المقالات

العدالة في قبضة الإرهاب


بقلم: المهندس محمد علي الاعرجي

يتواصل نزيف الدم العراقي اليومي وبغزارة لم يشهد لها التاريخ مثيلا أمام مرأى ومسمع العالم اجمع، دون أن يهتز ضمير البشرية ويصحو للضغط على الدول المتسلطة التي احتلت العراق وجلبت معها كل هذا الموت والقتل والخراب لبلدنا والحجة هي تحريرنا من ديكتاتورية النظام ألصدامي لنجد أنفسنا ضحايا لهذا العنف الأعمى وكل منا ينتظر ساعة إزهاق روحه، فلم تعد البيوت والشوارع وأماكن العمل والعبادة في منأى عن المفخخات والانتحاريين المستوردين بالجملة ومن مختلف الماركات السعودية واليمانية والتونسية والأفغانية والسورية والأردنية وحتى الأوربية، فالجميع جاهز لتحرير بلد الخلافة الإسلامية من بسطال المحتل متغافلا عن حقيقة أن هذا البسطال يسرح ويمرح في بلدانهم وتحت واجهات مختلفة دون اضطراره للبس البزة العسكرية .

وخلال الفترة السابقة وبعدما وضحت الكثير من الحقائق عن دخول هذه المجاميع المتوحشة ومن يقف ورائها ويدعمها خارج العراق ومن يوفر لها الحواضن الآمنة داخل العراق، تم إعداد الخطط الأمنية الناجحة والتي نفذت من قبل وحدات وطنية متخصصة وأهمها لواء الذئب البطل الذي اقض مضاجع وأوكار الإرهاب وحدد أماكنه وسمّى أشخاصه، وساعد في ذلك حملة إعلامية تبنتها قناة العراقية الفضائية ببرنامجها الناجح(الإرهاب في قبضة العدالة) حيث عرف المواطن مدى صدقية تلك الخطط الأمنية وشاهد بأم عينه قيادات تلك المجاميع وهي خليط غريب من أفراد الأجهزة الأمنية والبعثية السابقة وحثالة من التكفيريين الضالين ممن صدق وآمن أن طريق الجنة قصيرا ويمر على جثث أطفال ونساء العراق! حيث تكوّن هذا الحلف الشيطاني تحت عنوان مقاومة الاحتلال والحقيقة هي تنفيذ لمخطط قذر يراد للعراق وشعبه بعد تفتيت أوصاله بحرب طائفية أهلية لا تبقي ولا تذر .

والأمر المهم الذي أردنا الإشارة له هو تزامن العمل الإعلامي ومصاحبته لكل أداء عسكري أو امني يستهدف تلك المجاميع الإرهابية المجرمة، وبذلك نضمن المصداقية لما يتوارد من أنباء لتلك الحملات كما أنها تولد رادعا قويا لتلك المجاميع ومن سينتظم في صفوفها لاحقا خصوصا بعد أن يفصح هؤلاء المجرمون أمام الشاشة عن أسمائهم وعشائرهم وزعمائهم وأماكن عملهم والأساليب المتبعة لتنفيذ أعمالهم الإجرامية، وقد شهد المواطن العراقي استتبابا للأمن وبدرجات متزايدة بعد استمرار عرض ذلك البرنامج الرائع، كما ولد الشجاعة لدى الكثير من المواطنين للإبلاغ عن المجرمين وكشف أوكارهم مما ساعد على إفشال العديد من أفعالهم، وردا على النجاح المضطرد لذلك البرنامج وخوفا من وصول حبل المشنقة لزعماء الإرهاب في العراق وكشف هذه الشبكات ومصادر تمويلها المالي، فقد مورست ضغوط قوية وشنت حملات إعلامية ظالمة ضد تلك الخطط الأمنية ومن يتبناها وفي مقدمتها لواء الذئب وبرنامج الإرهاب في قبضة العدالة بعد اتهامهما بالطائفية، وكان على رأس تلك الحملة الشعواء أمير الإرهاب حارث الضاري وابنه المسعور متخذين من منبر الجزيرة الحاقد منفذا لنفث سمومهم، وهكذا تم تضييق الخناق على تحركات لواء الذئب ومنع من إكمال مهمته كما تم حجب ذلك البرنامج من شاشة العراقية ، وما هي إلا أيام قلائل حتى عاد الإرهاب الأعمى يضرب بشدة ويطال أماكن كانت عصية عليه كمجلس النواب ومقرات الوزارات ولم تسلم حتى قيادات الدولة العليا وبات الإرهاب أكثر وحشية وصلافة وامتدت يده الآثمة إلى مرقد الإمامين العسكريين وجامع براثا والكيلاني والخلاني، أما مجزرة سوق الصدرية والمتنبي وتلعفر وامرلي وغيرها مما نعجز عن ذكره وعده فقد فاقت كل التصورات ، وأمسى العراق يبات ويصحو على مجازر ونياح وأرامل ومفقودين ومعوقين جدد، وما يسمى بالخطط الأمنية الحالية أثبتت نجاحا نسبيا لا يمكن قياسه بما كان سابقا كما أن الخطط الحالية تفتقد إلى الصورة الإعلامية الناطقة والتي يكون وقعها وأثرها على المتلقي اكبر وانفع من الفعل الأمني نفسه .

والمتابع لشريط الأخبار أسفل شاشة قناة العراقية ويبدأ بتعداد المجاميع الإرهابية التي تم إلقاء القبض عليها أو قتلها يتملكه الاستغراب من فداحة تلك الأرقام، ومع تنامي أعمال العنف يصبح الموضوع صعبا على التصديق .بينما لو كانت الخطة الأمنية تصاحبها الكاميرا ليلا ونهارا وكانت هناك غرفة عمليات إعلامية تنتج أفلاما توثيقية لكافة التحركات العسكرية وتوضح من خلالها صور الفتك بتلك المجاميع وأفرادها وكذلك الأطنان من المفخخات ومخابئ السلاح التي يعثر عليها وتبيان أماكنها، لكان لزاما على المواطن التصديق بكل ما تقوله أخبار الخطة الأمنية، خصوصا بعد الانتهاكات الواضحة لقوات الاحتلال ومداهمتها وقتلها الناس الآمنين في مناطق آمنة أصلا وتركها الحبل على الغارب للمجاميع الإرهابية تعبث وتهّجر وتقتل على الهوية وسط بغداد كالعامرية والعدل والاعظمية !

إذن فهي دعوة خالصة لكل الساسة الخيرين بما فيهم أعضاء البرلمان لإعادة برنامج(الإرهاب في قبضة العدالة)، وكفانا مجاملة لعيون الضاري والدليمي والعليان فقد أصبحت عدالتنا في قبضة إرهابهم .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
عبد الكريم الحيدري
2007-07-24
السلام عليكم كم كنت اتمنى من السيد الجليل الاعرجي ان يتحفنا مع رواد الوكالة بكتاباته الراقية التي تنم على قدرته التحليلية ووضعه النقاط على الحروف , وعلى مجلس النواب الذي انتخبهم الشعب العراقي بدمه الزكي ان يضع هذه الرسالة التي هي بمثاب الرسالة الواضحة عن حجم الاجرام الذي طال اتباع مذهب الحق مذهب ال البيت عليهم السلام ,ان يضع هذه الرسالة بجدول اعماله وان ياخذ بها والا سينقلب المجن وسيفور التنور ومن بعدها سوف لن يستطيع احد ان يوقف غضب الشارع الشيعي وسيكنس الارهاب بجزم ابناء الشهداء والمحرومين وا
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك