المقالات

الأمة.. بين الانحدار وإرادة الحياة

1109 2014-07-13

المهندس زيد شحاثة

لم تنحدر امة ويتراجع دورها بين بقية الامم, بهذا القدر, كما حصل مع الأمة العربية.
ببساطة لا يمكن فصل الأمة العربية عن الدين الإسلامي, ودورها فيه وفي نشره, لأنها حملت راية نشره في صدر الإسلام و العصور اللاحقة, ومن أرضها انطلقت الدعوة, ونبي الإسلام عليه وعلى اله أفضل الصلوات وأتم التسليم كان عربيا.
هذا التلازم بين الأمة العربية والإسلام, أدى لان يكون تقدم الإسلام مفيدا لتقدم العرب, مثلما أدى لان تكون الحرب على الإسلام, ضمنيا وكنتيجة حتمية حربا على الأمة العربية.
تراجع الأمة العربية لم يكن نتيجة ذاتية فقط, وإنما اشتركت فيه عوامل ومؤثرات خارجية, فرغم التقدم والازدهار العلمي الذي حققه العرب, بعد الثورة المحمدية, وما تلاه من ارتفاع وتيرة هذا التقدم, خلال عصور الفتوحات والاطلاع على ثقافات وحضارات الامم الأخرى, والتلاقح الذي حصل, وما رافقه من زيادة في الموارد المادية والبشرية, وبروز عقول عربية-أسلامية فريدة أسست كل ما نشهده اليوم من العلوم الحديثة.. إلا أن الأمة انحرفت عن مسارها.
الانحراف الذي حصل كانت نتيجة لسوء الإدارة الحاكمة, والانشغال بالملذات, والاستعداد الذاتي للأمة لان تتراجع وتتكاسل, وتتبع قادتها الفاشلين, وهذا من شيم البشر..رافق هذا تقدم أمم اخرى, ومحاولتها اخذ زمام قيادة العالم, وعلى حساب الأمة العربية-الإسلامية, وهو دور تطور متوقع, للأمم التي تغفل عن نفسها.
تغير أحوال الامم صعودا ونزولا, تقدما وتأخرا, طبيعي جدا, وحسب الظروف التي تمر بها, ووعي شعوبها وقادتها لدورهم وحاجاتهم, وتطور مداركهم وتوسعها, وتماشيهم مع تقدم الزمن وكيفية التعامل مع المتغيرات الخارجية والداخلية, وحبهم لبلدهم وأنفسهم..ورغبتهم في التطور.
لا يختلف ما سبق في تاريخ امتنا عن ما يحصل حاليا, فلازالت الرغبة لدينا في التقدم, ضعيفة نسبيا, وفي أحسن الحالات قطاعية, وفي طور الأمنيات والأدبيات الكلامية فقط, ولم تتحول لرغبة حقيقية, يمكن أن تدفعنا لان ننفض عن أنفسنا غبار الواقع المر الذي نعيشه, ولازلنا نتبع الأشخاص,لا الأفكار والمبادئ.. بل ولازلنا بحاجة لمن يقودنا ويوجهنا.
نهضة الامم تتطلب قادة من طراز خاص, ولا تخلوا امتنا منهم.. لكن لا قيمة لقائد ناجح وحقيقي في شعب ميت.
إذا الشعب يوما أراد الحياة...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك