المقالات

(صدام ماكو)


( بقلم : علي حسين علي )

في عهد الطاغية صدام كانت الازمات تتوالى، فمن ازمات الحروب وما يتبعها من جمع الشباب والكهول وحتى الشيوخ لتجنيدهم، سواء في الجيش او في ما يسمى بالجيش الشعبي، الى ازمة اللحوم والبيض والسكائر وأمواس الحلاقة ايضاً.. وأتذكر ان العراقيين واجهوا محنة مضحكة مبكية وهي اختفاء امواس الحلاقة مما اقلق الناس، وأدخل الخوف في قلوب مئات الآلاف منهم وخصوصاً المجندين اجباراً، فهؤلاء مطلوب منهم ان يحلقوا ذقونهم كل يوم كواجب عسكري ولكنهم لا يجدون ما يحلقون به ، وهم بذلك عرضة للعقاب!  وقد استغل الضباط هذه الازمة بأبتزاز الجنود!!. أزمات اخرى لا حصر لها وتكاد ان تكون يومية يواجهها العراقي في الشارع وفي المكتب وفي جبهات القتال. لقد ظن الناس يومها ان الازمات تلك إنما هي عفوية، ولكن مع مرور الوقت وتوالي الازمات وتسرب المعلومات تبين ان الحكومة قد كلفت عدة لجان خاصة بمهمة خلق الازمات لاشغال العراقيين عن كارثة الحرب اولاً وعن حالات القمع والقتل والتعذيب والتهجير التي يتعرض لها كل عراقي. واتذكر ان نظام الطاغية قد استحدث ندوات بعنوان (أنت تسأل والحزب يجيب)وطلب من المواطنين حضورها في الساحات العامة قسرياً، وراحت أجهزته الاستخبارية والامنية القمعية تحرض المواطنين البسطاء على طرح اسئلة على(اللجنة الحزبية)المكلفة بالاجابة على اسئلة المواطنين. أتذكر ان احد البسطاء طرح سؤالاً على احدى اللجان قائلاً):رفيقي: تمن ماكو ، شكر ماكو، بيض ماكو، دهن ماكو، شاي ماكو..الخ). فما كان من المسؤول الحزبي إلاّ ان سأله: يا رفيق ارجو ان تعطينا اسمك لأنك جريء وصريح ومن المحتمل ان يكرمك القائد! فمان كان من المواطن هذا ان يقول له: (اسمي عباس).فشكره المسؤول مرة اخرى على شجاعته. وبعد اسبوع عقدت الندوة في نفس المكان، ولكن لم يتقدم احد من المواطنين بسؤال، مما حدا بالمسؤول ان يشير الى احد الجالسين ويطلب منه طرح سؤال على اللجنة الحزبية!.وبدأ المواطن بالاسئلة:( رفيقي: تمن ماكو، دهن ماكو، بيض ماكو، موس حلاقة ماكو، سكر ماكو، عباس ماكو)!.وأتذكر حكاية اخرى مخزية ايضاً وهي ان رسام الكاريكاتير الشهير في السبعينيات (بسام فرج)قد اشتكى من شحة المواد الغذائية وخصوصاً الخيار والطماطة ـ كان ذلك في غرفة القسم الفني بمجلة ألف باء ـ فما كان من احد البعثيين المتملقين إلاّ ان يلقي عليه محاضرة طويلة، ويقول له بالحرف الواحد انك بقولك هذا تشكك بوزير الزراعة الذي هو عزت ابراهيم، ومعنى ذلك انك تشكك بالقيادة القطرية التي هو عضو فيها، وبالرفيق القائد احمد البكر وكذلك بالمناضل النائب صدام، وكذلك بالقائد المؤسس عفلق، وبالتالي فأنت عدو للحزب والثورة وتستحق الاعدام! فما ان سمع(بسام)الجملة الأخيرة حتى سقط فاقداً للوعي. تذكرت الحادثتين بعد ان استمعت الى زميل روى لي حكاية جديدة وهي ان صحفياً سأل مسؤول الاعلام في واحدة من اهم الوزارات الخدمية عن تقصير وزارته في اداء خدماتها، فما كان من المسؤول الهام إلاّ القول لزميلنا: إنك تشكك بحكومة الوحدة الوطنية!! غير ان الزميل لم يسقط على الارض كما سقط (بسام)بل رد عليه بغضب: ألا تكف عن أساليب صدام وعهده؟ انا لا اخاف حكومة الوحدة الوطنية لأني اعرف رجالاتها، ثم أنني انتخبتها ولم تفرض عليَ قسراً.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ام السادة
2007-07-30
شكرا لله اللي راوانا اليوم اللي نقدر نتنفس بيه شوية .الله يلعن ايام البعثية ولا يعودها علينا ويلعنهم ويلعن كل من يتشفع لهم.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك