( بقلم : اسعد راشد )
هل جاء التكريم الاماراتي لمنتخب الوطني العراقي ولاسود الرافدين لوجه الله وحبا للشعب العراقي ام انه موقف يشوبه الكثير من الشكوك ولن يخلوا من اهداف سياسية خاصة وان الاستقبال والتكريم قد تما على انغام النشيد البعثي الصدامي وهو ما اثار شكوكا اكثر لدي اغلب المتابعين لاحتفالات الفرحة التي عمت العراقيين ارجاء العالم ؟قالوا ان الفريق الرياضي الوطني قد حقق امر لم يحققه السياسيون والمتمثل في توحيد مكونات الشعب هذه المقولة من مقولات الشارع العراقي وليس من صنع الاعراب ‘ الاعراب استغلوها لتمرير ما يمكن تمريره لتضليل الرأي العام ونحن نقر بدورنا ان المنتخب الوطني للعراق قد حقق ما لم يستطع ان يحققه العهد الصدامي وكل سنوات القهر والذل التي فرضها البعثيون على العراق ولكن الاهم في كل ذلك هو لماذا الاماراتيون اقدموا بـ"تكريم" المنتخب العراقي على انغام نشيد النظام البعثي الدموي المقبور وهل كانوا يجهلون نشيد "موطني" الذي تهز اشعاره وكلماته المعبرة ضمير كل عراقي وكل وطني وكل انسان وهو نشيد ينشده حتى الاغراب في اقاصي الدنيا ‘ فهل حقا كان الاماراتيون يجهلون النشيد ام انهم بذلك ارادوا ممارسة دور العهر والاذلال والقول بانهم لا يعترفون بالعراق الجديد ولا بنظامه الديمقراطي وانهم على عهدهم في الوفاء للمقبور صدام حتى ولومن خلال احياء "التراث الصدامي"؟!
المراقبون والمتابعون الذي رافقوا المنتخب العراقي الوطني في دبي لمسوا الدور الخفي للبعثيين وبتواطئ واضح من زناة الليل وعلى رأسهم حاكم دبي وشيوخهم الانجاس الذين تعمدوا واصروا على مواصلة فرقة النشيد بالضرب على انغام النشيد البعثي رغم احتجاج الوفد الحكومي العراقي لدي ذلك الفاجر العاهر الذي تجاهل الطلب العراقي بوقف ذلك النشيد وهذا ان دل على شيئ فانما يدل على وجود اتفاق مسبق وتنسيق بين الاطراف الرسمية المتواطئة وبين البعثيين ورموز الارهاب لايصال رسالة مفادها ان "الاعراب" لا بعترفون بالنظام القائم في العراق وانهم فقط يعترفون بنظام البعث المقبور .
هذا الموقف الاماراتي اللئيم الذي يتماهى في جوهره مع موقف الارهابيين والمجرمين الذين سلبوا الفرحة من الشعب العراقي طوال العهد الصدامي وطوال سنوات الاربع الماضية من عمر الجمهورية العراقية الفيدرالية الديمقراطية لن يفاجئ الكثير من ابناء شعبنا خاصة وان التقارير الصحفية والاستخباراتية تتحدث بوضوح عن دور دولة الامارات في تمويل عمليات القتل والتفجير في العراق وانها شريكة بشكل كبير مع السعوديين والاردنيين في دعم الميليشيات الارهابية واحتضان عدد كبير من قتلة الشعب العراقي والمجرمين البعثيين .
فهم ‘ اي الاماراتيون ‘ ارادوا استغلال الفرحة الشعبية العراقية ووجود المنتخب الوطني العراقي على ارض دبي ليمرروا اجندة خفية وبتسيق مع ايادي بعثية وارهابية مازالت ترسل لنا مفخخاتها لقتل ابناء الرافدين ويكفي رفضهم لطلب الوفد العراقي الرسمي بوقف ذلك النشيد المهزلة ليبتث مدى خباثة هؤلاء القوم وحقدهم على العراق .
ونحن لا نستغرب بعد ذلك ان يستغل الاعراب وفضائياتهم واعلاميوهم صرخة العراقيين واحزانهم وافراحهم لبث سمومهم وتجييرها لاهدافهم الخبيثة ‘ السياسيون في العراق لم يفشلوا في تحقيق اماني العراقيين في توحيد كلمتهم بل نجحوا في رص صفوفهم لمواجهة الارهابيين واعدء العراق فالذي فشل هو الارهاب العربي القادم من السعودية والامارات والاردن حيث مع الكم الهائل من البهائم المفخخة التي يرسلونها الى العراق لم يتمكنوا من النيل من عزيمة العراقيين وشجاعتهم وانسجامهم فيكفي خروجهم العفوي وبهذا الشكل الرائع والمثير في التعبير عن فرحتهم ليثبتوا انهم اوعى واكثر قدرة لهم ما يجري على المشهد العراقي فهي فرحة لها معاني كبيرة وابعاد سياسية ادرك زناة الليل وطلاب العهر في الامارات كيف يستغلوها لتوجيه خناجر الغدر الى المفرحين في قفاهم وذلك من خلال ذلك النشيد الذي يرمز الى عهد الظلم والذل والمهانة ولم يجدوا فرصة افضل من تواجد المنتخب العراقي على ارضهم ليعمقوا من كرههم واصراهم على باطلهم وعهرهم ولينفذوا ما يطلبه منهم البعثيون وقتلة الشعب العراقي ..
يبقى على الحكومة العراقية المنتخبة ان تقوم بدورها في محاسبة الاماراتيين والتنديد بموقفهم اللئيم وتكليف وزارة الخارجية للاحتجاج لدي حكامهم ولتقديم الاعتذار الى شعبنا ‘ الامارات كانت الدولة الثانية بعد السعودية والتي رفضت استقبال السيد المالكي رئيس وزراء العراق والدولة الاولى التي تتحدى ارادة الملايين يعزفها لنشيد البعثيين لذلك نطالب حكومة الاستاذ المالكي باتخاذ موقف جرئ وحازم تجاهها والتنديد بموقفها البغيض .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha
