المقالات

أبالسة السياسة وتبعية الأولاد..!

1494 04:30:21 2014-09-30

الأمل والتفاؤل؛ لم يعد لهما وجود في حياة العراقيين الشائمة منذ فجر الخليقة؛ ورُقن قيدهما يوم إن نزل إبليس على أرض العراق، ولم تعد في أفق المستقبل بوارق أمل؛ ما دام"أولاد الأبالسة" قد كشروا أنيابهم الحادة على مقاليد الحكم في بلاد الرافدين!
بعد قرابة نصف قرن من الزمن؛ بزغَ فجرٌ جديد في سماء البلد؛ وأقبل علينا أناس مختلفون عن أولئك الأبالسة( جماعة الزيتوني!) أُناس ألسنتهم تُغرد بالديمقراطية، وحب الوطن؛ بعيدة كل البعد عن شعارات( أبوعداي) و(وياك يا ابو حلا) ولايحتكرون عقولنا بما تشتهي أنفسهم.
جاء "الملائكة الجدد" بعد سقوط" الأبليس الكبير" بأشياء لم نشهدها مِن قبل، كالحريات، والعدالة، ونظريات مستقبلية، وخطط تنموية، ورؤى مشتركة، وحقوق الإنسان، ولطبيعة الحياة القاسية، وسخرية الأزمنة؛ لم نعرف هذه الأشياء مٍن قبل، هل هي نوع من أنواع الأطعمة؟! أو آلات تستخدم في المنازل؟! أم "حاجة صينية" جديدة في سوق مريدي؟!
لم يُظهر" ملائكة البشر" من السياسيين الجدُد، كل شيء على الملأ، بل كان هنالك أسرار وخفايا، أسدل عليها الستار، ومن خلال ممارستهم، وخُطبهم، أخذت تلك الأسرار، والنوايا تظهر للعيان، ولم نُحرك ساكن لتحشيد الجهود البشرية، والمادية حتى ينكشف المستور؛ بل كنا نصغي، ونتمعن لتلك الممارسات والخُطب، حتى عِلقنا في حبال الملائكة..!
ما يشغل المسافة بين " ملائكة السياسة" والأتباع؛ طبقة تضم أكاديميين، وصحفيين، وباحثين سياسيين، وهؤلاء هم العقل النابض للمجتمع، ألا أن هذه الطبقة أصيبت بمرض عُضال ناتج من تراكمات الماضي البعيد، والقريب، وإنحصر دورها بالإتباع وليس الإبداع؛ لِيوظفوا معارفهم، وعلومهم خدمةً لـ(الملائكة) الذين تبينوا فيما بعد؛ إنهم أبالسة كِبار!
هذه الطبقة تتغير توجهاتها، وميولها، بتغير" الأبالسة" والأنظمة، كلما وجدت أحضان دافئة، تزداد تبعيةً، ومثابرةً في نقل صورة براقة لأنظمتهم السياسية، وخوض معارك إعلامية طاحنة ضد من يعترض سياسة إبليسهم الكبير، لِيذهبوا شططاً في كتابة عنوانات التمجيد والطاعة حسب ولاءهم وتبعيتهم، ويرجموا المعارضين لهم بوابل من الشائعات.
يبقى الأتباع ضحية الأفكار المسمومة التي يتناولونها على شكل جرعات مهدئة، تضمن لهم العيش في مشاهد الرعب المصنوعة على يد" أولاد الأبالسة" الجُدد، ومساعديهم من الطبقة العاملة لِتنفيذ ما يدور في جماجمهم، في سبيل ديمومة البقاء في قمة الهرم؛ مقابل الرفاهية والدنانير التي يتمتع بها أصحاب أبليس، وحياة البذخ في مجتمع مُحطم. 
لا زالت قيود التبعية والعمالة؛ تقيد شريحة واسعة في مجتمعنا، والخطر أن تكون الطبقة المُثقفة خاضعة لتبعية الدكتاتورية، والأخطر أن تكون مُخلصة لها في تكريس جهودها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك