المقالات

النصر الكروي سفّهَ أحدوثة عراقيي الداخل والخارج!


( بقلم : نضير الخزرجي- لندن )

تشكل صحيفة الديلي تلغراف وصحيفة التايمز وصحيفة الأندبندت وصحيفة الغارديان أعمدة الصحافة اليومية المقروءة التي يطل منها المواطن البريطاني على الأخبار المحلية والأوروبية والعالمية، ولكن المواطن البريطاني لاحظ من صحافته الصادرة يوم الأثنين 30/7/2007 ما لم يعتد عليه طيلة حياته وعلى مدى عمر الصحافة البريطانية.

لأول مرة في تاريخ الصحافة البريطانية تتربع على كامل الصفحة الأولى من جريدة التايمز (THE TIMES) صورة لعراقيين وسط شوارع لندن يعبرون عن فرحتهم بفوز فريق كرة القدم العراقي بكأس أمم آسيا، وفي ذيلها مانشيت عريض يقول: "لندن أفضل مكان آمن للعراقيين للإحتفال بالكأس"، وتصدرت الصفحة الأولى من جريدة الديلي تلغراف (The Daily Telegraph) صورة صبي عراقي في واشنطن يعبر عن فرحته بالنصر الكروي وعلى رأسها عبارة بالفونت العريض تقول: "النصر الكروي وحّد العراقيين"، في حين غطت افتتاحيتا الأندبندنت (THE INDEPENDENT) والغارديان (Guardian) وبأقلام كتابها، الحدث الكروي والسياسي على حد سواء.

كثيرة هي النقاط المستخلصة من هذه التغطية الإعلامية البريطانية لحدث رياضي غير محلي ولا أوروبي، ولكن ما اعتقده أن حركة الجاليات العراقية في بريطانيا وفي أنحاء العالم للاحتفال العفوي والمنقطع النظير بفوز الفريق العراقي هو الذي حمل الإعلام الدولي على تسليط الضوء على الحدث الرياضي في العراق، وعلى صدر صفحاته الأولى ونشراته الإخبارية الأولى.

فالعراقيون في خارج العراق صوتوا للسلام ونبذ الإرهاب في العراق، والعراقيون في داخل العراق صوتوا للسلام ورفض العنف المترشح عن بقايا صدأ النظام البائد، والعنف القادم من خارج الحدود، فالاحتفالات في داخل العراق مثّلت استفتاءاً حقيقيا دون اللجوء الى صناديق الاقتراع، من أجل عراق جديد خال من الإرهاب والعنف الطائفي. كما أن العراقيين في خارج العراقي أثبتوا المرة تلو الأخرى خطل الأصوات النشاز التي تتحدث عن ثنائية عراقيي الداخل وعراقيي الخارج، بل إن العراقيين في خارج العراق الذي تركوا العراق قسرا أو اجبروا على تركه مرغمين، أو أبعدوا بقرارات جائرة، يعود لهم الفضل في تحريك الماكنة الإعلامية الدولية وتوجيه الأنظار الى العراق، بخاصة في هذا الوقت حيث تتعمد الماكنة الإعلامية الرسمية وشبه الرسمية العربية والإسلامية الى تشويه الحقائق في داخل العراق، كما كانوا قبل السقوط العين التي تنظر منها المنظمات الدولية والإنسانية والحقوقية الى واقع العراق المرير، فتتعاطف مع الشعب العراقي بالضد من نظام صدام البائد.

نتمنى على من يحمل مثل هذه الأفكار الرمادية ان ينظر بعين الوطنية الى ألوان الطيف العراقي الذين شكلوا لوحة فنية من الوحدة والتوحد، وشّحت جدار الكرة الأرضية، فكما أن لا شرعية للثنائية الظالمة: "اللّفوّة وإبن الولاية"، فلا شرعية للثنائية الزائفة: "عراقيو الداخل وعراقيو الخارج"!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
الشاعر ابو ميعاد الاسدي
2007-07-31
وهي الحقيقه التي تحدثت بها تلكم الصحافه عن اسود الرافدين الذين انتزعوا النصر بجداره وهنا في كندا وتحديدا في العاصمه اوتاوا تصدرت الاخبار في الصحافه الكنديه في الوسائل الاعلاميه المقروءه منها والمسموعه والمرئيه فوز العراق بكاس اسيا الا ان الجاليه العراقيه في اوتاوا لها عتب على السفاره العراقيه التي امتنعت عن تزويد رعاياها في الاعلام العراقيه لتبتهج الجماهير هنا في اوتاوا برفع العلم العراقي وسط كندا لماذا لاادري نرجو الاجابه من وزارة الخارجيه العراقيه والمسؤولين عن هكذا امر وتحياتي لك اخي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك