( بقلم : عدنان آل ردام العبيدي / رئيس تحرير صحيفة الاستقامة / رئيس اتحاد الصحفيين العراقيين )
السنوات الخمسة الماضية ومن قبلها سنوات الرعب والدهاليز المظلمة وغياهب المعتقلات وغابات المقابر الجماعية ومن قبلها وبعدها الحروب الكارثية والعبثية ضد دول الجوار والمنطقة والعالم وما رافقها من نزيف دموي ظل هو الاكثر تدفقاً طوال ربع قرن من الزمن اثبتت ان بلادنا ليست فيها مكان بعد كل تلك الكوارث الخارجة عن دائرة الوصف، للبعث الصدامي الذي لا يجيد من الممارسات سوى ممارسة القتل ولعق الدماء الزاكية ومن الثقافة الا ثقافة التدمير والهمجية والارتجال واغتيال التشريع والقانون، وكان شعبنا يتوقع بعد التاسع من نيسان عام 2003 اثر الهزيمة النكراء التي حلت بقادة ومؤسسات هذا الحزب النزق ان يركن في زاوية التقييم لمسيرته واسباب سقوطه وعزلته بالرغم من امتلاكه لكل مصادر القوة والتدمير والقتل الا انه وبدل ان ينحى بالاتجاه المفترض نجد انه ازداد اصراراً وهمجية ودموية وانتقاماً من كل ما هو حضاري وانساني وقانوني ومؤسساتي، وقاده توجهه هذا لكي يتحول فعلاً من النمط السلوكي الاجرامي المستتر الى كل الانماط العدوانية غير المستترة من خلال استهدافه المباشره العلني للسوق والمدرسة والجامعة والنخب والكفاءات ومحطات الوقود وتوليد الطاقة وصولاً الى المساجد والاضرحة والمقامات التي تضم رموزاً إسلامية سنية وشيعية فضلاً عن العتبات ودور العبادة للاديان والطوائف الاخرى.
ان البعث الصدامي يتحمل أولا وأخراً مسؤولية الخراب والدمار والقتل والتهجير والاستهداف المنظم لمنظوماتنا الاجتماعية والوطنية، ولقد كان بمقدور هذا الحزب ان يعمل بخيارات اخرى بعد سقوط جدار العلاقة بينه وبين الشارع العراقي، كخيارات الاعتذار وتصحيح المواقف الخاطئة والكارثية كما فعلت النازية مثشلاً، على الاقل كي يثبت ولو بالحدود الدنيا انه فصيل سياسي اجتهد فأخطأ، وهذا اللون من الخيارات المفترضة ربما ستترتب وفقها استحقاقات قد يكون البعث هو المستفيد الاول منها ، الا ان اصرار هذا الحزب على التمسك بنهجه العدواني جعل من قوانا السياسية الاساسية تتمسك اكثر من أي وقت مضى بقانون الاجتثاث تحديداً، يستثنى من ذلك البعثيون البسطاء كما عبر عنهم سماحة السيد عمار الحكيم في كلمته التي القاها امام الجموع المليونية التي احتشدت في النجف وبغداد لاحياء الذكرى الرابعة لاستشهاد شهيد المحراب والذين ربما وجدوا انفسهم في ذات مرة مضطرين للدخول او الانتماء الى صفوف هذا الحزب اتقاء شروره وقسوته التي لم يسلم منها الجميع. من هنا فأننا كقوى سياسية اشتغلت ما يقرب من الثلاثين عاماً في جغرافية المعارضة وخمسة اعوام في السلطة والبرلمان والتمثيل الشرعي لمكونات الشعب العراقي لن نسمح على الاطلاق بعودة البعث الصدامي مهما كانت طبيعة هذه العودة ومهما كانت الإطراف التي تقف وراءها.
البعث الصدامي ورم سرطاني لا يمكن لتجربتنا وعهدنا الجديدين ان يستمرا دون استئصاله ومن الجذور كي نضمن مستقبلاً امنا لشعبنا ووطننا ومن اجل ذلك نسترخص الأرواح والدماء كي لا نبقى نعيش الى ما لانهاية هاجس عودة هذا الاخطبوط الغادر.
https://telegram.me/buratha