المقالات

زيارة المالكي الي طهران اسبابها وتداعياتها

1462 01:20:00 2007-08-08

( بقلم : حسن هاني زاده ـ صحفي ايراني )

الزيارة التي سيقوم بها يوم الاربعاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران قد تختلف عن الزيارات السابقة لبعض الاسباب والظروف. فاحدى الاسباب التي تعطي اهمية بالغة لهذه الزيارة وصول ايران واميركا الى نقطة مشتركة من خلال ثلاث جولات من محادثاتهما التي جرت في بغداد باشراف الحكومة العراقية ، حيث ادرك الطرف الاميركي حقيقة ان انعدام الامن في العراق سببه تدخل الدول العربية المجاورة في الشأن العراقي لاسباب طائفية بحتة الهدف منها عرقلة المسيرة الديموقراطية في العراق.

واستندت اميركا الى عدة وثائق دامغة قدمها الجانب الايراني بان بعض الدول العربية تقدم المال والسلاح للمجموعات الارهابية التي تقوم بتفجير الاماكن المقدسة وقتل الابرياء وزعزعة الامن بغية اعادة عقارب الساعة الى الوراء ومنع الاغلبية من تشكيل دولة عصرية ديموقراطية مبنية على آراء الشعب العراقي.فقد كشفت المحادثات الايرانية الاميركية امورا كانت غامضة لدى الجانب الاميركي اذ ان الادارة الاميركية كانت تستقي معلوماتها بشأن العراق من اطراف عربية غير محايدة تسعى الى القاء مسؤولية انعدام الامن في العراق على عاتق ايران ولكن بعد هذه المحادثات تبين ان هذه المعلومات كانت مزيفة صاغتها الاجهزة الاستخباراتية في الدول العربية لايجاد الوقيعة بين الجمهورية الاسلامية والقوات الاميركية وقطع الترابط الانساني والديني بين الشعبين الايراني والعراقي.

وكانت المحادثات السابقة قد تمخضت عن تشكيل لجنة امنية مشتركة بين ايران والعراق واميركا ستعمل وفق اجندة محددة لمواجهة المجموعات الارهابية العربية التي ما زالت تفتك بامن الشعب العراقي واضعاف الحكومة العراقية المنتخبة. ومما لا شك فيه ان اللجنة الثلاثية سوف تعكف على تشكيل قوة ضاربة ودوريات فاعلة تضبط الحدود بين العراق والدول العربية بغية منع الارهابيين السلفيين الحاقدين من دخول الاراضي العراقية والقبض على ما تبقى من هؤلاء الارهابيين الذين يعبثون بامن العراق.

وبما ان المحادثات بين ايران واميركا ستستمر حتى التوصل الى صيغة معينة لاجتثاث جذور الارهاب وهذا يتطلب المزيد من الوقت ولكن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران لها اهمية بالغة تتعلق بالآليات التي اتفقت عليها كل من ايران والعراق واميركا لدحر الارهابيين.

وهذه الآليات تتمثل في استخدام التجارب الايرانية في مجال مكافحة الارهاب لصالح الشعب العراقي وتأهيل قوات الجيش والشرطة في العراق على يد الخبراء الايرانيين وتبادل المعلومات بشأن تحركات الارهابيين في العراق.الآلية الاخرى التي ستستخدم لضبط الامن هي اعطاء الحكومة العراقية كل الصلاحيات الامنية اللازمة لتشكيل قوات محلية وفق التركيبة السكانية لكل مدينة ومحافظة بحيث ستكون قادرة على تطبيق الاجندة الامنية للحكومة في ارجاء العراق دون تدخل القوات الاميركية او جهة اخرى وهذا ما يمكن الحكومة العراقية من بسط سيطرتها الامنية والقضاء على كل بؤر الارهاب في العراق.وهذه الامور بطبيعة الحال تحتاج الى مساعدات لوجستية ومالية سوف يبحثها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الجانب الايراني خلال زيارته لطهران.

والموضوع الاهم الذي سوف يطرح على بساط البحث هو كيفية احباط المؤامرة التي بدأها فريق من التكتلات السياسية العراقية الساعية الى النيل من وحدة العراق من خلال التهديد بالانسحاب من حكومة المالكي تمهيدا لالغاء العملية السياسية والمؤسسات التي انبثقت عنها.

وبما ان ايران ليست معنية باللعبة السياسية في العراق حيث ان الامر يعتبر شأن داخلي ولكن ما يهم ايران هو تماسك الشعب العراقي والحفاظ على وحدة العراق وضمان حقوق الاغلبية وابعاد شبح تدخلات قوى اقليمية عربية تنظر الى العراق من منظور طائفي بحت.

اذن زيارة رئيس الوزراء العراقي الى طهران ستسفر عن نتائج هامة وستكون لها انعكاسات ايجابية على الساحة العراقية حيث ستكون احدى تداعياتها اعادة الامن والاستقرار في العراق وتحسين الوضع الاقتصادي من خلال اقامة مشاريع اقتصادية مشتركة بين ايران والعراق وترسيخ الوحدة وضمان الاستقرار السياسي في العراق.

حسن هاني زاده – صحفي ايراني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك