المقالات

سر السقوط الأخير..!

1254 2014-08-24

الفرق بين التبادل والسقوط, أكبر من الديمقراطية نفسها, لا يحدده شكل النظام؛ إنما طبيعة أدوات الحاكم..لا ينحصر السقوط بالأنظمة الديكتاتورية, بل يتعداه أحياناً كثيرة, ليشمل القوى التي تحكم في دول ديمقراطية, لكنها لا تؤمن بها ولا بإلياتها..! 

غالباً ما تحدث هذه الظاهرة, في البلدان التي تتميّز بعدالة مفقودة, ونظم فتية؛ فيكون الهدف الذي تسعى إليه تلك القوى الشمولية, هدفاً مخفياً, يتصارع الساعون لتحقيقه, مع الآخر الممثل لجوهر وجود الدولة وغايتها..المقامرة قاتلة, فإما الإستمرار على الكرسي, أو الرحيل دون عودة, وهنا يحدث السقوط الأخير!..

الحالة المرافقة لعملية السقوط,هي الإنشقاقات الحتمية التي تحصل في بنية الحزب أو الكيان, الذي ينتمي إليه رجل الحكم..كدليل ومؤشر, على حالة الإستئثار, والتفرد والسعي للتسلط؛ إذ لا دولة, بأرضها وشعبها, أو حتى آيدلوجيا؛ مقدّمة على حلم "السلطة المزمنة". أفدح وأخطر آفة تصيب العقلية السلطوية, حين تستمر الغاية بالإنكماش والتقزّم؛ لتصير بحجم الكرسي والمنطقة التي يُمارس فيها الحكم, كالخضراء في العراق..!
خطط التنمية والإعمار, والأمن, وكل شيء لا أثر له في التركيبة الفكرية لرأس الحاكم, فيُختزل فكره ويتركز على أمر واحد فقط؛ كيفية الحفاظ على السلطة وديمومة التواجد فيها لإطول فترة ممكنة..النتيجة نراها بوضوح, في حجم الدماء المراقة, وكم الأموال المنهوبة, وشكل الفساد المرعب, المرافق لعهد أولئك المتشبثون, فالإهمال الذي تعانيه الملفات الحساسة المرتبطة بالناس, لا تعني بالضرورة, فقدان قدرة فريق السلطان على التفكير وحسب؛ إنما حصر تفكيرهم في هم واحد, يتحوّل إلى حقيقة في أذهانهم, "الكرسي ملك سيدهم"..تكثر المشاكل وتفقس, في بية الدولة بعمومها, ويفقد الأمل بحدوث أي تغيير ديناميكي طبيعي, فيكون للقوة الأثر الحاسم والأمل المقيم, في تغيير الوضع, المختزل بالأشخاص, يكون رحيلهم بالقوة, ندبة مشوهة للديمقراطية, وعلامة فارقة تمنع إعادتهم إلى مركز القرار مرة أخرى.

إنّ سنة الرحيل من البديهيات الملازمة لإي جانب من جوانب الحياة, وتحكيم الشعوب من خلال إنصافها, هو الطريق الأسلم لضمان أطول فترة ممكنة في الكرسي..من لا يتعض من تجارب الآخرين لا يستحق الحياة, فأعملوا بما ينفع الناس, لكي لا تتحولوا إلى "زبد" يذهب مع أول موجة..!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك