المقالات

العملية السياسية اولاً


( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )

من المنطقي ان يكون واضحاً للجميع ان الحكومة العراقية الحالية تقف على حافات ازمة بحاجة الى وقفة جادة ومسؤولة الغرض منها تعزيز الصحيح وتطويره ومعالجة الخطأ والابتعاد عنه. ونعتقد ايضاً بأن الحكومة ليست المعنية لوحدها في تقويم تجربتها، بل ان الجميع من كتل واحزاب وشخصيات سياسية هي كذلك معنية بهذا الاستحقاق من خلال تتبع المسارات الهادفة الى عملية التقويم الايجابي بعيداً عن الانفعالات ومحاولات التسقيط الضاغطة.

ان الانسحابات التي اعلنت عنها بعض الكتل عن الحكومة لم تفاجئ احداً بل انها كانت داخلة في تصوراتنا، لكن هنالك فرق كبير ان تنسحب هذه الكتلة من الحكومة لغرض الحث والتحريك باتجاه التعديل في التحرك والاليات وبين ان يصار الى توظيف هذه الانسحابات الى عوامل ضاغطة الغرض منها الاضرار بالعملية السياسية والقفز فوق الارادة الوطنية العراقية المتمثلة بالدستور العراقي.

حتى هذه اللحظة نستطيع ان نقول بأن بعض القوى او الكتل العراقية وفي مقدمتها كتلة التوافق العراقية اعطت اشارات ايجابية من خلال تأشيرها على الخطأ وتقديمها لشرائط البعض منها مشروع دستورياً، كونها تخص الأداء الحكومي وليس العملية السياسية، وهذا ما نعتبره موقفاً صحيحاً ونضجاً سياسياً، طالما انه لن يهدف الى تقويض العملية السياسية او الاطاحة بها، ومن هنا تتسع مساحة التفاهم بين الفرقاء في ظل وجود الازمة، لكن ينبغي بالكتل الاخرى ان لاتعمد الى التوظيف غير الايجابي لها وحسب ما اعلنته كتلة اخرى الاحد الماضي رغم عدم تأكيد الناطق الرسمي لصحة الانباء التي قالت بانسحاب وزرائها من الحكومة.

الاهتزازات في الاداء الحكومي خاضعة لعملية تقويم وبالامكان استبدال هذا الوزير او ذاك مثلما بالامكان الاعلان عن حل الوزارة برمتها وتكليف السيد رئيس الحكومة بتشكيل حكومة اخرى بديلة فيما اذا توافرت الشروط الموضوعية الهادفة لهكذا استحقاق، لكننا ايضاً يجب ان نؤكد بأن هذه الحكومة هي من اكثر الحكومات العراقية المتعاقبة شرعية ودستورية نظراً لقاعدتها المليونية التي جاءت بها لادارة البلاد وهذا ما لم يحصل مع أية حكومة اخرى وكذلك فانها حتى اللحظة لا زالت تحظى بالثقة البرلمانية ولم تتغير هويتها ذات التوجه الوحدوي الوطني، كما انها تسعى بشكل جدي الى الحفاظ على هذه الهوية، وقرار السيد رئيس الوزراء رفض استقالة وزراء جبهة التوافق يعزز صحة هذا التوجه اننا كما غيرنا نعتقد بصحة تقويم اداء الحكومة فهذا أمر لا يخلو اطلاقاً من الحق الدستوري الشرعي، لكننا نعتقد ان العملية السياسية هي الضامن ليست فقط لتصويب هذا الخطأ او ذاك الاهتزاز إنما هي الخيمة التي يتفيء بظلها الجميع ولذلك فإن الحفاظ عليها شيء، والملاحظات على الاداء الحكومي شيء اخر.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
نصير الكيتب
2007-08-07
تحية حب وتقدير للأخ الكاتب الأستاذ عدنان العبيدي ...طالما لمست منك الحرص بل كل الحرص على العملية السياسية وهذا نابع من حبك الكبير للعراق والعراقيين ولكن هنا اسمح لي أن اخالفك الرأي من ناحية كتلة التوافق العراقية حيث الجميع يعرف انهم أي التوافقييون طالما يحاولون عرقلة المسيرة الجديدة بأي شكل من الاشكال وشروطهم الأخيرة التعجيزية خير دليل على كلامي وللحق اقول هناك مطالب صحيحة ومشروعة .... دعائي لك بالتوفيق مع حبي الشديد.....السلام على العراق
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك