( قصة قصيرة)
سيارة صفراء أنيقة كانت تقل موظفين كل يوم لتمر باغلب مناطق الكرخ وصولاً الى تلك الدائرة التي تقع في الجانب الثاني من العاصمة ، تلك هي السيارة التي تقلني وزملائي والتي اطلقنا عليها اسم ( بومبو ) ، تشبيهاً بسيارة ناطقة صفراء اللون شهيرة في عالم الكارتون !. كانت بومبو تمر علي كل صباح لتقلني وزميلة على مقربة مني لنكون اخر الصاعدين اليها وليكون جلوسنا في منتصف السيارة وليبدأ المشوار. لم تكن هذه السيارة عادية بالمرة فلقد شابهت افلام الكارتون في كل شيء ! من مغامرات وشخصيات تراوحت ملامح شخصياتها بين الطيبة والعفوية والعصبية والثرثرة والهدوء والكوميدية والتراجيديا والعقلانية والجنون !!! .
أبو أيمن مهندس في الخمسينات من العمر انسان عراقي اصيل طيب القلب بعصبية مميزة من نوعها فعندما يتكلم لا نعلم ان كان يمزح ام انه فعلا منفعل وبين كونه مؤمن بما يقول أو انه مستهزىء كان يجلس دائما قرب الباب وبهذا يكون على مقربة منا انا وزميلتي الكردية الطيبة والى جانب السائق يجلس من لم اعرف شخصاً بعصبيته فصعوبات الحياة قد ظهرت عليه بنسبة اكثر من زملائه جاعلة اياه حالة في غاية الغرابة تتطلب ان يجلس بجانب السائق الهادىء جدا كي لا تثار المشاكل فهو يغضب حتى من كلمة صباح الخير !!! والى الخلف تجلس منال امراة في الاربعينات من عمرها تعاني من قصورذهني بسيط فادراكها محدود وتعمل في وظيفة تناسبها ونكاد لا نشعر بها الى جانب العديد من الموظفين والموظفات الاخرين .
صباحاً كان الهدوء يعم الجزء الامامي والاوسط من السيارة لسماع دعاء الصباح أما الجزء الخلفي فلقد كان ابو طيبة كعادته يعلق على كل مكان نمر به وبذات التعليق يومياً مما يجعلنا نستشيط غضباً حد اني اخبر زميلتي بانه سيتكلم عن البنزين بعد 3 ثواني فيتكلم وبعدها تخبرني بانه سيطرح مشكلة الغاز بعد 7 ثواني فيتكلم وبصوت عالي يُسمع الجميع ! ولنتبادل الضحكات همساً ولتمر على الاقل ساعة ونصف قبل ان نصل الى مبتغانا هذا ان لم نسير فوق جسور على الاقدام وننتظر بومبو في الجانب الاخر في الحالات الاستثنائية ولعمري كم نحن محظوظين باننا كنا نسير فوق الجسور ذات يوم !! ولنفترق كل الى مكانه عندما نصل حتى تجمعنا بومبو ظهراً عند الساعة الثانية تحديداً لنجلس فيها ونوبخ المتأخر والذي قد يتسبب في مقتلنا جميعاً .
في الظهيرة كان الامر مختلف فجميعنا نملك من الطاقة الكثير وتلك الطاقة متأتية من الاخبار أو مصائب الدائرة التي نتهامس بها أو اغتياب للمدير العام كالعادة وقبل ان تشرع السيارة بالمسير تسمع اكثر من كلمة ( سمعنة اليوم ) ولتُسرد الحقائق والشائعات وليقطع هذه الثرثرة سؤال السائق ( بوية مين اطلع اني معلية انتو كولوا !! ) وهنا تبدأ المعركة اليومية والتي اترك المشاركة فيها الى حد وقت التصويت فالامر يتطلب اكثر من عشر دقائق لحسم الموضوع فاما ان نمر عبر منطقة الدورة او عبر منطقة الكرادة وهنا يبدأ فريق باختيار خط السريع الدورة ( خط الموت) فاما ان تصل الى دارك في وقت قياسي او لا تصل بالمرة !! والفريق الاخر يؤيد المثل القائل ( امشي شهر ولتعبر نهر ) في اشارة الى تحمل ازدحامات الكرادة وان كان الطريقان يعبران النهر والتفجيرات متساوية الا ان الارهاب مرعب على طريق الدورة .
وبعد جهد جهيد وتصويت يكون القرار طريق الكرادة ولتسير السيارة والفئة الخاسرة تطق اعينهم شرار وكانها حرب ضروس وطبعا في مقدمتهم الاخ المجاور للسائق !!! ولنمر بشارع مميز جداً ليس بكم الانفجارات التي تحدث فيه ولا بكم الاختناقات التي ان حدثت تنفرج بساعات ولا باحتواءه على اطول طابور رايته في حياتي للسيارات وصولا الى محطة البنزين لترى الشباب والرجال مع كل وسائل الراحة ( المهفة الخوص صيفاً ، والبطانية شتاءاً ) وليكون عرس الباعة المتجولين هناك غير ان التميز الذي ارنو الاشارة اليه هي الابنية المتجاورة الى حد ما الى الجانب الايسر من الشارع بعد ان تترك هم الطابور الى الجهة اليمنى ستجد بناية كتب عليها ( كتلة المصالحة والتحرير 516) للهارب مشعان الجبوري ومجموعة من الشباب منتشرة من البناية في الشارع تهم في توزيع الجرائد المجانية ليأخذ لنا ابو ايمن مجموعة يوزعها علينا وباسلوبه الساخر يقول لهم (يعمر العراق بجهودكم !!) فيعطونه نسخ اكثر !! ومن بعدها بعدة ابنية يأتيك مقر حزب الامة الهادىء جدا تكاد لا تشعر به لولا اللافتة وربما حارس تلحظه وجرائد هذا الحزب نحصل عليها على فترات متباعدة تصلنا مقر عملنا وما ان ينتهي الشارع باستدارة يكون على يسارها مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق وبعد مرورنا من الشارع نحمد الله جميعاً على السلامة ونسال الباري السلامة لكل من في الشارع من الخيرين .
وبعد الانتهاء من هذا الشارع يكون الجسر امامنا ومن خلال كم السيارات نلجأ الى التصويت ثانية فاما ان نطفىء السيارة ليترجل الشباب لجلب البوظة ونفكر بطلب الغداء (take away) ونجلس لساعات احيانا انتظارا لتفجير عبوة او مرور كاشفة الغام ذات البطىء القاتل والخيار الثاني ان نعبرالى الباب الشرقي وهنا ننشغل بقراءة الجرائد لارفع راسي بين فترة واخرى فمن ابو نواس الى الباب الشرقي الى ..... الى ملعب الشعب وبعدها السيدية والبياع وربما طريق المطار والاعلام وحي العامل واليرموك !!! في جولة حول العالم وليسالنا ابو ايمن اي المقالات جلبت انتباهنا في جريدة مشعان كما كان يطلق عليها فاخبره ان ادق المعلومات فيها هي الابراج !! ولتستمر السيارة في المسير والفوضى الكلامية داخلها اعلى من صوت المحرك في محبة والفة وتضاد خفيف الظل غير ان هناك حالة غريبة ان اعتبارنا ان السالف الذكر من ما يجري في سيارتنا طبيعي!! ذاك ان منال كانت تعاني من خوف شديد من رؤية اي رتل عسكري او شرطة او اي شخص يحمل سلاحاً في الشارع وما اقلهم في شوارعنا !! .
لم تكن حالتها طبيعية فبمجرد انها تراهم حتى تنزل اسفل الكرسي ليتوسل بها الجميع ان تخرج وهم يتضاحكون فالموقف فعلاً مضحك وكم اعتبارتها مبالغة وانها تثير الانتباه ولاعذرها كونها محدودة التفكير ، اعتادت منال الصمت دائما الا انها بين فترة واخرى تسال ومن اي مكان تكون جالسة فيه ( مهندسة بغداد ساعة بيش !!!) وايجيبها وتكررت الحالة ليشعر بها الجميع فهي تسال سواء كنت جالسة على مقربة منها او عن بُعد !! وكان السؤال يتكرر فلا يمر يوم الا وقد سألتني على الاقل ثلاث الى اربع مرات رغم وجود ساعة فوق السائق واضحة جدا !!! لم يكن سؤالها يزعجني على الاطلاق فهي انسانة مسكينة تكفل عائلة اختها ذات الابناء الستة رغم انها تعاني من قصور ذهني وذات يوم صادف ان جلست بجانبها ولتمر مجموعة من سيارات الشرطة من جانبنا ولتهبط لارضية السيارة كعادتها وكان علي ان اقنعها بانهم رحلوا ولترفع راسها وكان هذا صعباً فلم تكن تسمعي فصوت الضحكات العالية تغطي صوتي فأضطررت لان انزل بقربها محاولة رفعها وما ان وضعت يدي قرب كتفيها حتى ارتعبت مما لاحظت كانت ترتعش من الخوف بطريقة تؤلم ، لقد كانت منال تخاف الى حد لم نتصوره رفعتها وانا اخبرها انهم رحلوا وانهم هنا ليحمونا ولاتوجد مفخخات فلقد اخذوا العبوة !!! ومنذ ذلك اليوم لم تعد علاقتي بها سطحية كالسابق فلقد قدرت مخاوفها وانه امر لاتتمكن من السيطرة عليه وبدات اتعمد ان اجلس قربها ولتظل تسال ( الساعة بيش ) بين فترات متقاربة وفي اليوم الذي اكون متعبة فيه تتحمل فيه زميلتي امر الجلوس بقربها باستثناء امر الساعة فهو مسؤوليتي اينما اجلس وما ان تسأل منال حتى يعلق ابو ايمن ( بغداد بيعي الساعة وارتاحي !!) .
كان الشباب يسليهم الامر فما ان يلمحوا الرتل من بعيد حتى يخبروها والمسكينة تهبط للاسفل مرتجفة مما اضطرنا لاخبارهم ان الامر يؤذيها وانها تخاف فعلاً وتصدق كل ما يقال لها وكم من مرة يضطر السائق الى ان ينتظر ان تنتهي المواجهات ليقنعها ان تذهب لمنزلها أو ان يتكفل احد الشباب بايصالها وهي تضع يدها فوق راسها خوفاً . وقبل سنة مضت كتب الله لي زيارة الامام الرضا ع وقبل الزيارة ودعت من في السيارة سائلة ان يبرئوا لي الذمة وليحملوا سلامهم معي للامام الثامن عليه السلام وهنا قالت منال اين تذهبين ؟ فاخبرها ابو ايمن صارخا كعادته لقد هربت بسببك!! اخبرتها انني سأسافر لفترة قصيرة وارجع وفعلا سافرت ومضى بعض الاسابيع كنت اتابع فيها اخبارهم عبر الانترنيت من خلال زميلتي ولاتفاجىء ذات يوم برسالة مفادها ان الارهابيين قد هددوا السيارة ولم يقتلوا احداً الا انهم هددوا ان لمحوها ثانية فلن يلومهم احد !! وكان حظ بومبو كبيراً بهذا التهديد المشروط وان الموظفين قد تأثروا بهذا الموقف الذي لم يحضره سوى القلة لانهم اوقفوها في نهاية المسار .
وعندما رجعت اتصلت بهم لاعلم ما فعلوا وليخبروني بأن السيارة تم تبديلها وانهم يجتمعون في مكان ما لتاخذهم السيارة فلم تعد تسير في كل المناطق وكان لابد من ذهابي لاقدم اجازة مفتوحة بعد تراكمات حوادث وذهبت في اليوم التالي وصعدت الى السيارة معهم وكانوا على غير عادتهم مرتبكين بعضهم موجود والاخر يخشى الصعود وهنا لم الحظ منال فاخبروني بانها كانت تعبة يوم الخميس وربما تعود ظهرا فلقد كان اليوم الذي اتحدث عنه بداية الاسبوع وانهم مصممون على جعلها تدفع عن عزيمة لنا جميعا لان راتبها قد ارتفع الاسبوع الماضي وانها وعدتهم يوم السبت وبينما هم يسالوني عن السفرة وانا اسائلهم عن حالهم حتى صعد ابو ايمن ليسال ( ساعة بيش ) ولتنفجر السيارة ضحكاً وقد اخبرني بانها لم تسال احداً طيلة فترة غيابي عن الساعة !! ومر الوقت وانا اسلم على كل الوافدين وكل من يصعد يخبرني بان ( حماتي تحبني فاليوم عزيمة ) ولاخبرهم بان الحلويات اللازمة بعد العزيمة قد جلبتها من قم المقدسة وليصفق زميل كان كثير الالحاح مع منال وكان يسال السائق ان يمر بكل مراكز الشرطة كنوع من الدعابة ويذهب الى الشرطة ويحدثهم جاعلاً منال تراه مما يجعلها تهابه فهي لا تميز بين شرطة وامريكان فكل رتل ورمي وسلاح تجدها تنزلق للاسفل !!
وبينما نحن على هذا الحال اكتمل النصاب الا منال فقالوا ربما غادرت هاربة من العزيمة !! غير انها لا تستطيع الذهاب بمفردها وهنا صعدت زميلة لتخبرنا ان منال قد توفت فضحكنا وقلنا لها انها كذبة تموز !! غير ان دموع الزميلة اربكتنا وصرنا نتصل بالمدراء وكل من يعرف رقم اهلها لنتأكد وفعلاً كانت منال قد فارقت الحياة يوم الخميس الذي كانت متعبة فيه ولتنفجر المفاجئة التي لم يكن يتوقعها احد لقد كانت منال مريضة بمرض لوكيما الدم وقد اكد طبيبها ان السبب هو الخوف الشديد غير انها لم تخبرنا بمرضها وربما لانها لم تكن تعلم ! سارت السيارة بصمت كبير واكثر من تاثر هو ذلك الشاب الذي يلح بامرها وكانت هذه اللحظات لحظات حساب لانفسنا حساب لكل لحظة لم نتحمل فيه خوف زميلة او اننا تعمدنا اخافتها احيانناً كنوع من الطرفة وفي اختيار الطريق الذي كان يؤذيها فكل طريق لابد من وجود سيطرات فيه . مررنا بالشارع الذي يحتوي الاحزاب والذي كان يرعبها لخوفها من سيارات مفخخة محتملة وتذكرت كيف انها تتكلم عن حياتها ومشاكلها بعفوية مطلقة وكانت الوحيدة التي تشعر بي عندما اكون غير مرتاحة رغم انني اكابر ولا اجعل احداً يشعر بالامر الا انها كانت تضع يدها على يدي عندما اخرج تنهيدة عميقة قائلة ( لتديريلهم بال !! ) وكانها تعلم ان ثمة امر يزعجني بالعمل وكانت تدهشني كيف ان لها قوة ملاحظة لتسالني لماذا تجلسين قرب النافذة دائما ؟!! لاخبرها هامسة بأن هناك عزيز احب رؤيته دائما !! فتخبرني بنفس نبرة الهمس من ؟ فاخبرها عندما نمر به ساخبركِ على ان لا تخبري احداً !! ولتسألني كل لحظة اين هو دون ان تنسى سؤالها ( الساعة بيش ؟) وما ان صعدنا الجسر اخبرتها انه هو مشيرة لدجلة واقرب وجهها من النافذة لاسالها ان تتدقق النظر في منظر اشعة الشمس على وجه دجلة ظهراً والتي تذهب اي نصب يمر بي واخبرها انه يتكلم فتصمت وتقول اكملي واشرح لها كيف اني احدثه بكل ما في خاطري فتتبسم مستغربة ثم لتسال ( ابيش الساعة ؟ ) .مرت هذه الذكريات في دقائق استفقت بعدها على نفس الصمت الذي حل بالسيارة الغريبة لافتح علبة الحلويات واوزعها عليهم وهم يتبادلون النظرات فاشجعهم بان ياخذوا ويقرئوا لها الفاتحة وفعلا انكسر حاجز الصمت وصرنا نتكلم بل ونضحك وكنت اكثر الفرحين ، نعم فرحت لاجلها لاني يداي الفت ارتعاش قلبها الذي علمت انه استقر اخيراً وصرت اهون عليهم وتساندني زميلتي خاصة ذاك الشاب الذي رأيت الدموع في عيونه قائلا ( انا احب المزاح لكني اذيتها !!) فاخبرناه انها قد ارتاحت الان فوجودها في الحياة لايزيدها الا خوفاً .
وجدت نفسي وحيدة بعد فترة فلقد تركت العمل كما وقد تركتنا بومبو سيارتنا الجميلة التي عاشت معنا لحظات جميلة في اشد المواقف صعوبة فربما يظن البعض ان الخوف هو كل ما موجود في الشارع العراقي بينما كنا نشعر بالحب والالفة والمرح والخوف والتشنج والمواساة والبكاء احياناً نتقاسم المأكل بين من يشتري ( عثك) موز من الكرادة والاخر يجلب سلة من النبق اللذيذ من الجسر والخبز الحار من البياع والجرك من السيدية كل على روح امواته في معزوفة رائعة على اوتار الوطن الجريح .فهل ترجع افران البياع والسيدية ومثلجات الفقمة كما كانت ؟ نسال الله ذلك فانا لا احلم برجوعنا مجتمعين في السيارة بومبو فالحياة محطات لا تتكرر لكني اتمنى ان يكون كل من كان يجلس في تلك السيارة بخير وان يعرفوا اني لا انساهم ابداً وكثيراً ما اتذكرهم خاصة عمو ابو ايمن والذي سبقني بمغادرة الكرخ الى الرصافة !! ولينصحني بهكذا نقلة نوعية لاخبره انني ساترك بغداد كلها ليتمنى لي الموفقية وزميلتي التي قررت الذهاب الى الشمال في وداع صعب ليكسره ايضا بصوت عالي ولهجة حادة قائلاً ( لعد منو يحل الحزورات ؟!) فلقد كان يطرح حزورة ويعد لمن يحلها بعزيمة وكنت وصديقتي نستقتل في حلها !! لقد كان يريد معرفة سر منال في سؤالها ( ساعة بيش ) كما كان اغلبنا حتى ادركنا ان الله شاء ان يكتب لتلك المسكينة التي ليس لها مال ولا بنون بعد موتها ذكراً فلكما سألني احد ( ساعة بيش ؟) اترحم روحها ثم اجيب، رحمك الله يا من يصادف وفاتها في هذه الايام فلقد مر عام يا منال ولن اعتب عليك لانك لم تنتظريني لم تنتظري ان اقول لك باني لم انساك من دعائي .
غادرت بغداد قبل اشهر مضت ولاودع كل شيء الشوارع العزيزة ونهر دجلة والكرادة التي احمل لها اجمل الذكريات والجامعة والجسور ولاصل الى اطراف بغداد ولاغمض عيناي سائلة الله ان يكون المكان الذي اقصد فيه الخير والامان متوكلة على الله في هذا القرار شاكية هم له ولافتح عيني لارى في الجانب الاخر من الشارع بومبو !! نعم كانت هناك مع سائقها الطيب ولانبه والدتي واهلي انها بومبو التي احدثكم عنها وكم فرحت لانها كانت اخر ما رايت من بغداد .اسال الله ان بلدنا من كل سوء واهله وان يحفظ العاصمة بغداد واهلها الطيبين ومناطقها الجميلة التي اتابع اخبارها خلال اشهر مضت لاعلم انها تعاني اكثر مما كنا عندها لكن صبراً يا حبيبتي فلابد ان تنتهي معاناتكِ فدوام الحال من المحال واعلمي انك في قلبي ودمي حتى اني غيرت اسمي باسمك يا حبيبتي ولابد لي ان اعود ذات يوم يا عاصمتي الجريحة .
المهندسة بغداد
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)