( بقلم : ناصر الفرطوسي )
لقد كشرت حكومة المالكي هذا اليوم عن أنيابها التي طالما حلمنا أن نرى لمعانها وبريقها . لقد تأخر الرد على هذه الجماعة التي وصلت إلى نقطة لا يمكنها التراجع عنها وهي الخروج بمطالب تعجيزية لا يمكن لعاقل القبول بها , ولاسيما مطالبة جبهة التوافق بإطلاق سراح الإرهابيين والتكفيريين الذين شربوا دماء الأبرياء من الشعب العراقي , ولا يزال رفاقهم يوغلون بالقتل والذبح والعمل التجاري المربح من تفخيخ السيارات وخطف الناس المساكين .
لقد وصلت الأوامر لجبهة التوافق بان ينتهي بقائها في حكومة المالكي , من أسيادهم خارج الحدود الذين ملئوا جيوبهم بالمال وأصبحت حساباتهم متخمة بالملايين المرسلة من ملوك وأمراء بعض دول الخليج , والقسم الأخر المسروق من مال الشعب العراقي والفدية التي يدفعها أهالي المخطوفين وهذا معلوم للجميع ومعروف ....وصلوا إلى نقطة اللاعودة لأنهم فشلوا بالرهان وأصبحت أيديهم خالية من كل الانجازات الطائفية التي عملوا عليها كي يصلوا إلى مبتغاهم وان يسقطوا حكومة المالكي , اللهم إلا لون دماء الأبرياء من شعبنا المجروح التي التصقت بأيديهم ولا يمكن إزالتها بكل أنواع المزيلات الراقية والغالية والمدفوعة الثمن من أعداء العراق وشعبه من أل سعود وغيرهم من عربان الجزيرة العربية أو عربان المشرق العربي .
لقد صبر عليهم الشعب العراقي ومعه كل القيادات الشريفة على هذه المماطلة والتسويف وخلق الحجج الواهية كي تأخر عمل الحكومة و البرلمان , وصبر عليهم وهم يبثون الفتن والتزوير والكذب ... أصبح همهم الخارجي هو التجوال بين محطات الدول الراعية لهم وللارهابهم ولاسيما السعودية والإمارات وبعض دول الجوار الأخرى .... اليوم كشفت جبهة التوافق عن وجهها الحقيقي وأعلنته أمام العلن دون تحفظ أو خشية على مستقبلها السياسي , إنها الواجهة السياسية للإرهاب , وكنا قد قلنا هذا الشيء سابقا ولكن الحكومة أرادت أن تعطي الحجة للآخرين إنها تتعامل بكل مرونة وسياسة منفتحة إمام جميع أطياف الشعب العراقي ومن يمثلهم , من الظلم والجور أن يدعي احد إن التوافق هي الواجهة والممثل للاخواننا من السنة العرب , إنهم خطفوا أصواتهم وجيروها لإغراضهم وأغراض الإرهابيين .... أنهم بهذه القائمة الطويلة من الطلبات المستحيلة جعلوا أنفسهم بحق أعداء للشعب العراقي بأجمعه وبوضوح لاشك ولا ريب أن يحكم المراقب النزيه والشريف إنهم أصبحوا في خانة أعداء الشعب .اليوم ردت حكومة السيد المالكي على هذه القائمة السوداء من الطلبات وبلسان السيد الدباغ المتحدث باسم الحكومة وكشفت الكثير من الأمور والأسرار التي كانت غائبة عن الرأي العام العراقي والدولي .... وللذين يريدون الاطلاع على رد الحكومة عليهم بفتح هذا الرابط ....
http://burathanews.com/news/24358.html
هذا ما كنا ندعو إليه من زمان أن تصارح الحكومة شعبها وبشكل دائم وشفاف , لأنها وببساطة إن الشعب العراقي هو الذي انتخبها وهو حريص أن يعرف كيف تقود هذه الحكومة البلد والى أية مستقبل تسير به ... والشيء الآخر السكوت على ما تفعله جبهة التوافق وبحجة المصالحة واللحمة الوطنية نجد حكومتنا تصبر وتمتنع عن كشف ما هو مستور ... فهل يعقل أن تردد هذه الجملة التي أصبح شعارها الأول والأخير , ودماء أهلنا يوميا تسيل على شوارع العراق وساحاته , وفي آخر المطاف تخرج الجبهة على شاشات التلفاز وتعلن الانسحاب أو الاستجابة لكل المطالب التي فحواها إعادة العراق إلى زمن الطغاة والمقابر الجماعية .
نقول وبكل صراحة إن الحكومة كانت واهمة عندما سكتت كل هذه الفترة وهي لديها الحجج كما تقول , ولكن هذا لا يعني أن يبقى الشعب العراقي بحيرة من أمره وأمر حكومته .... إنها ردود متأخرة ولكن بالتأكيد أفضل من الاستمرار بالسكوت كما تفعل في كل مرة ..
اليوم الشعب جدد الثقة بالحكومة وبالسيد المالكي بعدما يأس وتعب من التغاضي والتستر على ما يفعله أعضاء التوافق من تعطيل العملية السياسية وضربها من الداخل ... الحكومة اليوم عليها أن تكون أنيابها مكشرة وواضحة لكل من يحاول قتل العراق وتعطيل الحياة فيه ومهما تكون هذه الجهة ... عليها الاعتماد على الذين أوصلوها إلى سدة الحكم وتثق بوقوفهم معها , فلا يعقل أن تتأخر بالرد وخلفها الملايين ممن نذروا أرواحهم لهذا التغير وتحدوا كل الصعوبات كي يعيشوا في عراق جديد خالي من البعث وإجرامه ... واليوم لازال الشعب يجاهد ومعه كل الخيريين من أبناء القوات الأمنية والعسكرية لكنس ارض العراق من هذه الحثالات الباقية من مخلفات البعث ومعهم الرعاع التكفيريين الوهابين الأنجاس ...
أنياب الحكومة عليها أن تبقى مشرعة في كل الأوقات كي تكون سدا منيعا لحياة العراقيين وبنيته التحتية ...هذا ما يريده الشعب العراقي وكل شريف يحب العراق ... على الحكومة اليوم أن تضرب بقوة كل من يقف أمام تقدم العراق ... والخطوة التالية نأمل من الحكومة هي القضاء على الجهة العسكرية للإرهاب بعدما كشف الغطاء عن الواجهة السياسية للإرهاب وأيضا القضاء على كل أشكال العنف ونزع السلاح من أية جهة تحمله بمعزل عن القوات الحكومية ... ولا تنسى أنياب الحكومة أن تقلع الفساد الإداري والمالي وتنظف كل دوائرها من المفسدين الذين لا يقلون خطرا من الارهابين , وحينها سوف يكون العراق بخير وأمان ولا تلتفت لنباح الآخرين من الداخل والخارج ............
ناصر الفرطوسي
https://telegram.me/buratha