( بقلم : اسعد راشد )
بدأت القوات الامريكية وبوتيرة سريعة بتوزيع السلاح وتسليح المليشيات الارهابية المتورطة في جملة من عمليات القتل والتفجير وتهجير الاهالي في مناطق مختلفة من بغداد وديالي في مؤشر خطير للقرار الذي اتخذه قائد الجيش الامريكي بتريوس الذي يسعى بشكل من الاشكال الى تحقيق اجندة مجنونة قد تدمر العراق وتجره الى حروب داخلية واسعة لا يسلم منها حتى الامريكيون انفسهم ‘ فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست ان "الجيش الامريكي وسع من نطاق جهوده في تسليح الجماعات السنية المسلحة وتمويلها لجعلها بمثابة قوة حماية أهلية"!
الا ان مراقبين وعدد من السياسيين شككوا كثيرا في موقف الجيش الامريكي وقرار بتريوس بالذات المستوحى من جملة من التصورات الخاطئة والاستنتاجات المتهورة التي لا تستند الى حقائق اختلافات المناطقية وتباين مكونات الشعب العراقي في كل منطقة واقليم او محافظة فيما وصفت صحيفة واشنطن بوست الخطوة الامريكية "بانه خروج مؤقت عن السياسية الامريكية المتمثلة بان تجري عملية تدريب القوات العراقية تحت سيطرة الحكومة العراقية" وهذا يعني ان بتريوس يسعى لخلق جيش وقوات امن من الميليشيات الارهابية لزجها في معركة خاسرة وخطيرة ضد مكونات الشعب العراقي وخاصة الشيعة بحجة مقارعة القاعدة وجيش المهدي وهو ما كشف عنه تقرير واشنطن بوست والذي اكد فيه تصريح لقائد اللواء الرابع في الجيش الامريكي الكولونيل ريكي جيبس بانه "قد اعطى ضوء اخضرللمسلحين السنة بقتل كل عناصر القاعدة وجيش المهدي ومن يحمل السلاح على حد سواء".. وعبارة "جيش المهدي ومن يحمل السلاح على حد سواء" تحمل دلالات خطيرة ورسائل متعددة الى الارهابيين والقتلة لتنفيذ اجندتهم ولكن هذه المرة تحت الاشراف الامريكي وبدعمه ورعايته واحتضانه لتلك الميليشيات الارهابية خاصة وحسب تقرير الصحفية ان "قائد سني منطقة الرشيد قد سلم قائد اللواء قائمة باسماء 250 من السنة الراغبين الرغبين في التجنيد لصالح القوات الامريكية مع دعوة لاستحصال مرافقة امريكية لقتال القاعدة والجيش المهدي"! وهذا يعني ان الارهابيين وميليشياتهم قد اتخذوا عبارة "قتال القاعدة" غطاءا لتنفيذ اجندتهم السابقة التي كانوا يطبقونها ضد الشيعة بقتلهم وتفجير مناطقهم وتهجيرهم وهو ما ينذر بصراع اكثر توسعا هذه المرة .. وقد استهوت جملة "مقاتلة القاعدة وجيش المهدي" القادة الميدانيين في الجيش الامريكي وانطلت عليهم خديعة البعثيين الذين استهلكوا لمدة من الزمن "القاعدة" في حرب طائفية وابادة جماعية للشيعة و استهداف حتى القوات الامريكية واليوم غيروا بوصلتهم باتجاه التحالف مع الامريكيين واستغلال غباء بتريوس وقادته الميدانيين ‘ وهو في ظنه انه يستطيع استمالة الارهابيين والبعثيين ‘ لمواصلة سياسة التطهير الطائفي والتدمير المنهجي للعراق وبمشاركة بتريوس "القائد الذكي"!
الامريكيون يقولون ان "الغاية البعيدة المدى من وراء ذلك ـ اي تسليح الميليشيات السنية ـ هو ضم هذه المجموعات المسلحة الى القوات الامنية العراقية"! وهو امر يتناقض مع ما ادعوه سابقا بانهم بصدد تطهير الجيش وقوات الشرطة من الميليشيات و الاستقطابات الطائفية ..
والغريب في امر هذا القائد المتهور "بتريوس" انه يدعي بانه يسعى من خلال عملية تسليح الميليشيات السنية "تحقيق المصالحة الوطنية"! لانه حسب ادعاءه "تطور يحدث من الاسفل الى الاعلى" !! وهو ما فسره بعض المراقبين ان بتريوس يعمل على التدخل في عمل حكومة العراقية ولم يستبعدوا من قوله ذلك انه يمهد الطريق لعملية انقلابية واستخدام تلك الميليشيات كمرتزقة لاسقاط الحكومة الشرعية والتصرف بصفة "حاكم عسكري" اوحد بيده فصل القول!!
هذا الموقف ازعج كثيرا رئيس الحكومة السيد المالكي والذي قال له بانه "سيطلب من بوش تغييره واحلال شخص اخر محله " كما هدد بانه في المقابل سيقوم "بتسليح ميليشيات سنية" ..
والواضح من كل تلك التطورات وما يجري على الارض ان الجيش الامريكي يعد العدة لامر كبير وخطير قد يهدد السلم الاهلي خاصة وان الهدف من التسليح قد عبر عنه قائد اللواء الرابع ومعه "قائد " ميليشوي سني وهو قتال الشيعة بذريعه مواجهة الجيش المهدي وكل من يحمل السلاح وبالتالي تحويل تلك الميليشيات الى "قوات قتالية" وامنية في موازات مع الجيش والشرطة الا ان بعض المحلليين اعتبروا ان قرار بتريوس يتركز نحو اضعاف الجيش العراقي وقوات الامن والشرطة بدليل تماهل الجيش الامريكي ونكوثه عن وعده في تجهيز الجيش العراقي بالسلاح المتطور بل والتباطئ حتى في ارسال السلاح الذي تم التعاقد عليه مع الحكومة الامريكية وهو ما يدعوا الى التسائل حول نوايا القادة العسكريين الامريكيين وخاصة الاجندة التي يحملها بتريوس وهو يعلم ان تلك الميليشيات التي يتم تسليحها لعبت وتلعب دورا في عملية التطهير الطائفي وساهمت في قتل الالاف من الشيعة وتهجيرهم من مدنهم وقراهم !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha