( بقلم : عمار العامري )
إن ما حدث في العراق وما قام به العراقيون على اثر فوز اسود الرافدين المتمثلين في المنتخب الوطني على كوريا الجنوبية وبعدها على العربية السعودية ليتوجوا انتصاراتهم بكاس أمم أسيا كان إشعار للعالم وكسر لشوكة القائلين بان العراق في طريقه إلى الانقسام وإسكات الأبواق الإعلامية والأقلام المأجورة التي تحاول دس السم في العسل من خلال إشاعة الفرقة والطائفية بين أبناء الشعب العراقي كما أن للدور الموحد والانسجام والتحابب الذي ظهر في ساحة اللعب بين اللاعب المحبوب هوار ملا محمد والذي يصنف كردي القومية والكابتن المثابر يونس محمود سني المذهب والشاب المتألق نشأت اكر الشيعي عكس صبغة جديدة على الفوز وهي تحويل القضية إلى حالة سياسية تعكس وحدة العراق بكل المقاييس القومية والمذهبية وتولد تعددية موحدة تبرز فيها روح التفاني لدى ابن النجف الصاعد كرار جاسم والحارس الوفي نور صبري والناشط احمد مناجد لخلق روح الألفة في جمع كلمة العراقيين بكل التفاصيل.
هذه الروح التي خرجت فيها تلك المجموعة الممثلة للنسيج العراقي الواحد متمثلة باللاعبين نور صبري وباسم عباس وجاسم غلام وعلي رحيمة وقصي منير ونشأت أكرم وصالح سدير واحمد مناجد وكرار جاسم ويونس محمود وهوار ملا محمد وإخوان لهم لم يسعفني الحظ لذكرهم لا يختلف عما هو موجود في الخليط السياسي العراقي ولكن يكمن في أن هولاء الشباب اسود الرافدين قد اجتمعوا على مصلحة الوطن وحب العراق ولم تغريهم النفس الإمارة بل يزداد الشعور بالمسؤولية كلما حققوا انتصار ولذلك حصلوا على توفيق دموع الملايين من أبناء العراق من اجل انتصاراتهم وخصوصا عندما أطلق حكم المباراة الاسترالي صفارة النهاية لمباراة الختام معلنا رفع أبطال العراق كاس أمم أسيا وهذا يعكس ما يريده بعض السياسيين عكس بعض الساسة الذي يحاولون الدفاع عن مصالحهم الشخصية والتفكر بالذات الأنانية بعيدا عن مصالح الملايين والتي تبكي من جور قراراتهم وآراءهم التي تجر البلاد إلى الفرقة والدمار.
فأسود الرافدين ومدى استقبال العراقيون لهم في دبي وعمان وبغداد واستقبالهم من قبل فخامة رئيس الجمهورية ودولة رئيس الوزراء وكبار الشخصيات الرسمية هو إذن لأول حالة تحصل هكذا لأبطال رياضيون لأنهم تعاملوا مع هذه البطولة بروح عكست حقيقة الوحدة العراقية مفندين ما يروم إليه بعض الساسة العراقيين الساعين لتعميق الجرح العراقي والنيل من شفاءه.
اسود الرافدين عكسوا الصورة الحقيقية للشعب العراقي بعيدا عن الاختلافات الأيدلوجية والانسحابات الحكومية والصفقات السياسية على حساب هذا الشعب البري. فهنيئا لكم يا أبناء الرافدين هذا الفخر والانجاز التاريخي الذي سيسجله التاريخ بحروف من ذهب لأبناء العراق رغم التحديات العظيمة التي تواجههم والمعانات الكبيرة التي تمر على أهلهم مع معاناتهم من بعض السياسيين الفوضويين بمصير العراق والبائسين في علم السياسة.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)