المقالات

هنود ميسان

1806 23:37:44 2014-11-02


عاشت الإنسانية، وما تزال تبحث عن الكمال، لذا أرسلت السماء الاف، من الرسل والأنبياء، لغرض تحقيق حلم الإنسانية بالكمال. 
لكن تعذر الإنسان عن استيعاب وطاعة الرسل، لجأ إلى أعمال وتصرفات وضعية، تحقق له رضا مؤقت، لكنها تترك عليه آثار مستقبلية، تبتعد به عن طريق الوصول لهدفه، من هذه الأعمال إستهداف الآخر، الذي يتفوق عليه بالقرب من قيم السماء، ويفوقه بعدد من الميزات،لذا يجافي الحق والحقيقة. 
تهجم المدعو طه أللهيبي، على أهل ميسان، ووصفهم بالهنود، فهذا الرجل ينحدر، أن صح نسبه وانتمائه من ارض، وفر لها أسيادها كل الإمكانات، لتنتج إنسان ولم تتمكن من تحقيق ذلك.

البداوة صفة ظلت لصيقة به وبقومه، ويعتقد أن السب والشتم والانتقاص من الآخرين، يرفع من قدرة وواقعه المخجل، ونسى أن الإنتماء للعرب، الذي يدعي الإنتماء لهم ليس ميزة، والإنتماء للهنود أو غيرهم ليس منقصة، كما تقول السماء ويدلل الواقع.  هو يعلم انه وقومه أسست في أرضهم، المدارس في بداية القرن الثامن عشر، ورغم ذلك تجد البداوة والهمجية والتصحر، يسكن نفوسهم، لم يتمكن أحد من قومه أو سكان أرضه، تقديم أي انجاز يخدم الإنسانية.

خلاف ميسان الحضارة والحاضر، التي فتحت على أرضها، أول مدرسة ابتدائية في القرن التاسع عشر، ورغم ذلك تمكن الكثير من أبنائها، ولوج ساحات العالمية في الإنجاز، فأول عراقي تلميذ اينشتاين، العالم الفيزياوي عبدالجبار عبدالله، هو أول رئيس لجامعة بغداد ومؤسسها.
كذا زخرت بيوت ميسان ومضايفها، بالحكماء والشيوخ ممن يحكمون بين الناس، ويطلق عليهم في اللهجة الدارجة (الفريضة)، وبرز من أبنائها أطباء ومهندسين ومبدعين، أكثر من إمكانية إحصائهم، وهي التي سلط عليها التجهيل والظلم، لعقود طويلة من العثمانيين إلى البريطانيين والإقطاع إلى ألبعثيين.

رغم كل ذلك ظل إبن ميسان، وفياُ لدينه ومذهبه وعقيدته، لم يبدل ولم يغير، مهما كانت المغريات ومهما إشتد الظلم، وظل إبن ميسان يتلوى من العوز والفقر والفاقة، دون أن يتنازل عن قيمه وأخلاقه، وظلت مضايف ميسان مفتوحة لكل قادم، غريب كان أو قريب. 

لم يحصل أن ميسان وأهلها، طردوا أو هجروا أو حتى شحوا على احد، مهما كان دينه أو قوميته، ظل ابن ميسان، رغم كل الاستهداف على فطرته السليمة، التي اتخذ منها البعض حتى من أبناء جلدته، ممن يشتركون معه بالعقيدة، وسيلة للإنتقاص، رغم أنها صفة إسلامية ممدوحة، يحث عليها المشرع الإسلامي، ويدعوا للحفاظ عليها.! كل هذا لابن ميسان وفي ابن ميسان، يتفاخر به. 

لكن بماذا يفخر الإعرابي أللهيبي، بالعمالة التي طبعت تاريخه، أم بكونه الثغرة التي طالما دخل منها الأجنبي للبلد، كونه وقومه من الرخص، لكونه لا يؤمن إلا ببطنه وفرجه، وكل ما سواه شعارات ليس لها وجود، وكل تاريخ العراق يتحدث عن مناصرة أللهيبي، ومن ينتمي لهم للظالم لمحتل كان أو حاكم، لذا نعذر أللهيبي عندما يهاجم ميسان وأهلها، فهو يرى كل مساوئه في حسناتهم...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك