المقالات

عمار الحكيم وحفظ الحقوق!..

1633 01:33:01 2014-09-16

أفقدتنا أزمَة الأمور التي صرنا إليها الثقة بالسياسيين, حتى أصبحنا نفصل بين السياسي, وخطابه, بين الدول وساستها, وسياسيها..
فلم تغدو السياسة من منظور المواطن إلا فن للكذب؛ كيف ولا وهو يشاهد من إرتضاهم لنفسه قادة, يتحطمون على صخرة الوقت, ويذهبون كالزبد..
السياسي العراقي هذه ألايام , رجل يظهر في وقت الأنتخابات, يطلق الوعود, ويقرب البعيد, ويعيش الفقراء في عالم سعيد, في جلساته, يعيد لنا الآمن, يقضي على المفسدين, يبني البيوت, ويوزع الأراضي, يحل مشكلة البطالة...
وبعد الفوز بالانتخابات, لا نراه إلا عرضا, ولا نسمع صوته إلا في الأزمات, كلامه يخالف أفعاله, يبري نفسه ويحمل المسؤولية لذاك, ويتهم بسلاطة لسان غير معهودة أولئك, كأنهم فُرقاه, وليسوا بشركاء..
مرارة مستمرة, وكليشة معَدة ثابتة, تجدها متكررة دائما, على طول السنوات السابقة, وربما القابلة..
نادراً ما نجد أحدهم صاحب موقف, يتحرك بمنهجية, يهتم بمصلحة العراق, ويشعر بالعراقيين..
ومن كل الساسة العراقيين المعروفين, يبرز عمار الحكيم؛ بمواقفه المبدئية, وطرحه الواقعي, في وقت يتحرك أغلب الاخرين, عشوائيا بلا مواقف!
عمار الحكيم, رجل خبر السياسة أباً عن جد, شعاره كما يبدو لي: الوسطية, يبحث عن التوافق في عالم الاختلاف..
كثيرا ما ظننته خياليا, ولطالما وضعت له أغراض مختلفة, فمرة أعتقدته يسعى لتولي حكم ولاية الجنوب, ومرة أخرى, لاستلام الحكم, ولكنه والحق يقال كان يفاجئني دائما, فقد غَلب مصلحة العراق على مصلحته, ولم يطالب لنفسه, كما طالب للعراقيين..
عمار الحكيم قريبا من الحدث, يحظى بالمقبولية من الجميع, بابه مفتوح للجميع..
يرضى بحكمه السني المتطرف, برغم أن لعمار زي شيعي صارخ, وهو مواظب على طقوس الروافض, التي يحرص على أن يقيمها مع أبناء الطائفة الشيعية, فهو رجل يرجع بالنسب للرسول محمد, مهتم بإقامة الشعائر الحسينية, التي يكرها المتطرفون السنة لحد الجنون والتكفير ..
عمار الحكيم يجمع حوله الساسة وان كانت لهم طرائق قددا, ويوحد بين الرؤى المختلفة بشكل مُحير غريب .
أمر دفعني للبحث في خطابه ومواقفه, لم أجد منه شيء ممكن أن أعتبره مثلبة, هو يقول بصدق :"شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله", و"المواطن أولا", يشجع على إقامة الدولة الاتحادية العادلة المستقلة..
ينظم مؤتمرا للسلم الاهلي, وأخر لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة, أخر للتربية والتعليم, أخير للنازحين قسرا, وينادي بضرورة ان ينال العراقي حقوقه..
لم يتغير عمار الحكيم في مختلف المواقف, بل بقي قوياً مرناً, غير متفاخراً أو مستكبراً, يقابل ببشاشته وبساطته الفقير, يلتقي بنفس الثوب الوزير والسفير..
شاهدنا كيف أصبح بالأزمة الاخيرة, التي رافقت تشكيل الحكومة محوراً مهما للحل, ولاعباً أساسيا في عملية جمع المكونات, لتظهر حكومة السيد العبادي..
أمر يدفعني لان أقر بأن الجواهر تكمن ..
فهل سيكون السيد ممرا نحو حفظ الحقوق, وتحقيق الاهداف, بعد أن نجح بتشكيل الفريق الحكومي؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك