المقالات

الحكومة العراقية..بين انسحاب التوافق ومطلب مجلس الانقاذ


( بقلم : حسين الخزعلي )

 لو اجرينا مقارنة بسيطة بين ماقدمته جبهة التوافق لممثليها من السنه العرب وبين ماقدمته مجالس الانقاذ في المحافظات التي ينتمي اليها نفس المكون لوجدنا فرقا كبير جدا بين ماقدمه الاثنين, واذا مااردنا ان نعرف الفرق واسبابه فيجب علينا ان نتذكر كيف ولد الكيانان وماهي الظروف والاجواء التي ادت الى ولادة وتكون كل منهما.كلنا يتذكر حال ووضع المدن السنية التي مثلها التوافق ايام الانتخابات فهي بصراحة لم تكن مدنا عراقية وقتئذ بقدر ماكانت امارات تابعة لتنظيم القاعدة وايتام المقبور صدام يسرحون فيها ويمرحون ويفرضون البيعه على المواطنين بالقوة ويمارسون التسلط بكل انواعة ,ففي ايام الانتخابات كان الارهابيون يفرضون على الناخب في الانبار وصلاح الدين ان ينتخب قائمة محددة او قائمتين كالتوافق والحوار مثلا ,وفقهاء الارهاب كانوا يفتون بضرورة انتخاب القائمة الفلانية ويكفرون من لاينتخبها. اذن الانتخاب كان قسريا والشخوص والاسماء قد فرضوا بقوة السلاح لابرغبة المواطن, وبالنتيجة فان التمثيل لم يكن حقيقيا وحرا لابناء العرب السنه, ولم تعط الفرصة للكوادر الوطنية المخلصة والطاقات الخلاقة من ابناء هذا المكون لترشيح انفسهم فهؤلاء الوطنيون قد قمعوا بقوة السلاح .

الكل يعلم بأن اغلب الشخوص من التوافق وغيرها ممن يدعوا تمثيل العرب السنه قد جاءوا في ظل هذه الاجواء اجواء الصفقة بينهم وبين المسلحين الملثمين من القاعدة وفلول البعث وبدعم من بعض الدول العربية المجاورة ,فبعض التوافقيين والحواريين ممثلين عن المسلحين وليسوا ممثلين عن السنه العرب ,ونملس ذلك جليا عندما نلاحظ مطاليبهم وهي تطابق مطالب المسلحين والتي تتمثل باطلاق سراح المعتقلين جميعا وبلا استثناء والغاء قانون اجتثاث البعث واعادة البعثيين الى وظائفهم واشراك الدول العربية في الشان العراقي الداخلي والاعتراف بما يسمى المقاومة فهل ياترى هذه هي مطالب السنه العرب!! لقد سمى البعض التوافقين والحوارين بالمقاولين وانا اتفق كثيرا مع هذه التسمية فهم فعلا في مقاولة مع الارهابين اللذين يحملون السلاح ولاشأن لهم بمصالح المواطنيين بل ان البعض من اعضاء هذه الكتل هم من قادة الارهاب والمسلحين وهذا امرا لم يعد خافيا على احد.

من الجهة الاخرى نجد ان مجلس انقاذ الانبار مثلا والذي يقوده الشيخ عبد الستار ابو ريشة نجد ان هذا التنظيم قد تكون نتيجة انبراء المخلصين والوطنيين في هذه المحافظة لمحاربة التكفير والارهاب الذي عشعش في مدنهم وسلبهم طعم الحرية ورغيد العيش .لقد خلق الشعور الوطني لدى هؤلاء الدافع والعزيمة لمواجهة القوى الشريرة والتي لاتريد الخير لابناء الانبار. لقد استطاع مجلس الانقاذ وبفترة قياسية ان يخلص الانبار من براثن الارهاب فاصبحت المدن هناك امنة تقريبا وتجربة الانبار هذه اخذه بالتعميم فقد امتدت لتشمل محافظة صلاح الدين ومناطق اخرى ,ولقد كانت تلك المجالس اسم على مسمى فهي انقاذ بالمعنى الحقيقي للاخوة السنه العرب بعد ان كان الارهاب هناك يكتم انفاس المواطنين ويفرض عليهم الاتاوات وبلغت بالارهابيين الخسة ان يطلبوا من المواطنين ان يزوجوهم من بناتهم, جدير بالذكر ان هذا الارهاب كان يستمد شرعيته السياسية والدينية من اعضاء في جبهة التوافق فهم لسانه الاعلامي وصوته الهادر على الفضائيات.

الايام الاخيرة شهدت انسحاب التوافقيين من الحكومة وذلك لعدم قيام الاخيرة بالاستجابة لمطاليبهم والتي في مجملها غريبة وغير منطقية من قبيل اصدار عفو عام عن كل المعتقلين بما فيهم طبعا الملطخة اياديهم بدماء الابرياء من الشعب العراقي . بالمقابل طالبت مجالس الانقاذ في المحافظات السنية الحكومة بالسماح لها بملء الوزارات الشاغرة من قبلها بعد تعليق وزراء التوافق عملهم بالحكومة,وباعتقادي فان هذا المطب مشروع على اعتبار ان مجالس الانقاذ تمثل السنه العرب تمثيلا حقيقيا ووطنيا فهي لم تفرض نفسها على الناس بقوة السلاح فالمواطنون هم انفسهم اللذين كونوا هذه المجالس وهم انفسهم الان يرتدون الملابس العسكرية ويدافعون عن مدنهم هذا من ناحية ,من ناحية اخرى فأن الحكومة لايسرها ان تترك هذه الوزارات شاغرة الى مالانهاية كما ان لديها الفرصة الان لتضع الاشخاص المناسبين في الاماكن المناسبة بعد ان تحصل على الثقة لهم من مجلس النواب ,والفرصة كبيرة جدا بالنسبة لابناء تلك المحافظات المحرومون كل هذه المدة من التمثيل الحقيقي الذي يستطيعون من خلاله ان يخدموا وطنهم ويثبتوا لاخوانهم من بقية الطوائف انهم وطنيون مثل البقية وانهم لايدعمون الارهاب ولايساندونه.

اقول بما ان السياسة هي فن الممكن وماتقدم هو من الممكنات وليس من المستحيلات وبما( ان الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود) كما يذكر امير المؤمنين علي (ع) ,فلماذا لايستثمر السيد رئيس الوزراء هذه الفرصة وينتقي وزراء وطنيين وحريصين على وحدة العراق والتئام طوائفه ويخلص العراق من هؤلاء المعرقلون للمسيرة الديمقراطية واللذين اذا عادوا للحكومة فسيعودون بشكل اسواء مما كانوا عليه ورئيس الوزراء اعرف منا بهم

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك