( بقلم : ياسر السعد )
لم تمر سوى يومين فقط على كرنفالات الفرح التي طافت شوارع العراق والعالم إبتهاجاً بتحقيق أسود الرافدين اللقب الآسيوي عن جدارة وإستحقاق عاليين، ولم تستثني الفرحة بيتاً من بيوت العراقيين على الإطلاق بكل طوائفهم وإنتماءاتهم الدينية والقومية والمذهبية، ويوم أمس حيث لم يمر إسبوع واحد على إستشهاد كوكبة طاهرة وشريفة من مشجعي الفريق العراقي الفرحين بتأهله إلى المباراة النهائية إنتزع حسين سعيد هذه الفرحة من قلوب العراقيين ومازالت دموع الثكالى والأرامل واليتامى لم تجف بعد، بل لم تنشف شوارع الكرادة والمنصور والغدير من دماء هؤلاء الأبطال المضحين لالسبب سياسي أو طائفي إنما لحبهم لوطنهم وتوحدهم يداً واحدة تحت رايته وذهبوا ضحية الصداميين والتكفيريين والإرهابيين،
ضرب حسين سعيد تضحيات الشعب العراقي على مدى (35) عاماً عرض الحائط وصادر أصوات أكثر من (11) مليون عراقي ضحى بنفسه متحدياً التهديدات الإرهابية وذهب لصناديق الإقتراع ليختار حكومته بنفسه بعد سنين الحرمان والضياع، إستهتر حسين سعيد بدماء كل شهداء العراقيين لا لشيء إنما لمآربه الشخصية فبدلاً من توجهه والوفد الرياضي إلى العراق مباشرة لمشاركة العراقيين بالنصر الكبير قام برحلة مكوكية بدأها بالإمارات على حساب الفوز الكبير الذي حققه منتخبنا الوطني ليستجدي ويستعطي المكارم السخية من الأمراء والملوك من خلال كلمته التي أثنى فيها على القيادة الحكيمة للشيخ زايد وأولاده وأصحابه ودور دولة الإمارات في فوز الفريق العراقي وغداً سيتوجه بالفريق إلى الأردن المعروفة مواقفها تجاه العراقيين وآخر هذه المواقف منع السلطات الأردنية للجالية العراقية بالإحتفال في شوارع عمًان وقيام هذه السلطات بتمزيق العلم العراقي وإحتجاز وضرب عدداً آخر من المشجعين ليتلوا هناك على الملوك (نفس الكليشة ويقبض المقسوم)، الطامة الكبرى هو إبتداء الحفل بالسلام الجمهوري للنظام المقبور وهذا تحد آخر لحكومة العراق ولدستوره الذي صوًت عليه الملايين، ليس حسين سعيد وحده أفسد الفرحة إنما أبطال آسيا والوفد المرافق وحتى الجمهور المحتشد كان مشاركاً بإفساد فرحة ملايين العراقيين، ولم نتفاجأ لو إعتلى الشاعر عباس جيجان المنصة ليلقي قصيدة يمجد فيها قائدهم المقبور أو حاتم العراقي ليغني (أبو الليثين) فهذه ليست بالغريبة على حسين سعيد ومعروفة إتجاهاته وميوله السابقة ليسده المقبور أيضاً الدكتاتور الصغير. على شعب العراق أن يتخذ موقفاً من هذا التصرف كما على الحكومة العراقية فتح تحقيق فوري مع كافة أعضاء الوفد ومحاسبة المقصر.
لابد أن ننوه إلى أن النشيد الوطني العراقي الجديد (موطني) كان حاضراً في بطولة أمم آسيا فلماذا لم يعترض أحد من الوفد الرياضي أو حتى من الجمهور ليسجل موقفاً مشرفاً، ألم يكن من ضمن الموجودين في القاعة عراقياً شريفاً واحداً، ياللأسف.
ياسر السعد
https://telegram.me/buratha