( بقلم : اسعد راشد )
ينعقد اليوم بتاريخ 23/7/2007 من الشهر الجاري مؤتمرا لتحالف قوى الشر والارهاب في دمشق تحضره كافة التنظيمات المسلحة والميليشيات الارهابية والطائفية وبرعاية سورية رسمية وتمويل عربي يسعى نحو تشكيل "جبهة قومية اسلامية" لكل القوى المناهضة للعملية السياسية في العراق هدفه التسريع في جمع كل الاطراف الارهابية في اطار يشكل تحالفا سنيا موحدا استعدادا لمرحلة ما بعد الانسحاب الامريكي من العراق وقد اختار المشاركون في المؤتمر العاصمة السورية مقرا لاجتماعاتهم رغم ان الفكرة في الاساس صادرة من من الدول العربية وعلى رأسها السعودية والاردن الدولتان اللتان تضغطان اليوم باتجاه ضم كل القوى الطائفية والارهابية المسلحة المتورطة في سفك دماء العراقيين في تحالف جديد ضد شيعة العراق وكورده .والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو لماذا اختار تلك القوى الارهابية وخاصة الجماعات المسلحة الاجرامية كجيش اللاسلامي وعصابة العشرين وفيلق عمر التابع لتنظيم القاعدة وغيرها دمشق مكانا للمؤتمر بالرغم من ان الفكرة والتمويل في الاساس سعودي اردني وتركي ؟ ولماذا تحولت دمشق الى "حصان طروادة"لتمرير الاجندة السعودية الوهابية ؟ ولماذا قبل النظام السوري مثل هذه التضحيات التي يقدمها للنظام العربي المتامر وهو يعلم انه محارب في لبنان وغير لبنان ومتهم من السعوديين والاردنيين وحلفاءهم بانه يسعى لاشاعة الفوضى والخراب في لبنان لدرجة ان حلفاء تلك الانظمة لم يزل يتهمون سوريا في كل صغيرة وكبيرة تحدث في لبنان وحتى ظاهرة "فتح الاسلام" التي كشفها حتى سيمون هرش الصحافي الامريكي المقرب لمصادر المعلومات في البيت الابيض بانها من صنع "المخابرات الامريكية" وبمشاركة من "بندر" ابن ال سعود ؟
ما هي الاسباب التي تجعل من سوريا الحليفة لايران التي تقف في صف الحكومة العراقية وتدعمها والتي تشكلت من احزاب وجماعات كانت تحتضنها ايام النظام الدموي البائد في ان يتخذ نظامها العلوي موقفا مساندا للارهابيين والقتلة ويغض النظر عن نشاطاتهم التي تضر بحلفاء الامس ولا تخدم سوريا في شئ خاصة اذا علمنا ان كل تلك القوى المجتمعة في دمشق في حال تمكنها من الحكم في العراق سوف تدير ظهرها لسوريا وتحول العراق الى منطقة نفوذ للنظام السعودي في ضوء عمليات التسليح الواسعة التي تقوم بها القوات الامريكية لتلك القوى ودخولها في صفقة سرية قد لا تسر سوريا النظام ؟
هل يصدق السوريون ان مساعدتهم لتلك القوى والجماعات الارهابية سوف تخلق لهم نفوذا في العراق وموقع قدم متناسين غدر تلك الجماعات وطائفيتها وان ارتباطاتهم السرية مع المخابرات السعودية والاردنية لن تسمح لهم ان يقدموا العراق على طبق ذهب لسوريا ؟
فلماذا اذن قبل السوريون ان يكونوا ظهرا يركب فهم يزرعون وغيرهم يحصد ؟
القرائن تشير الى ان تلك الجماعات والقوى الارهابية تنفذ اجندة مخابرات دول العربية الطائفية بالدرجة الاولى وانها تستغل سوريا وموقعها الجغرافي ليس اكثر لتجنب اي احراج لتلك الدول والانظمة امام حلفاءها في الغرب والولايات المتحدة الا ان الغريب في الامر لماذا النظام في سوريا لا يستطيع درك هذا الامر او انه يدركه ولكن يعاند في المضي في طريق لا يحصد فيه الا الشوك !
السعوديون والاردنيون يعملون ضد مصالح سوريا في لبنان ويقدمون كل الدعم اعلاميا وسياسيا وحتى تسليحيا لاعداءها في تلك البلاد‘ وفي العراق كل الشخصيات و الاطراف التي تسمي نفسها "المقاومة" سواء تلك المشاركة في العملية السياسية او تلك التي خارجها لها ارتباط سياسي ومخابراتي ولوجستي بالنظام السعودي والاردني وبعض مشيخات الخليج الطائفية وانها تعمل على تحويل العراق الى ساحة نفوذ سعودي ولن يخفى على احد ان من يسمون انفسهم "المقاومة" وهم يقودون من العاصمة السورية اعمال القتل والتفجير في العراق بدأو ينسقون مع القوات الامريكية ويتلقون منها الاسلحة والدعم وهم ينفذون اجندة وضعت في العاصمة الاردنية في عمان قبل عام وبمشاركة سعودية اماراتية واشراف امريكي واليوم وعندما يطير الضاري من الاردن الى سوريا للمشاركة في المؤتمر المزمع عقده بعد ساعات في دمشق وبمشاركة كل القوى المتعاونة اليوم مع القوات الامريكية والتي تدعي المقاومة الا انها في الاساس تحارب الحكومة العراقية وحلفاء دمشق القدامى وهدفها في المقاوم الاول هو اعادة الحكم الى اقلية طائفية فانه اي الضاري يحمل معه توجهات وتعليمات تلك الدول لجمع الفرقاء وتوحيد صفوف المجرمين والارهابيين وفقا لتلك التعليمات والواضح ان عدم عقد مثل ذلك المؤتمر في عمان او غيرها لها بعد سياسي واقتصادي حيث ان الامر يضع دولا مثل السعودية والاردن في موضع الاتهام ودعم الارهاب وليس سوريا ‘ وجاء اختيار سوريا ليضع السوريون في مواجهة الاستحقاقات امام الشعب العراقي رغم ان الاغلبية من الشعب العراق تدرك ان اساس الفتنة هي "الدولة الوهابية" .
فلماذا النظام العلوي يصل الى هذا المستوى من الغباء والسذاجة هل لذلك علاقة بمستشاري بشار الاسد ام بزوجته التي تنحدر من عائلة سنية من حمص تلعب دورا في توجهات الرئيس وتؤثر في قراراته التي هي ليست في مصلحة النظام العلوي الذي غدى في وضع لا يحسد عليه ؟!
نترك الجواب للمستقبل لنرى ما يخبأه المستقبل للنظام في سوريا "وانا لناظره لقريب" !
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)