المقالات

مرثية للحكيم من بلد الزهور


( بقلم : علاء الخطيب )

اليك يا أبا صادق.....

أيها السفر الخالد أيها النجم الساطع في سماء الشهادة الحمراء .. أيها الأمل والألم ..... أمل في حياتك وألم في رحيلك ونحن نعلم أن الأمل والألم يتألفان من حروف واحدة لكنهما مختلفان , يزرعان البسمة والدمعة وشتان بينهما. وحين يختلطان يولد المجهول وأي مولود ذالك المجهول إنه مجهول لا يمت الى الشرعية بصلة وأنى له ذلك, إنه زمننا الذي نعيش لا يمت الى الأزمان برحم ,إنه زمن اللامنتمي زمن الجحيم والغريب .

اليك يا أبا صادق ....... أيها الجرس الذي قـُرع وكأن في الآذان وقرا... وعلى القلوب أقفالها..لم يوقضها من رقدتها صوتك وأختارت لنفسها الهوان ومن يهن يسل الهوان عليه ما لجرح ٍ بميت ٍ إيلام.

اليك أيها الأشلاء المتناثرة على الارض التي أحببتها ولهجت بها وتغنيت, قد أحبتك النجف و أبت لحودها أن تضم جسدك الطاهر دون أن يحتضنك ترابَها بأجمعه وأنى للقبور أن تحوي عزمك وشموخك العلوي , لم تدرك تلك القلوب حظها إن لم تحتويك لأن قلبك من أحتواها .

اليك أيها الصوت المدوي المنطلق من عمق التاريخ من عرصات كربلاء المتجدد في الحاضرفي هتاف الأحرار ( هيهات منا الذلة)..اليك أيها الرقم الصعب في الزمن الصعب .

أيها الحكيم....قتلوك وأرادوا أن يقتلوا فيك النجف , النجف ألف عام من العلم والجهاد، ومحطات الثورة الدستورية، وثورة التنباك، والعصيان النجفي على الاحتلال الانكليزي، وانطلاق ثورة العشرين، والتحول عمليا الى دور الرقابة والاحتجاج والاعتراض على الاستبداد والظلم والتخلف الملكي والجمهوري... مما جعل نظام الاستبداد الأمثل أو الأسوأ، نظام صدام، يلتفت الى موقعها ويفكر بإلغائها مبتدئاً عام 1969 بالسيد الحكيم المرجع والزعيم والذي انسجمت في مرجعيته أبعاد متعددة تخطّت العلاقة التقليدية بين المفكرين ومرجع التقليد، فأصبح السيد الحكيم قائدا للعراق في المفاصل.. وبعد وفاته مقهورا عام 1970 انفلت النظام وحاصر النجف وشرع بتجفيف منابع العلم والجهاد فيها، وبعد الانقلاب الصدامي على البكر بلغت المسألة ذروتها في حصار النجف وتشتيتها، قتلا وسجنا وطردا ونفيا، وكانت الذروة بعد الاندحار في الكويت والانتفاضة التي كانت فرصة صدام وعلي حسن المجيد للإجهاز على ما تبقى من معاندة واعتراض بالاجتثاث وتعطيل دور النجف إلا في حدود محكومة برغبة الأمن الصدامي ونزواته... ولكن النجف بعد الاحتلال أبدت من الحكمة والتعقل والواقعية والثورية المضبوطة بالوعي والمعايير ما جعلها رافعة لمستقبل العراق.. المطلوب زعزعزته والانطلاق منه الى ما تبقى مما تبقى من العرب وغطاء للجريمة المنكرة في فلسطين المهجورة عربياً. إذن فالذي قتله يقصد إضعاف العراق وتشتيته ومنع التئامه وزرع الفتن بين كل جماعاته وداخل كل جماعة. والسؤال؟؟؟؟؟؟؟ لماذا الحكيم ولماذا النجف ؟ محمد باقر الحكيم والنجف قد يكونان نقطة لتقاطع بين أطراف متعارضين.. بين أذكياء وأغبياء، بين سياسيين محترفين وأيديولوجيين مهووسين.. ولكن كيف نحتاط لمستقبل العراق ومستقبل العرب والمسلمين في العراق؟ لا بد من احتضان عربي إسلامي للعراق، من قبل الحالة الشعبية العربية، ومن قبل العلماء والمفكرين، وللأنظمة القاصرة والمقصرة دورها المحفوظ الذي يمكن ان تحفظ شيئا من وجودها به. دعونا ونحن في الذكرىالرابعة لأستشهاد السيد الحكيم أن نعمل جاهدين من أجل الأستمرار والحياة , دعونا نحمل الهم ونسافر الى العراق قبل أن يسافر العراق بشظاياه ويساهم بتشظينا . قتلوك .......... يا أبا صادق وجهلوا وأخطأوا ولم يعلموا أن دربك درب الحسين قتلوك ....... وزرعوا في قلوب المخلصين محبتك فسلام عليك وأنت تقارع المستبدين وسلام عليك وأنت تنتفض في صفر وسلام عليك وأنت تقود الأحرار من أبناء العراق الحبيب وسلام عليك يوم وطأت قدماك أرض العراق ويوم عليك يوم عطرت دماؤك أرض النجف سلام عليك وعلى المستشهدين معك .عاش العراق وعاش نهجك الوسطي .

علاء الخطيب/ هولندا

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك