( بقلم : طلال فائق الكمالي )
بعد التحية والسلام أيعقل يا سادتي , أنكم لم تسألوا أنفسكم عن القواسم المشتركة لفرحة العراقيين بفريقهم وهو يرتقي سلم البطولة الآسيوية , هذا الفريق الذي نهض بدعم وعزيمة لاعبيه , الذين لا يملكون إلا ملابسهم الرياضية التي ُخطَ عليها (العراق) ليكونوا صانعي البسمة العراقية التي افتقدها شعبهم الجريح من يوم الفرحة بسقوط صدام ونظامه ألتعسفي في عام 2003 , إلى يوم بطولة كأس أمم أسيا لعام 2007 و التي بها استطاعت الكرة العراقية ان تجدد للعراقيين عراقيتهم ووطنيتهم وحبهم للعراق وهم يشاهدون ويتابعون مجريات المباريات بدافع وطني بحت بعيداً عن فن الكرة , لتختلف الصورة تماما هذه المرة ولا تقف عند محبيها التي عُجنَ بدمهم حبها , لتكون الكرة رمزاً للعراق , وفوز الفريق رمزاً تعبيريا لنصرة شعبهم على من تآمرعليه من دول استعمارية وإقليمية , وفرحتهم بهذا النصر حلت بلسما لجراحاتهم المتراكمة التي اشترك الجميع في حفرها على جسد هذا الشعب المثقل بهمومه , وليكون علم العراق الذي افترش ملاعب بطولة الكأس هو ذاك العلم الذي نزل إلى شوارع مدننا ليوشح صدور العراقيين وليكون الخيمة التي يستظلون بها , وهو ذاك العلم الذي كان يحملهُ الفتى الذي شاهدناه من شاشة التلفاز باسطا ذراعيه وكأنه طير سلام طاف مدننا من الشمال إلى الجنوب ليغطي على علم كردستان المز كرش بالوانة البراقة الذي فُرض على إخواننا الكرد حتى اعتبروه رمزا لهم بدلا عن العلم الأم , وليعتلي على كل أعلام الأحزاب والكيانات التي طالما تدارسوا رموزها لتعني لهم ما أرتسموه في أذهانهم من أهداف , فليبقى علمنا يرفرف مرتفعا جامعا كل العراقيين على شاشة التلفاز ليتابعوا قاسمهم المشترك وقلوبهم تخفق مع كل لمسة فن في ساحة الملاعب ,وأرواحهم تسمو وترتفع مع كل انطلاقة لكرتنا محاولة دك شباك الفريق الأخر, ولتمتزج دموع الفرحة بدماء من سقطوا في شوارع مدننا برصاصة كانت تُعبر هي الأخرى عن فرحة البعض الأخر بعد ان كانت الرصاصة عند البعض منكم (أي الساسة)هي الفيصل في حواراتكم ونزاعاتكم الفئوية والحزبية والذاتية.
يا سادتي الساسة :لقد نسي البعض منكم كل هذا من حيث يعلم أو لا يعلم , وتناسى البعض الأخر وغاب عن ذهنة ان علم العراق هو القاسم المشترك بين ألوان وطيف الشعب العراقي , بعد ان عجزتم ان تجمعوهم على ساحة الإسلام ومبادئة السمحاء التي تنازعتم عليها لتكون حلبة لمخطط ومؤامرات العولمة وما تطمع في تصديره إلينا من أفكار مسمومة نخرت في جسدنا الإسلامي لتجعلنا ُيكفر وينحر احدنا الأخر ويستبيح كل منا شرف ومال أخيه المسلم باسم الإسلام .
الم تسالوا أنفسكم يا سادتي ما عملتم وما ستعملون لتنقذوا أنفسكم والعراق , ولترحموا أنفسكم والعراقيين وتحافظوا على هويتهم الإسلامية , و لتجتمعوا على طاولة واحدة لانتشال العراق , ألم تجتمعوا وانتم تشجعون فريقه ؟ الم تكن مشاهدة التلفاز وازع لحلحلة ألازمات , وناقوس لتحريك الضمير صارخا في كياناتكم , ليقول كفى و أنزلوا إلى الشوارع مع من نزل وتغنوا بأغنية الجميع (عراق يا عراق ) على أنغام سنفونية شعبنا . المعذرة... يا أخوتي... والسلام
مدادي نجيع الشهداءطلال فائق الكماليكربلاء الحسين
https://telegram.me/buratha