأهلها، طردوا أو هجروا أو حتى شحوا على احد، مهما كان دينه أو قوميته، ظل ابن ميسان، رغم كل الاستهداف على فطرته السليمة، التي اتخذ منها البعض حتى من أبناء جلدته، ممن يشتركون معه بالعقيدة، وسيلة للإنتقاص، رغم أنها صفة إسلامية ممدوحة، يحث عليها المشرع الإسلامي، ويدعوا للحفاظ عليها.! كل هذا لابن ميسان وفي ابن ميسان، يتفاخر به. 

لكن بماذا يفخر الإعرابي أللهيبي، بالعمالة التي طبعت تاريخه، أم بكونه الثغرة التي طالما دخل منها الأجنبي للبلد، كونه وقومه من الرخص، لكونه لا يؤمن إلا ببطنه وفرجه، وكل ما سواه شعارات ليس لها وجود، وكل تاريخ العراق يتحدث عن مناصرة أللهيبي، ومن ينتمي لهم للظالم لمحتل كان أو حاكم، لذا نعذر أللهيبي عندما يهاجم ميسان وأهلها، فهو يرى كل مساوئه في حسناتهم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك