المقالات

نملة تدرس الإنسان..!

1520 2014-07-12

علي سالم الساعدي

"أرى في خواني نملة تطلب الغذاء, فأتركها كالضيف تأكل ما تهوى, أأطردها ضيف خفيف مؤونة"
تلك هي أبيات الشعر لكاتبها, الذي يجسد روح التعاون, والإنسانية, ومدُ يدِ العَون لسائر مخلوقات الباري عز وجل, كيف لا؛ وخالقنا يوصينا بالتعايشِ السلمي, والتراحم, ومساعدة بعضنا الآخر.
الإنسان, أخال أن تلك المفردة ـ إنسان ـ متأتية من الرحمة, والمودة, والإنسانية, وسائر الصفات الجميلة, التي تبعث الطمأنينة, والراحة, في نفوس قائلها, أو سامعها, فالإنسان كلمة مشتقة من الإنسانية ـ الرحمة ـ وأرها ركناً من أركان الإسلام! 

فَضَل الباري عز وجل, (البشر) على سائر الخليقة, كونه يحمل الصفات الحسنة, ولديه مودة, وشعور بالآخرين! ناهيك عن ذلك الجزء الصغير؛ في أعلى الجسم (العقل) فهو الذي به سنثاب, وبسببه سنعاقب!

شاعرٌ يجسد مساعدته لنملة في أبيات! وكان موفق فيها, لكني أجزم أنه لا يستطيع أن يكرس قلمه في معانات شعبٍ عظيم, تكبد مراحل تغيرات الوطن, وصعوبات الحياة, وما زال يعيش بعز وكرامة! رغم (أنانية!) الصديق والعدو ورغم وضوح ذلِ ومهانة المعطيات.

عوائل كثيرة, تركت مالها وحلالها وما تملكه من منقول وغيره, بغيت الحفاظ على أرواحهم, من تطاول شذاذ الآفاق, والعصابات الإجرامية, التي تعادي الإسلام, أين ما كان, وحيثما وجد, في ظل غياب واضح للمؤسسات الحكومية, والمسؤولين, وأصحاب الضمير, عوائل نازحة, بسبب الأوضاع المأساوية التي تعيشها الموصل تحديداً, وبعض المحافظات في عموم العراق, نساءٌ, رجال, صبية, شباب, بنات, تركوا الغالي والنفيس للحافظ على ما تبقى من أعمارهم, والجميع خارج نطاق الخدمة, فلا عين ترعاهم ولا أذن تسمع مناشداتهم, 

نأكل, ونشرب, ونتفسح, ونتعايش, وليس لدينا وقت للتفكير بالنساء والأطفال في الشوارع وهم من دون معيل ولا كفيل, ما هذه الإنسانية! ما هذا الشعور, ما هذا الإيثار! أين دين علي.؟ الذي لا ينام فيه جائع, ولا يترك فيه محتاج.؟ أين أنتم من عدالة علي بن أبي طالب, ذلك الإنسان الذي سخر دينه ونفسه؛ لخدمة البشرية, حتى صار رمزاً للعدل, ومناراً للحق, أليس هذا أمام المسلمين, وأمير المؤمنين؟ نعم وباختصار شديد "النظرية لم نجدها في التطبيق".
عودة على بدأ, النملة, لمن شاهد ما سأذكره, فيها ميزة لم أجدها بكل الموجودات, فهي وحين التمعن بدقة تكوينها, ترى عند لقاء, نملة بأخرى, تصادم بعضها ببعض, وكأنها تتصافح, أو ما شابه, وأليكم النضر إليها وسترون بأنفسكم, وهذا الدرس الذي علمه أصغر مخلوق في الكون للإنسان العاقل, 
وباختصار " من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك