المقالات

نقطة انطلاق في السياسة الجرباء


( بقلم : شوقي العيسى )

تعودنا وتعوّد الشعب العراقي على الكثير من المغازلات والمفارقات السياسية والتي أطلق عليها سياسة في سوق الصرف العراقي وقد تكون بعيدة كل البعد عن المفهوم الأعمق ، ولعدم اتضاح الرؤيا الحقيقية لسوق السياسة فقد اسموها بالسياسة.

ربما تكون التهرجات والانكماشات التي تحصل مابين الفينة والأخرى في مجمل عمل الحكومة العراقية ومجلس النواب هي نوع من السياسة ، وحتى ولو سلمنا جدلاً بأن سياسيو العراق في مرحلة مابعد التغيير هم ممن أنتخبهم الشعب العراقي،،،، ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا سياسيين ويجيدون لغة السياسة خصوصاً وأن بلد مثل العراق عاش ويعيش حالات من الحرمات الفكري والعمل السياسي ، فلذلك هناك افتقار يعم معظم سياسيو المرحلة إلا الذين أتخذوا من الحياة العامة سياسة لتخطيهم صعوبات المرحلة والذين يقل نظيرهم أو يخضعون لمراحل الضغط والابتزاز.

فلو دخلنا الفانوس السحري السياسي لوجدناه يتصبب عرقاً لشدة سخونة المشهد الذين يعيش بداخله ولكن قضي عليه بالخلود الى ذلك الفانوس والنظر من خلف القارورة الزجاجية التي يكون بداخلها ، هكذا أصبح بعض سياسيو العراق وهم يرون السياسة الجرباء التي يمارسها اعضاء جبهة التوافق الذين دخلوا العملية السياسية لأنتشالها من واقعها الذي قيل عنه انه متردي الى واقع الجحيم والمفرقعات والمؤامرات السياسية .

هكذا ومن هواجس كثيرة تعلن جبهة التوافق انسحابها من الحكومة ، وقد تكون هذه نقطة انطلاق تعيشها الحكومة العراقية في ظل السياسة الجرباء التي مارسها اعضاء التوافق فقد كالوا بمكيالين فيد تضغط على الحكومة العراقية ويد تحاربها وتخطط لأنزال قيح غيضها على الشعب العراقي ، وليس غريباً على هكذا جبهة أن تعيش حالة الإزدواجية فهم خريجوا مدرسة البعث العفلقي ومعظمهم كان قائداً وبارزاً في ظل نظام صدام ، وهنا نتسائل كيف أصبح بيوم وليلة أناس مطاردون ومطلوبون ومتهمون من قبل الشعب العراقي؟؟؟؟ الى دعاة وقادة بارزون يديرون العملية السياسية ويشاركون فيها ورغم أنهم مطلوبون حتى من قبل القوات الأمريكية عندما دخلت للعراق.

فأصبحت السياسة في العراق من المفارقات الواضحة بحيث يتمتع الإرهابي المصنّف بالحصانة السياسية كونه يندرج ضمن أحد القوائم المشاركة في العملية السياسية وتقبع الحكومة والبرلمان في مشاورات حثيثة للقضاء على آفة الإرهاب ،،، ألا تكن هذه من ضمن المفارقات الكبيرة والواضحة المعالم ، فكيف يمكن لأرهابي أن يجتث من نظير له في العمل الاجرامي؟؟؟

لذلك أصبحنا وأمسينا في العراق تحت سياسة جرباء تعشق المهاترات والتناحرات والفئوية ، حتى وصلنا الى أن تعلن جبهة التوافق انسحابها من الحكومة ونأمل أن يكون هذا القرار صادق وبدون عودة ثم يعززوه بانسحابهم من البرلمان فيكون أفضل لهم وللعملية السياسية ورجالاتها الذين يجب أن لايتشبثوا بموقف جبهة التناقض ،،، ولكي تكون الأوراق مكشوفه أمام الجميع من الحكومة والتوافق.

فستعمل الجبهة ضمن قواعدها الثابتة وهي المقاومة وكما صرّح أكثر من عضو فيها وهذه نقطة مهمة يجب أن تفهمها الحكومة وتعمل على قمعها لأنهم سيكونوا جبهة كما تسمّــوا بذلك وعملوا لأجل البعثرة والمقاومة كما أدعوا ويدعون.

فمن هكذا سياسيون أمثال جبهة التوافق أصبحت السياسة جرباء مجردة من كل القيم والأحداث السياسية بل خضعت الى مجمل أرتواءات ونزاعات نفسية بغيضة ساعد عليها وزاد من خلفية الاحتقان الطائفي في العراق ،فعلى الحكومة العراقية والبرلمان أن يعملوا جاهدين في سبيل رفع الحصانة التي يمتلكها اعضاء جبهة التوافق وتقديمهم الى القضاء العراقي بتهمة العمل الارهابي وضمن الدلائل المتوفرة لديكم ولا تدعوهم يخرجوا من العراق كما خرج من قبلهم الإرهابي عبد الناصر الجنابي ومشعان الجبوري وايهم السامرائي والضاري وغيرهم ممن تلبسوا بلباس السياسة وحولوها الى ساحة احتراب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك