المقالات

الى والدي ... في ذكرى يوم الاب


تمر علينا اليوم ذكرى ولادة أمير المؤمنين وليد الكعبة الامام علي ابن أبي طالب عليه السلام ذاك النبأ العظيم الذي شاع خبره في الازمان والاماكن ذاك الاسم الذي كـُتب في كل الكتب السماوية ذاك الشجاع الذي ارهب العتاة على مر العصور رغم رحيله عن هذه الدنيا التي ما صانت له حقاً ولا اوفت له عهداً فلحق برسول الله وبضعته مظلوماً محتسباً كما رحلا هما وليتبعهم أئمة الهدى بمظلومية متوارثة من طغاة توارثوا الحقد لال محمد وليستمر حفدتهم في نقع سم حقدهم في اجساد عشاق هذه العترة الطيبة ولتبقى الشيعة محتسبة محبة ذائبة في حب علي .

عـــــــلي واي كلمات ممكن ان تصفك يا أميري وسيدي ومالك قلبي وقد عجزت عن وصفك افصح الالسن ونشف مداد الكتاب في ذكر منقبة من مناقبك وصفة من صفاتك أيها الاب الحنون على شيعته ، نعم يا سيدي ربما تكون هذه الكلمة بسيطة ولا تناسب قدراً لا تستوعبه العقول كقدرتك ومنزلتك غير انها اكثر ما نشعر به ونحن في حضرتك فما ان ندخل ابواب حضرتك الخارجية حتى نسارع الخطى وصولاً للضريح المقدس لنبكي ونسال ونشكو لاميرنا مصابنا وكأننا نشكو لاب وكثير ما اقاطع قلبي وهو يحدثك سائلة اياه ان يختار من الكلمات ما يناسب مقام اميراً لكل زمان والومه على بسيط الكلمات غير ان قلبي يأبى الا ان يكون على رسله في حضرة أميره ولاشعر انك أبي وان كان هذا تجرأً لمن يكفيها مفخرة بانها حاصلة على لقب موالية جعفرية ذائبة في حب محمد وال محمد .

وفي يوم الاب ونحن نعيش مأساة تقرأها في أعين زوارك يا سيدي ما عسانا ان نقدم لامامنا وأبانا اباالحسن ؟ وهل هناك افضل من الصبر الذي اوصيتنا به على نوائب اخر الزمان والتزام نهجك واقوالك وتضمينها كلامنا في الدفاع عن حقكم المغصوب فالصبر الصامت لا يحقق لنا شيئا فلقد جربناه اعواماً فلم نحصد منه الا مزيداً من الصمت ، انه يومنا انه يوم التمهيد لاسترجاع الحقوق تهيئاً لظهورأمام يحق الحق ويحققه وليس لنا الا انتظاره والتمهيد له فالانتظار السلبي كالصبر الصامت عديم الجدوى فلابد من الايجابية في حبكم وبكل الوسائل ،سيدي ما نقدم في هذا اليوم غير حب تستشعره ونحن في جوارك ونحن في الغربة ونحن نسكب الدمعة عند ذكركم ويسكبها ابنائنا ليكبروا ويترعرعوا في حبكم والولاء لكم وهذا ما اسال الله ان يوفق به كل اب وام في ان يضعوا ا اولادهم على درب الحق درب محمد وال محمد .

والدي العزيز ، ابو بغداد ، في هذا اليوم ما عساي ان اكتب لك وانت الغائب الحاضر ايها الذائب في حب بلدك ودارك التي تعبت في تكوينها ومن يشهد لك غير ابنتك عمراً قضيته متعباً في زمن طاغية مافتىء يطلق كلابه ليستلب الاباء من اسرهم عمراً انقضى ونحن نهرب من اللون ( الخاكي ) من مكان لاخر في بلدنا وها انت ايها الطيب وصل بك النصب حد انك لا تستطيع الانتقال فلقد اجهدك الزمن وليس لي الا ان اجد لك اعذاراً كما وجدت لي تلك الاعذار وانت تقرأ مخاوفي مما قد يؤول اليه الامر في منطقة سكنانا غير انك كنت تقول دائما ً ان هذه المخاوف ليست في مكانها وليكون الامر نحن في مكان وانت وحيد هناك كما كثير من جيراننا الذين لم يبقى منهم احد سوى الاباء !! . ورغم صعوبة فراقك يا والدي فانا فرحة لاجلك كما انك فرح لاجلي !! كم كان يصعب علي وانا اجدك ترافقني صباحا ً لانك لا تأمن الشارع الذي يجاور منزلك !! ولاتكتفي بالوقوف قربي بل تمسك ذراعي وكلما ازدادت مدة وقوفنا كنت اشعر بتلك الضغطة تزداد بزيادة وضع الشارع الخطر وليصل الباص وأصعد ولترقبني لحين غيابك عن ناظري وليبقى قلبك قلقاً طيلة النهار وحتى الليل الذي كان يمئله صوت الاطلاقات والارهابيين الذين انتشروا في مناطقنا وهم يرددون الله اكبر !! ولنرتعب عندما يصرخون بها رغم انها هوية الاسلام اليوم اشعر ان قلبك مطمئن تجاهنا وان كانت قلوبنا قلقة عليك رغم كلمات الطمئنة المرتجفة الصادرة عنك .

في عيد الاب وانت بعيد ما اقدم لك ياوالدي هل ارفع سماعة الهاتف واهنئك لاشعر فعلا انك بعيد !! ام هل ابكي فراقك لاستدرك باني افضل حال من غيري الذين فقدوا ابائهم في مد الارهاب البغيض . أم هل احمد الله على هذا البعد الذي حفظ اسرتك واساله ان يلم شملنا بالقريب العاجل الذي وعدتني به . أم هل اطيع قلباً اتعبه الفراق وان أتي اليك رغم كل شيء وهل امتلك الشجاعة وهل هي مسألة شجاعة ؟!انها مسألة حفظ عقيدة محمدية من دنس الارهاب البعثي الصدامي فلا يمكن ان نسمح لهم بقتلنا بسهولة ابداً ولكم رددت هذه الجملة التي ااومن بها ياوالدي حد النخاع فالشهادة غاية الموالي الا انني اامن بان نعذبهم حتى في الوصول الينا ونحر شرايين ذابت بحب علي .

والدي الحبيب لا امتلك غير هذه الكلمات لكي اهديها لك هذه الليلة اكتبها وانا اتوقع ان تتكأ يدك على كتفي بينما انا اكتب كما كنت دائما لتسالني عما افعل وتطلب مني عمل الشاي فانه من يد البنت الكبرى له طعم اخر !! لاوافق سريعاً بعد هذه الجملة .مرت هذه الايام صعبة علي يا والدي وانا ارى الناس تتابع كرة القدم والتي لم اتابع منها شيئا الا النتائج فلقد ادركت ان اجمل ما في كرة القدم هو اننا كنا نتابعها معاً حيث انك تعلق اكثر من المعلق وتخبر هوار بان يمررها الى عماد وتأمر نشات ان يركض !! ولتتطاير الوسائد فوق رؤوسنا مع كل كرة يرميها مهاجمنا !!

تألمت كثيرا وانا افكر في كونك تتابعها وحيداً الا ان عرفت منك بانك تتابعها مع اصدقائك فاحسست براحة كبيرة منقطعة النظير يا والدي واتمنى ان يكون يوم غد يوم الفرحة الكبيرة وليتني كنت معك لنقفز كعادتنا بعد المبارة هاتفين ( علي ويانة علي ) . والدي الغالي لن يسلبوا منا الفرحة وان فرقونا فلنا قلوب محبة لاهلينا ودارنا وجيراننا ونخيلنا ودجلتنا وفراتنا وزملائنا وشوارعنا وان سلبوا كل شيء منا فكيف بحب محمد وال محمد الذي استوطن تلك القلوب في مساحة لا تدانيها مساحة ولك مني في هذا اليوم قبلة اطبعها على يدك الطيبة واسال الله ان اراك قريباً وكم اتمنى ان يكون ذلك في عاصمتنا الحبيبة وفي دارنا وقد رجع جميع جيراننا لنصنع الكليجة التي تحبها كثيراً ولنفتح مواضيع مناقشة ولتختلف بالرأي معي في نقطة الوسيلة وليس الغاية ولتننتهي المناقشة وانت غاضب كعادتك ايها الرجل العراقي ذلك الرجل الذي يتسم بالغضب الدائم وليكون الصلح ب( استكان جاي ) !!!

ابنتك المشتاقة بغداد

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بشرى أمير الخزرجي
2007-07-30
مقالكي سيدتي المبدعة المهندسة بغداد ..أبكى عيوني رغم فرحتي الغامرة لفوز منتخبنا الغالي .. أنا يااختي اعاني مثلكي فراق الأب الغالي عني ألا ان الفرق هو اني أعيش خارج بلدي منذ سنين ويعيش هو داخلة وحيداً الا من بعض الاقارب فهو يرفض ترك العراق حتى لو عرضوا عليه أجمل بلاد الله ... عنده الجلوس ساعة في حضرة الحسين وأخية العباس عليهما السلام بالدنيا وما فيها ..واذكر هنا قول الشاعر السياب ..الشمس أجمل في بلادي من سواها ..
ام منتظر
2007-07-30
تبدعين دوما ياابغداد العزيزة ومقالاتك دائما مشوقة ومفهومة وسلسة وان شاء الله كان للفرح نصيب لقلبك اليوم بفوز فريقنا البطل مثلما اثلجت صدرونا وأسرت قلوبنا ... ونسأل الله ان تكون دوما الفرحة والسعادة والسرور من نصيب العراقيين وخاصة بذكرى ميلاد أسد الله الغالب علي بن ابي طالب ع وكذلك بفوزنا اليوم .. اللهم احمي العراق واهله وانصرهم دوما وابدا بحق محمد وال محمد عليهم السلام
ام منتظر
2007-07-29
ان اسلوبك القصصي الرائع يااختاه ونجاحك في ايصال الفكرة بشكل مبسط وهادف الى القارئ كثيرا مايذكرني باسلوب الشهيدة الغالية والعالمة الفاضلة بنت الهدى ( رضوان الله عليها وعلى اخيها ) وكم كانت تشدنا كتاباتها ونحن في سن المراهقة وكم كنا ننهل منها الدروس والعبر من خلال قصصها المشوقةوالتربوية في نفس الوقت فوالله انها لموهبة ونعمة اجتباك الله بها كي تستثمريها في خدمة الدين والعقيدة وذلك لتنالي بهاخير الدنيا والاخرة فبارك الله فيك يااختاه وكثّر الله من امثالك وسدد خطاك واخذ بيدك انه سميع الدعاء
الشاعر ابو ميعاد الاسدي
2007-07-29
مقالتك رائعه ايتها الاخت العراقيه الاصيله بروعة عنوانها ومضمونها الادبي وسياقها اللغوي الجميل لايسعني الا ان اقول بارك الله فيك وجعلك من البنات الصالحات وكثر الله من امثالك ايتها النخله العراقيه تقبلي تحياتي
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك