المقالات

" داعش والبغاء "

1646 19:49:25 2014-09-09


البغي يأخذ معانٍ عدة، منها الحسد والعلو على الأخرين وسلب حقوقهم، وأخذ إصطلاحات عديدة منها التعدي الجنسي (وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء [النور : 33]) ، وبالجملة نستطيع القول : بأنهُ الأعتداء على حقوق الأخرين بغير وجه حق ...
روي عن النبي(صلى الله عليه وآله) قوله لخليفته علي بن ابي طالب(عليه السلام) : يا عليُ أنا قاتلت على التنزيل، وأنت تقاتل على التأويل، يا علي تقاتل القاسطين والباغين والمارقين ... ويظهر لنا جلياً من خلال الأحاديث، أن الذين أختلفوا مع علي(عليه السلام) كانوا يردون حجتهم الى نفس التنزيل (القرآن)، وهنا لنا أن نسأل :
لماذ قسَّمهم النبي الى ثلاث مجاميع؟! 
وما هو وجه الأختلاف بين هذه الجماعات الثلاثة؟! ...
إتفق المؤرخون على أن القاسطين هم أصحاب معركة الجمل التي وقعت في البصرة ، والتي كانا قائداها بالدرجة الأولى، الصحابيين (طلحة) والذي قُتل في تلك المعركة، و(الزبير بن العوام) الذي ترك المعركة بعد سماع خطبة الإمام علي(عليه السلام)، وتذكيريه إياه بحديث النبي(صلى الله عليه وآله) ...
بعد إنتهاء معركة الجمل أراد اصحاب الإمام علي(عليه السلام) أسر من قاتلهم، فأنكر علي عليهم ذلك وقال : أتأسرون زوج رسول الله(صلى الله عليه وآله)؟!؛ ويقصد بذلك أم المؤمنيين(عائشة)، حيث كانت حاضرة في المعركة، وعندما سألوه عن كيفيت معاملتهم(أهم من الكفار أم من المسلمين؟)، قال : إنما هم إخوتنا بغوا علينا ... 
إتفق المسلمون على أن خلافة الإمام علي صحيحة، وأن معاوية خرج على خليفته، وجعلو اعذاراً لذلك، لا يسعنا ذكرها فليست موضوع حديثنا، لكن النبي وصف اصحاب معاوية ايضاً بالبُغاة، حيث قال لعمار بن ياسر الصحابي المعروف : يا عمار تقتلك الفئة الباغية . وقُتل عمار في معركة صفين المشهورة .
من خلال تصرف الإمام علي مع القاسطين والباغين، الرحيم ، والذي إعتمد العفو والتسامح، إحتارت الفرق الاسلامية في إعطاء حكم نهائي في هذين الحربين، فقالوا : إن الإمام علي على حق، وأن القاسطين والباغين اجتهدا فأخطئا! ...
أما المجموعة الثالثة فهم المارقون، بمعنى الذين خرجوا عن ملة الإسلام، وأطلقت عليهم جميع الفرق الإسلامية تسمية (الخوارج)، وهم الذين قاتلهم الإمام علي في النهروان، بعد أن أرسل إليهم ابن عباس لنصحهم، فتاب جماعة منهم، ورجعوا الى صوابهم، وأما مَنْ بقي منهم، فقتلهم الإمام إلا بضعة منهم .
بمعنى أن الجماعتين الأولى والثانية لم يخرجوا عن ملة الإسلام، وإنما بغوا على الحق(خلافة علي)، وعلى تعبير أخر(إجتهدوا وأخطأوا)، وأما الجماعة التكفيرية(لإنهم كفّروا علياً واتباعه، ومعاوية واتباعه) الثالثة، فقد خرجوا عن ملة الإسلام بإتفاق جميع الفرق الإسلامية ...
اليوم نسمع مفتي السعودية الذي صمت عن " داعش " دهراً، ونطق أخيراً عدواناً وكفراً، حيث يقول : داعش فئة باغية يجب مقاتلتها إذا قاتلت المسلمين! ...
الله أكبر! 
ألهذا الحد من الإجرام المعلن لداعش!، وتبنيها مباني النهج التكفيري للخوارج!، ولازال مفتي السعودية يدافع عنهم؟! بأن يصفهم (فئة باغية!)؟!
وماذا يعني قوله : إذا قاتلت المسلمين؟!
ألا يعتبر شيعة العراق وسنته من المسلمين؟! والذين ذبحتهم داعش جهاراً نهاراً وبدمٍ بارد؟!
وما ذنبُ غير المسلمين؟! من المسيحيين والإزيدين والصابئة وغيرهم؟!
أهي فتوى بجواز قتلهم؟!
الظاهر من هذه الفتوى الملعونة كما لُعن صاحبها، أن المفتي راضٍ عن فعل داعش ما دامت خارج حدود أولي نعمته من آل سعود، فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك