بعد صدور فتوى اللعين أبن جبرين بهدم قبور من لم يطلب رسول الله صلى الله عليه واله من المسلمين فيهم الا المودة بدأت وحشة الافكار تهيمن على عقولنا والالم يعتصر قلوبنا تارة لكرامة مسحوقة حد ان يفتي في امرنا علماء السعودية وتارة اخرى خوفاً على بقاع منيرة مؤنسة لوحشة واقعنا المرير وبين هذا وذاك راود فكري سؤال واحد ، لقد حدد هذا اللعين في فتوته المشؤومة العراق وسوريا ومصر لما تحتويه هذه الدول من قبور ومقامات لاهل بيت المصطفى (ص) وتحت ذريعة انقاذ المسلمين من الشرك!! فلماذا نسي هذا اللعين ايران ؟ اليس في هذا البلد عتبات مقدسة ؟!! اليس في هذا البلد شرك لابد من استأصله!! وهل كان هذا الامر نسياناً أم تناسي ؟!! ام ان ايران لا تقع ضمن مشروع ازالة اضرحة الشرك كونها غير عربية !!! فالاسلام للعروبة فقط في منظوربعض علماء السعودية الضيق كأبن جبرين ومن يحذو حذوه .
ولم يمر من الوقت الكثير لاصل الى الجواب فهو واضح وضوح الشمس في كبد السماء ، ان هذا اللعين لا يجرأ على ذكر جمهورية ايران الاسلامية ولو بكلمات لما لهذه الدولة من ثقل سياسي واستقلالية ذاتية في المنطقة ولمعرفته انه ان تجرأ سيفتح على نفسه أبواباً لايمكن غلقها الا بما لا يرضي نفسه المريضة فما كان من جبان ووضيع كشخصه الا ان يوجه فتاواه الى من هم اضعف من ان يجمعوا فتاواه المضلة ويلطموها على فمه ، امتزجت فرحتي بحزني فاما الحزن فذاك الحزن السرمدي على استكانة ازلية وضعف مؤلم لشيعة أمير المؤمنين في العراق والتي لا ارجح ان يكون سببها كما اعتقد الكثيرين ممن اقنع ذاته بأنه بمجرد اعتناقه للمذهب الجعفري صار لابد له ان يكون مظلوماً مضطهداً وليس له سوى التحسبن على كل من ظلمه وظلم مذهبه وما الجارة ايران الا خير دليل على ان المذهب الجعفري معز لا مذل، قوي لاضعيف ، مهيب لا كسير وهذا ما دعاني للفرح رغم انني كنت أأمل ان يكون العز والهيبة من نصيبنا ايضاً .
فرحتي كبيرة وانا اجد دولة وكيان أجد فيها المواطن المعتنق للمذهب الجعفري أمننا مطمئنناً عزيزاً في بلد كفل له كل ذلك وان احتوى على سلبيات شانه شأن اي بلد أخر وأي نظام في العالم فلا عصمة الا لاهل العصمة غير ان القوام العام لهذا البلد منتصب بشموخ في المنطقة وليس بالكلام فقط كما كان انتصاب العراق ابان حكم الطاغية الذي جعل الكثيرين يصغون فقط الى الكلام دون البحث والتقصي وقراءة الحقائق الواضحة ، هذا البلد المنتصب سياسياً واقتصاديأ واجتماعياً على اسس ثابتة لا يصدر منه شيء الا اذا كان مدروساً وبدقة مما يجعلنا نتامل في سياسته فربما وفقط ربما استخلصنا منها العبر ووظفناها لمشروعنا السياسي الذي لازال في أول الطريق وكسرنا حاجز الكبرياء الفارغ الذي لايسمن ولا يغني من جوع فبلدنا على شفا حفرة من نار ، نار الارهاب والاحقاد البعثية وتصفية حسابات العروبة وليس لنا سوى العمل الجاد المثابر وصولا لحلول تنقذ هذا البلد وشعبه المظلوم .
كانت ولازالت الفيدالية حلماً كبيراً لشيعة امير المؤمنين كمشروع نجاة لنا بيد ان هذا الحلم بدأ يتلاشى ايماننا به شيئا فشيئا اثر ما يحصل على ارض المنطقة ومنظور أمريكا وسياستها ،تلك التي تعتبر ايران اكبر تهديد لمصالح امريكا في الشرق الاوسط وهذا الكلام عن لسان وزيرة الخارجية رايس ولما كان الربط الازلي لشيعة امير المؤمنين في العراق بالمد الشيعي الايراني والتخوف الكبير من الدول العربية والغربية منه نقرأ بوضوح ان امريكا ستعمل الممكن والمستحيل من اجل حرماننا من الفيدرالية وربما سنعمل نحن انفسنا على خسارة هذا المشروع فسياسة امريكا معنا ومنذ السقوط على أسس ديمقراطية وهي لا تستطيع ان تتراجع عن هذا المبدا غير انها خبيرة في وضع العراقيل واصطناع الفتن بأيد محلية!! لتحقق غايتها وبدون ان تلوث يدها غير ان حقيقة غابت عن ناظريها بأن هناك ما يعرف بفيدرالية العقيدة والتي لايمكن لها من تدميرها لانها ببساطة لا توجد على خرائط ارضية فهي مرسومة بخطوط الشرايين القلبية .
ان مشروع تسليح بلد يهدد بلدان تحمل هوية اسلامية وتشاركه العروبة كما يدعي ومن قبل دولة عظمى كأمريكا هو رسالة واضحة جدا وبحسب ما قالته رايس بأنه مشروع قوة الاعتدال وهذا يدل على تخوف كبير من الجانب الايراني المسالم لحد هذه اللحظة ولتدعم من يفتي بهدم رموز في بلدان اخر !! في سياسية اقل ما يقال عنها انها عجيبة غريبة فهي متخبطة بين انها ترسم لالاف السنين وبين ان تجهر بما يقلل من قيمتها وتعلن تخوفها في حملة دعائية هوليودية انها امريكا التي عرفتنا ما تعني الاجساد المحترقة لاول مرة عندما ضربت ملجأ العامرية عام 1991 وهي نفسها التي تبكي ايتامنا اليوم !! انها امريكا التي ارسلت صاروخا لحجرة نوم ليلى العطار لرسمها صورة بوش على ارضية مدخل فندق الرشيد وهي ذاتها من تعجز على ايجاد بن لادن بين الجبال !!
ليس لنا الا ان نسال الله التوفيق لكل من يعمل على مبادىء سامية تحت لواء راية الاسلام المحمدية راية حب محمد وال محمد خاصة من ابناء الحكومة العراقية وهم يحملون مسؤولية كبيرة نسال الباري ان يعينهم عليها وان يجعلنا لكم عوناً فالحكومة والشعب متى ما كانت يداً واحدة استطاعت مقاومة اصعب الخطوب ونتمنى ان يكون ابناء الحكومة على هذا القدر الكبير من الوعي الذي يجعلهم يدفعون بالشخص المناسب في المكان المناسب متى ما وجدوا عدم الكفاءة في انفسهم وبهذا يحصلون على رفعة ما بعدها رفعة فالشعور العالي بالمسؤولة ضروري في هذا الوضع الصعب .
ونسال الباري ان يحفظ مراقدنا المقدسة في كل مكان وان يمكر الله بمن يحاول المكر بنا والنيل من مقدساتنا وعقيدتنا الغراء ونسال الله التوفيق للجارة ايران التي وفقت بان تكون لقمة غير سائغة لمد الكفر الامريكي وبأسم دولة اسلامية بمذهب جعفري وان يحرس مراقدنا المقدسة هناك مرقد الامام الرضا عليه السلام والسيدة معصومة عليها السلام اولاد موسى ابن جعفر عليه السلام فالاب عندنا والابن عندكم وهذا كفيل بان نبقى على تواصل رغم كل شيء وان وصفونا بالصفوية فولائنا للامام الثامن واجب الطاعة مكمل لولائنا لاهل بيت النبوة .
فالسلام عليك يا رسول الله والسلام عليكم يا اهل البقيع والسلام عليك يا أمير المؤمنين والسلام على الحسين وعلى اولاد الحسين وعلى اصحاب الحسين واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد واله الغر الميامين
اختكم المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha