المقالات

زيارة المالكي الي طهران اسبابها وتداعياتها


( بقلم : حسن هاني زاده ـ صحفي ايراني )

الزيارة التي سيقوم بها يوم الاربعاء رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران قد تختلف عن الزيارات السابقة لبعض الاسباب والظروف. فاحدى الاسباب التي تعطي اهمية بالغة لهذه الزيارة وصول ايران واميركا الى نقطة مشتركة من خلال ثلاث جولات من محادثاتهما التي جرت في بغداد باشراف الحكومة العراقية ، حيث ادرك الطرف الاميركي حقيقة ان انعدام الامن في العراق سببه تدخل الدول العربية المجاورة في الشأن العراقي لاسباب طائفية بحتة الهدف منها عرقلة المسيرة الديموقراطية في العراق.

واستندت اميركا الى عدة وثائق دامغة قدمها الجانب الايراني بان بعض الدول العربية تقدم المال والسلاح للمجموعات الارهابية التي تقوم بتفجير الاماكن المقدسة وقتل الابرياء وزعزعة الامن بغية اعادة عقارب الساعة الى الوراء ومنع الاغلبية من تشكيل دولة عصرية ديموقراطية مبنية على آراء الشعب العراقي.فقد كشفت المحادثات الايرانية الاميركية امورا كانت غامضة لدى الجانب الاميركي اذ ان الادارة الاميركية كانت تستقي معلوماتها بشأن العراق من اطراف عربية غير محايدة تسعى الى القاء مسؤولية انعدام الامن في العراق على عاتق ايران ولكن بعد هذه المحادثات تبين ان هذه المعلومات كانت مزيفة صاغتها الاجهزة الاستخباراتية في الدول العربية لايجاد الوقيعة بين الجمهورية الاسلامية والقوات الاميركية وقطع الترابط الانساني والديني بين الشعبين الايراني والعراقي.

وكانت المحادثات السابقة قد تمخضت عن تشكيل لجنة امنية مشتركة بين ايران والعراق واميركا ستعمل وفق اجندة محددة لمواجهة المجموعات الارهابية العربية التي ما زالت تفتك بامن الشعب العراقي واضعاف الحكومة العراقية المنتخبة. ومما لا شك فيه ان اللجنة الثلاثية سوف تعكف على تشكيل قوة ضاربة ودوريات فاعلة تضبط الحدود بين العراق والدول العربية بغية منع الارهابيين السلفيين الحاقدين من دخول الاراضي العراقية والقبض على ما تبقى من هؤلاء الارهابيين الذين يعبثون بامن العراق.

وبما ان المحادثات بين ايران واميركا ستستمر حتى التوصل الى صيغة معينة لاجتثاث جذور الارهاب وهذا يتطلب المزيد من الوقت ولكن الزيارة التي سيقوم بها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الى طهران لها اهمية بالغة تتعلق بالآليات التي اتفقت عليها كل من ايران والعراق واميركا لدحر الارهابيين.

وهذه الآليات تتمثل في استخدام التجارب الايرانية في مجال مكافحة الارهاب لصالح الشعب العراقي وتأهيل قوات الجيش والشرطة في العراق على يد الخبراء الايرانيين وتبادل المعلومات بشأن تحركات الارهابيين في العراق.الآلية الاخرى التي ستستخدم لضبط الامن هي اعطاء الحكومة العراقية كل الصلاحيات الامنية اللازمة لتشكيل قوات محلية وفق التركيبة السكانية لكل مدينة ومحافظة بحيث ستكون قادرة على تطبيق الاجندة الامنية للحكومة في ارجاء العراق دون تدخل القوات الاميركية او جهة اخرى وهذا ما يمكن الحكومة العراقية من بسط سيطرتها الامنية والقضاء على كل بؤر الارهاب في العراق.وهذه الامور بطبيعة الحال تحتاج الى مساعدات لوجستية ومالية سوف يبحثها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مع الجانب الايراني خلال زيارته لطهران.

والموضوع الاهم الذي سوف يطرح على بساط البحث هو كيفية احباط المؤامرة التي بدأها فريق من التكتلات السياسية العراقية الساعية الى النيل من وحدة العراق من خلال التهديد بالانسحاب من حكومة المالكي تمهيدا لالغاء العملية السياسية والمؤسسات التي انبثقت عنها.

وبما ان ايران ليست معنية باللعبة السياسية في العراق حيث ان الامر يعتبر شأن داخلي ولكن ما يهم ايران هو تماسك الشعب العراقي والحفاظ على وحدة العراق وضمان حقوق الاغلبية وابعاد شبح تدخلات قوى اقليمية عربية تنظر الى العراق من منظور طائفي بحت.

اذن زيارة رئيس الوزراء العراقي الى طهران ستسفر عن نتائج هامة وستكون لها انعكاسات ايجابية على الساحة العراقية حيث ستكون احدى تداعياتها اعادة الامن والاستقرار في العراق وتحسين الوضع الاقتصادي من خلال اقامة مشاريع اقتصادية مشتركة بين ايران والعراق وترسيخ الوحدة وضمان الاستقرار السياسي في العراق.

حسن هاني زاده – صحفي ايراني

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك