قاسم العجرش
من الناحيتين الإستراتيجية والسياسية، فإن التباين الواضح للأطروحة السياسية، للقوى السياسية الكبرى، التي حققت وجودا مؤثرا في مجلس النواب الحالي، هو لب المشكلة السياسية الراهنة.
التباين ليس طارئا على الحياة السياسية العراقية، بل هو جذر من جذورها، أفضى إلى سلسلة من المواقف المتباعدة، وساهم في تفاقم التباعد، الذي تحول إلى خلافات ما لبثت أن تحولت إلى اختلافات.
الفضاءات الداخلية والإقليمية والدولية هي الأخرى متباينة جدا، مما أبعد فرصة البحث عن أرضية مشتركة، بين القوى السياسية االعراقية، تؤهلها لتجاوز الحال الرث الذي نحن فيه اليوم.
لقد كان من المتعين؛ أن يكون الدستور هو الضامن، للوصول إلى المحطات المهمة والمصيرية، من حاضرنا لبناء مستقبلنا.
لكن خيبة أمل كبرى قد حصلت، عندما لم يتم الالتفات إلى هذه الضمانة، وإبلائها الاحترام المستحق من قبل الساسة، وبوقاحة فجة جرت إهانة الدستور!
وهكذا أمضينا الأشهر الفائتة في وضع مأزوم، أسفر عن خسارات كبرى على الصعيد الوطني، ومرغت كرامتنا الوطنية بالوحل، عندما إستطاعت عصابات إرهابية أن تهزم جيشنا، بمؤامرة ستكشف فيها الأيام، أسرار توجع البطن!
ومع أن الإفتراض المنطقي يقول: أن الأزمات توحد الساسة مثلما توحد الشعوب، إلا أن شعبنا كان أكثر وعيا من الساسة، الذين فقدوا كثيرا من مصداقيتهم، فتراجع مستوى الثقة بالساسة لدى الشعب، ومع تراجع مستوى الثقة بهم، بدت الصورة وكأن الشعب أكثر اتزانا ومسؤولية منهم، فقبالة التصعيد والتعنت وصناعة الأزمات، وهي الصفات التي أتصف بها الساسة وأدمنوا عليها، كان الشعب يسير بخطى ثابتة نحو إستعادة كرامته، عبر تلبيته لنداء المرجعية بوجوب الجهاد كفائيا، ضد الإرهاب بكل تسمياته ومصادره ومناطق تأثيره.
إن العراقيين اليوم يشعرون أن الساسة لا يمثلونهم، وأن وجودهم ومع ما حصنوا أنفسهم بقوانين الحصانة، قد بات موضع عدم قبول من الشعب، وهو شعور غير خفي، بل يعلنه غالبية العراقيين بطرق متعددة..وليس بعيدا أن نشهد تطورات في هذا التعبير ربما تنتقل إلى الشارع...
أن الثقة بمعظم الساسة قد سحبت، وإذا لم يسارعوا إلى لملمة صفوفهم وتدارك وضعهم، فإن القادم في مستقبل وجودهم السياسي مظلم، ولكن هذا الظلام وبكل أسف ،سيكون ذا تأثير مماثل على العراقيين...
كلام قبل السلام:اللبن المسكوب لا يمكن جمعه، خصوصا في الصيف، ففي الصيف يضيع اللبن!
سلام....
https://telegram.me/buratha