( بقلم : بشرى امير الخزرجي )
يفضل أبناؤنا المغتربون الذين ولدوا وكبروا في بلاد المهجر ممن ترعرعوا في كنف آباء وأمهات زرعوا فيهم قيم الإسلام الأصيل وحب رسول الإنسانية محمد (ص) وآل بيته الأطهار (ع) أن يقضوا بعضاً من أيام عطلتهم الصيفية في أداء العمرة وزيارة قبر رسول الله (ص) حتى أن بعضهم كان حريصاً في جمع مبلغ العمرة طيلة فترة السنة الدراسية و من مصروفة اليومي الذي يدفعه له الوالدان.
إن أبناء الجالية العراقية المسلمة في بريطانيا بالرغم من أنهم يعيشون في محيط غربي بحت حيث طول اليوم الدراسي من الصباح الباكر وحتى الرابعة عصراً، ناهيك عن النشاطات الأخرى التي يقضي فيها الطالب معظم وقته مع أصدقاء وطلبة من مذاهب ومشارب عدة تراهم حريصين كل الحرص على أن يبرزوا هويتهم وتربيتهم الأصيلة على أجمل وجه
لقد أثبت أبناؤنا الأعزاء وفي أكثر من موقف أنهم مستقبل وكنز العراق الجديد، فهم الدرع المدافع عن العراق، أينما وجدوا تراهم وبالفطرة السليمة التي يمتلكونها يدافعون وبقوة عن قيمهم ودينهم ووطن أجدادهم، أبناؤنا الذين هم الآن في مكة المكرمة لأداء فريضة العمرة هم فتية آمنوا بلله ورسوله فشدوا رحالهم الى البلد الآمن علهم يريحوا أنفسهم التي أنهكتها حوادث بلد آبائهم الدامية ألمروعه .. ذهبوا ليدعوا وليتضرعوا الى الله العزيز القدير ان يمن على أهل العراق السلام والأمان وليبتهلوا الى المولى أن يرحم شهداء العراق ويمن على أهلهم الصبر وان يشفي صدور قوم مؤمنين بظهور الحجة عجل الله فرجة .. لكن الأشرار الذين يحيطون بالكعبة الشريفة بغلهم وحقدهم ضربوهم وأهانوهم لا لشيء سوى أنهم من المسلمين الشيعة، لأنهم أتباع أهل البيت (ع)، وكل الذي فعلوه وعدّ من كبائر الذنوب عند الحزب الوهابي وجلاوزتة أنهم رفعوا صوتهم بالدعاء الذي أغاض برابرة التكفير الوهابي، فانهالوا على أمام الحملة السيد الشاب محمد جواد القزويني بالضرب والإهانة ونعته بصفة الكفر وعندما تدخل بقية الشباب المؤمن ليخمدوا نار الفتنة نالهم ما نال السيد من الضرب المبرح القاسي الذي روع الصبية والفتيات في الحملة، ولم يكتفوا بضربهم في البيت الحرام أمام معشر المعتمرين بل أخذوهم وحجزوهم لمدة 24 ساعة لم يتوانوا فيها عن ضربهم، حتى أنهم ربطوا أيدي وأرجل أحد المعتمرين الشباب ونزلوا عليه ضربا بالعصي حتى أغمي علية.
يفترض بالحكومة السعودية وحتى تنأى بنفسها عن الشرطة الدينية التي تكفر كل مسلم يتوسل بالنبي (ص) وأهل بيته (ع) أن تقدم تفسيرا مقنعا لما حدث والاعتذار من شبابنا المعتمر المتضرر المعتدى علية لا أن تكذب الخبر أو تتغاضى عنه! إن اعتداءاً مثل هذا لن يمر دون حساب كما يظنون، ولن يسكت الأبناء الذين ولدوا وتربوا في بلدان حرة ديمقراطية، كما نتمنى على حكومتنا الموقرة المتمثلة بسيادة رئيس الجمهورية السيد جلال الطلباني الموقر، ودولة رئيس الوزراء السيد نوري المالكي أن يؤازروا هؤلاء الفتية المؤمنين لأنهم رمز العراق في الخارج وهم أبناء مجاهدين وسجناء العهد البائد، فهل ترضون أهانتهم بهذا الشكل؟
أرجو من الله والرسول (ص) وأطلب منه أن يغفر لهذه الأمة التي آذته في ذريته وناصبت الحرب لهم. حبيبي يا رسول الله إن أبناءنا جاؤوك بقلب سليم ليستزيدوا من نفحات عطرك ونورك الذي ينير لهم ظلمة الحياة .. قصدوك والأمل يغمرهم لأن يغفر الله لهم و لأمتك التي تجرأت عليك وعلى رسالتك السمحاء، رسالة المودة والرحمة، فلا تردهم خائبين واشفع لهم وتقبل منهم وأنجح طلباتهم وردهم الى ذوبهم سالمين غانمين يا ارحم الراحمين.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)