المقالات

أربعة عشر قرنا مضت على إختيار الإمام عليّ (عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية

3433 2014-10-25


في العام ( 36 هـ ) إختار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق ليكون عاصمة للدولة الإسلامية بأختياره الكوفة مقرا للخلافة ، ولم يكن إختيار الإمام (عليه السلام) للعراق إعتباطا فقد تداخلت عدة عوامل فيما بينها لتكّون بالتالي الأسباب الرئيسة لذلك الإختيار ، ولعلّ أهم تلك الأسباب والعوامل بل أولها ، إنّ العراق منذ بواكير الفتح الإسلامي عرف بعلويته الخالصة ، وإنّ أهل العراق لطالما وقفوا في صف المعارضة للدولة الأموية ثم العباسيين بسبب مواقف حكام تلك الدولتين من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وقدمّ العراقيون بحور الدم وملايين الشهداء على مذبح حبّ آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ولايزالون يقدّمون ضريبة الولاء تلك . 
وبالمقابل فإن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) كانوا مدركين لولاء العراقيين العلوي ذاك فلم يتركوا مناسبة إلا وأشادوا بالعراقيين بصورة عامة وبالكوفيين منهم خاصة ، فأمير المؤمنين الإمام علي ( عليه السلام ) يقول متوعدا الذي يريد الكوفة وأهلها السوء قائلا : ( ماأرادك جبار بسوء إلا وأكبه الله على منخريه في النار ) والإمام الحسن ( عليه السلام ) يقول شعرا عند مغادرته الكوفة بعد هدنته مع معاوية :
وما عن قلىّ فارقت دار أحبتي هم الحافظون حوزتي وذماري
أما الإمام الحسين ( عليه السلام ) فمنذ اللحظة الأولى لثورته المباركة وهو لمّا يزل في المدينة المنورة وقبل أن يذهب الى مكة المكرمة وتأتيه رسل العراقيين بصرة وكوفة ، كان يجيب كلّ من يسأله عن وجهة سيره : ( إني ذاهب الى العراق وشيعتي ) وهكذا كان رأي كلّ أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) من دون استثناء ليصبح العراق عاصمة العشق العلوي وعاصمة دولة الإسلام في غابر الزمان ثم عاصمة دولة العدل الإلهي يوم يرث الله الأرض ومن عليها . 
وإذا كانت دول العالم تحتفي بالمناسبات المهمة التي مرت بها دولهم فيختارون يوبيلا ماسيا أوذهبيا أو برونزيا لسنوات قريبة يمكن عدّها فيملئون الدنيا إحتفالا وصخبا ، فحري بنا ونحن نستقبل مطلع العام الهجري الجديد ( 1436 هـ ) أن نحتفل نحن العراقيون بمرور أربعة عشر قرنا على إختيار أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) العراق عاصمة للدولة الإسلامية ، وأن نجعل من هذا العام عاما ندعو من خلاله لوحدة العراقيين تحت راية حبّ عليّ ( عليه السلام ) الذي لايختلف في حبه مسلم قط بدليل قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ياعليّ لايحبك إلا مؤمن ولايبغضك إلا منافق ) والمنافقون كما قال تعالى ( في الدرك الأسفل من النار ) أعاذنا الله وإياكم من ذلك المصير .
لنتوحد تحت راية حب ابن عم الرسول وزوج ابنته ونتخذّ قرارا بطرد الغرباء من أرضنا وليكون هذا العام عام الإنتصار الحاسم على من يريد بعاصمة الدنيا سوءا ، وليكون هذا العام عام أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) بامتياز ، ولنتسامى على خلافاتنا وجراحاتنا وليغفر كلّ عراقي ّ لأخيه كلّ ماأقدم عليه من أخطاء لأن كلّ ابن آدم خطاء وخير الخطائون التوابون ، وكلّنا أخطأ في حق أخيه ، وليكن أمير المؤمنين الإمام عليّ ( عليه السلام ) أنموذجنا الأمثل في التسامي عل الخلافات وتفضيل المصلحة العامة على المصالح الخاصة فهو القائل : ( والله لأسالمنّ ماسلمت أمور المسلمين ولم يكن فيها جورُ إلا عليَ خاصة ) .
سلام عليك يامولاي ياأمير المؤمنين وأنت تحط رحالك قبل أربعة عشر قرنا في عراق الأنبياء لتحلّ البركة في هذه الأرض الطاهرة . وسلام عليكم أيها العراقيون بما ضحيتم على محراب حبّ عليّ وآل علي فإلى كلّ محب لعليّ ( عليه السلام ) اخترت هذه الأبيات من عيون الشعر الذي قيل في حبّ عليّ ( عليه السلام ) وبها أختم .
بعث الإله إلى الأنام محمدا ....
وأتمها بخلافة المولى علي ...
وتنزّل القرآن عند محمدٍ ...
وكمال تأويل الكتاب غدا علي ...
والى معاريج السماء محمدٌ ...
يرقى فيلقى عند سدرتها علي ...
ويقيم صرحا للجهاد محمدٌ ...
من ذا الذي صرع العتاة سوى علي ...
في خندق الأحزاب نادى محمدٌ ...
من ذا لعمرٍ فانبرى يمضي علي ...
وكذاك في أحدٍ أصيب محمدٌ ...
فرّ الجميع وكان كرارا علي ...
فلرحمة الباري علينا محمدٌ ...
والصدمة الكبرى على الأعدا علي ...
ومدينة العلم العظيم محمدٌ ...
والباب للصرح المبين غدا علي ...
فاعلم لواء الحمد باسم محمدٍ ...
ونراه في يوم القيامة معْ علي ...
والحوض يوم الورد ملك محمدٍ ...
لكنما الساقي عليه غدا علي ...
وأٌتم بالإيمان دين محمدٍ ...
وبها تسمى يوم خندقهم علي ...
أعطى إلهي كوثرا لمحمدٍ ...
من زُوّج الطهر البتول سوى علي ...
ويحج في بيت الإله محمدٌ ...
أوليس من بيت الإله أتى علي ...
والجنة المثلى لدين محمدٍ ...
لكن بشرط دخوله

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك