المقالات

قراءة في البعد الستراتيجي لصناعة داعش؟

1306 2014-07-05

بقلم - د. علي حسن الشيخ حبيب

المقدمة
لطالما ركزنا في كتاباتنا السابقة حول الملف الامني المعقد في العراق، وحذرنا من ضبابية اللاعب الاساسي المهيمن على مجريات الاحداث على ارض الواقع فيه.
وبعد متابعاتنا الدقيقية لمجريات ماحدث في الاونة الاخيرة في الموصل ، وما احدثته من واقع ومنعطف خطيرعلى العراق والمنطقة برمتها بحيث اصبح التاريخ والتعبير بوصف العراق بعراق بعد وقبل سقوط الموصل..
فمنذ دخول داعش والقوى المتحالفة معها من فلول البعث والتنظيمات السنية المختلفة، وما رافقها من عمليات الاخلال في التوازن الاستراتيجي على ارض الواقع العراقي ..
فقد كانت خطة احتلال الموصل او "غزوة الموصل " بحق خطة محبكة ومرسومة باتقان ،فقد استطاعت تلك القوى ومن يرسم لها خارطة طريقها ان تفرض معادلة جيوسياسية وستراتيجية على ارض الواقع في العراق والمنطقة برمتها .
واستطاع مهندس تلك العمليات ان يخلط الاوراق في لعبة اقليمية معدة باحكام ومرسومة وفق رؤية متفق عليها اقليميا مع محور فاعل في الشان العراقي وهو المحور السعودي التركي القطري البرزاني - ومبذول على هذا المخطط الكثير من الجهد والمال ، وبالمناسبة هي لم تكن غزوة الموصل وليدة صدفة عابرة او استغلال لظرف طارىء، انما هي خطة معدة ومرسومة ومعملول لها توقيتات زمنية..
من هي داعش ؟؟
ومن هم مموليها؟؟
ومن يقف وراءها؟؟
تتبعت على مر الايام والاسابيع الماضية لاقف على حقائق دقيقة حول هذا التنظيم الارهابي الذي صنعته الولايات المتحدة الامريكية، وبنظرة فاحصة بسيطة على اصل قيادات هذا التنظيم الارهابي، وتتبع سيرة حياتهم تجد جلهم من حرس صدام الخاص؟؟؟
وكلهم وضعوا في سجون امريكية في العراق، ثم اطلق سراحهم ليخرجوا قادة للتنظيمات الارهابية سواء في كتائب التوحيد والجهاد سابقا ، او ماتبعها من تاسيس دولة العراق الاسلامية قبل ان تتمدد الى سوريا، ثم ضم اليها الشام لتعرف بعدها بدولة العراق والشام الاسلامية - داعش؟
اذن معركة امريكا مع الارهاب خطط لها لتكون في العراق وفق نظرة صقور الادارة الامريكية السابقة، وعملت وكالة المخابرات الامريكية بصناعة البديل للقاعدة التي تهالكت بفعل الضغط العالمي وملاحقة هذا التنظيم عالميا مما دفع الولايات المتحدة الى صناعة البديل المعروف ب( داعش) لجذب الارهاب العالمي ومرتزقة الاجرام المتلبس بلباس الدين الى العراق بعد ان حلت الهيكلية الامنية العراقية بشكل كامل ، وجعلت حدودة العراق مفتوحة لمن هب ودب من الارهاب العالمي لمدة سبع سنوات .
سمحت الولايات المتحدة الامريكية باستقدام الالاف من تلك العناصر الارهابية وجلبهم الى سجون العراق في مرحلة الاعداد لتلك المهام اللاحقة فبعضهم باسماء مستعارة والقاب حركية، ولم اجد اي ارشيف على ماهية الالية التي اتبعتها امريكا في تدريب تلك المجاميع في السجون العراقية قبل ان يطلق سراحهم ثم يعلن عنهم انهم قادة للارهاب في العراق؟ في وقت لاحق؟
ولم يصرح السيد عدنان الاسدي في سلسلة مقالات دفاتر الوكيل الاقدم او السيد شيروان الوائلي في مقالاته الامنية، وكذلك السيد جواد البولاني في مقالاته ولقاءاته الى واقع السجون العراقية وكيفية تربية الارهاب فيها..
تناولت الصحف الامريكية والغربية القريبة من مراكز القرارالسياسي فيهما ان الولايات المتحدة والغرب هدفهم هو انشاء توازن جيوستراتيجي للقوة الفاعلة والناشطة في الشرق الاوسط، والعمل على جعلتوازن بين المحاور المتصارعة فية فكانت حتمية وجود داعش للتقليل من هيمنة المحور الايراني السوري وذراعة العسكري حزب الله ؟؟؟
ولكون القاعدة قد اضعفت بشكل كبير بعد احداث سبتمر لذا كان التخطيط والهدف المخفي هو اعداد تلك المنظمة الارهابية لديمومة الصراع المذهبي وحرب الاستنزاف الطويلة التي رسمت لجر المحور الايراني للمستنقع الطائفي في سوريا وتدار الحرب بالوكالة بين القوى العالمية واذرعتها الاستخبارية على ارض العراق وسوريا بواسطة تلك المنظمات اللقيطة التي هي عبارة عن مرتزقة متلبسين بلباس الدين.

فلم يكن اختيار الولايات المتحدة للعراق عبثيا لتلك المهمة.
سارت الامور وفق ماخطط لها وانتهت مهمة الولايات المتحدة بالاتفاق الاطار الستراتيجي بينها وبين العراق،وتركت امريكا العراق بجيش بسيط، وعدم وجود غطاء جوي او طائرات انذار مبكراو طائرات استطلاعاو اجهزة مراقبة للحدود. ناهيك عن المعادلة السياسية الملغومة بالمحاصصة الطائفية ، التي جعلت الكل يتقاتل على المناصب والامتيازات والصفقات؟؟
ولم يلحظ المفاوض والسياسي العراقي وصانع القرارقبل الامضاء على التفاقية الامنية مع امريكا الى خطورة المرحلة القادمة، ولم يركز هؤلاء على مطالبة امريكا باعطاء المعلومات الكاملة لتلك الخلايا الارهابية التي اعدوها في السجون، وكانت تصرف عليها الحكومة العراقية الملايين من الدولارات حتى اصبحت السجون فندق خمس

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك