المقالات

(( نصر بلا حرب .... مبروك للمنتخب والشعب العراقي ))


( بقلم : حميد الشاكر )

ماهو الدرس المستفاد من فوز الفريق العراقي او فوز العراق بكأسس أمم اسيا ، وما تبع هذا الانتصار الرياضي من فرحة للعراقيين وحدت صفهم واغاظت عدو الله وعدوهم ؟. ان من اول الدروس التي بالامكان استخلاصها من هذا الحدث السعيد في العراق الجديد هو : ان العراقيين بامكانهم النصر في مواقع كثيرة بلا حروب ولا دماء ولا ضحايا انسانية ثمينة !؟.

انه العالم الجديد الذي تكون المنافسه فيه ليست بقوة السلاح فحسب ، وان كان السلاح يمثل القوة الضرورية لحماية العدل والحق والانسان من اعتداءات الاشرارفي هذه الدنيا ، الا ان هناك فضاءات اخرى بامكان العراقيين ان يسجلوا اروع صور النصر في هذا العصر ولكن بلا حرب او سلاح او اشلاء ممزقة او ارامل او يتامى او بكاء او ألم .... ، ومن هذه الفضاءات الواسعة ، العمران والفن والادب والرياضة والعلم ، والدبلماسية والسياسة والعلاقات والارتقاء بحالة المجتمع اقتصاديا او صحيا ، وتربويا ، وووو .... الخ !.

ان كل هذه وغيرها ميادين للحرب في العراق الجديد وامكانية حيازة النصر في ميدان من هذه الميادين لايقل عن نصر اي حرب او معركة ولكن بشكل اخر غير الذي اعتاده الشعب العراقي ايام الحقب المظلمة لسلاطين الجور وساسة الدكتاتورية والتسلط بغير الحق ، وهم يخوضون حروب الجور والقتل والدمار والعبث في سبيل مصالحهم السياسية والطاغوتية العفنة ؟!.

نعم عندما يتمسك العراقيون بمنجزهم السياسي الجديد ، الذي يوفر لهم ارضية الحرية والعدل والانتعاش لحياتهم الانسانية ، ويعضوا علي هذا المنجز السياسي بالنواجذ وبالصبر الذي أذهل العالم المعاصر ، وبحكمة منقطعة النظير في سبيل وحدة بلدهم وديمومة مصيرهم المشترك في هذا الوطن ، عندئذ نقول ان العراقيين يخوضون معركة من انبل المعارك الانسانية على الاطلاق ، وهم يدفعون الارهاب بصبرهم ، ويميطون اذى الاشرار الصداميين بتألقهم وحبهم للحياة والبناء والعمران والاصلاح في الارض ؟.

ان النصر في الرياضة وكذا في العلم والادب والفن والاعمار والبناء والاقتصاد والاستقرار والامن ....الخ ، كل ذالك لايتأتي بدون النصر في المعركة الكبرى للعراق الجديد اليوم والمتمثلة في المحافظة على الوضع السياسي الديمقراطي القائم ، الذي يمثل ارادة امة تريد الحياة بحرية وكرامة ومساواة ، وعندئذ اذا توفر النصر للعراقيين في معركتهم من اجل الحرية ، يكون مبدأ (( النصر بلا حرب )) هو الاتي والقادم - انشاء الله - الذي يتفرغ له الشعب العراقي لتكثر انتصاراته على الجهل وعلى الفقر وعلى الحرب وعلى الدماء وعلى الظلامية وعلى الجاهلية وعلى التقوقع وعلى .... باقي عناوين الميادين الانسانية الاخرى التي تكون المقدمة لها هو الانتصار في معركة التحرر الكبرى من الارهاب والدكتاتورية والتسلط والتبعية والاستعمار والاستعباد ؟.

ان هذا الدرس المستفاد من انتصار العراقيين جميعا في الحقل الرياضي ، هو الداعي الذي سيدعوا العراقيين للالتفات الى الزوايا الاخرى غير الحربية ليزيدوا الاهتمام التقني فيها لحيازة انتصار هنا في الفن وانتصار هناك بالاعمار ... ، لاسيما ان هذه الانتصارات الادبية والعلمية والفنية والرياضية هي رافد حيوي وقوي لانتصارهم في معركتهم الكبرى ضد الارهاب وذيوله النجسة من تخريبيين وصداميين وتكفيريين ودول جوار عراقي حاقدة على تحرر العراقيين ، وساعية الى تركيعهم واشعارهم بالهزيمة المعنوية الدائمة ، التي توهمهم بعدم القدرة على النصر في السياسة او الاعمار او الفن او الادب او الرياضة او الصحة او الانسانية ...... ، في وضعهم العراقي الجديد !. بلى لنتعلم جميعا كيف (( ننتصر بلا حرب او دماء ))ان من مميزات النصر بلا حروب ، هو انه النصر الوحيد الذي يخدم العراق ويوجع اعدائه بلا اي ثمن يدفعه العراق من موارده الانسانية الثمينة او موارده الاقتصادية الحيوية او بنيته العمرانية التي نتمنى لها الازدهار والنمو نحو الافضل ، كما ان خسارة مثل هذه الانتصارات الكبيرة لاتكون باهظة الكلفة ايضا مع انها ستفرح اعداء العراق على اي حال !.

صحيح عندما ينتصر العراقيون بحماية حريتهم ، او عنما ينتصرون بان يعبروا عن احتجاجاتهم السياسية بصورة سلمية ، او عندما ينتصرون باعلاء رايتهم فوق المحافل الدولية بشرف وجدارة ، سيوجهون لكمة قوية الى عيون كل الحاسدين والحاقدين من حثالات العالم الجاهلي القديم المملوء رعبا من اي انتصار لعراق الحرية المشيد بدماء الحسين ع وابنائه وانصاره !. شكرا للمنتخب العراقي اشبال العراق الجديد ومن نصر الى نصر بلا حرب انشاء الله .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
احمد درويش
2007-07-30
والله احله مسج البارحة اجاني من الامارات الا هو "أسود الرافدين افترسوا بعران البادية"
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك