المقالات

تسليح العشائر خارج نطاق الحكومة العراقية توظيف لقتل العراقيين


( بقلم : طالب الوحيلي )

الاستراتيجية الامريكية التي اعلنت كمستهل لاطلاق خطة فرض القانون ،كانت تؤكد بلا ريب على اطلاق يد الحكومة العراقية في التحكم بالقوات المسلحة ،والاعتماد على القوات المتعددة الجنسيات اذا اقتضت الحاجة الى اسنادها بواسطة القوات الجوية والاستخباراتية، وتقديم كافة المعونات التي يتطلبها تحرك القوات العراقية مادامت غير مكتملة التجهيز والاعداد ،وذلك تقصير لايتحمله سوى القوات المتعددة الجنسيات التي شكلت بموجب قرار دولي لغايات اساسية، اهمها تشكيل وتطوير الجيش والقوات الامنية العراقية ،والمحافظة على الامن العام خلال مدة اعداد القوات العراقية ،وبذلك اعتبرت القوى السياسية المتصدية والحكومة العراقية ان بقاء هذه القوات في العراق رهين بانهائها تلك المهام ،فيما كان راي المجلس الاعلى الاسلامي العراقي في موضوع المطالبة بجدولة الاحتلال او خروج القوات الاجنبية ،بان “من المهم وضع جداول زمنية لبناء القوى الامنية العراقية ، وعندها يمكن الاستغناء عن القوات الاجنبية” ،وبالتالي فلابد من خروج هذ القوات ..

المشكلة اليوم هي ان القوات المتعددة الجنسيات في قواطع معينة لم تحترم تلك الاستراتيجية ،وراحت تنفذ برنامجا خطيرا يزيد من تأزيم الوضع ويساهم في اضعاف سلطة الحكومة العراقية ،لاسيما في بعض المناطق التي سيطرت عليها زمر الارهاب الصدامي والتكفيري والتي كادت ان تشعل الحرب الاهلية في العراق بسبب استهدافها اتباع اهل البيت بقتل على الهوية وتهجير لذات السبب ،فتعمدت غض النظر عن اشد العصابات قتلا وفتكا بالابرياء وهتكا للقيم ،وزادت على ذلك ان وضعت مشروعا لتسليحهم ودعمهم ماليا بحجة تسليح العشائر لمحاربة القاعدة وهي تعلم بالتحالف الوثيق بين القاعدة ومعظم عصابات الارهاب الصدامي التكفيري ،لذا انتفض ابناء الرمادي بقيادة رجال الصحوة وشيوخ عشائرها الرافضين اصلا للتعامل مع القوات الاجنبية والداعمين للحكومة الوطنية ،واعتقد ان هذا الامر يشكل خطرا جديدا لم تتوقعه تلك القوات ،اذ ان صحوة الانبار تعني لم الشمل الوطني وتحرر ابناء عشائر تلك المحافظة من هيمنة الصداميين والتكفيريين ونجاح الحكومة في اول خطواتها نحو المصالحة الوطنية الحقيقية ،فيما اخذت العشائر في مناطق اخرى من العراق تحذو حذو عشائر الانبار ولاسيما محافظة ديالى التي تحولت الى معقل رئيس للقاعدة وحلفائها واعلنوا بعقوبة عاصمة دولتهم الظلامية ..

القوات المتعددة الجنسيات اعلنت عن خطة السهم الخارق قبل البد بتطبيقها فعليا وهي بذلك منحت الزمر الارهابية فرصة لتغيير جبهاتها وتبديل ثيابها ،وقد هرب فعلا اهم عناصر تلك الزمر الى ضواحي واقضية ونواحي ديالى وفي نفس الوقت لم يعبأوا بتلك الخطة فصعدوا من جرائمهم بحق ابناء القرى التي لا حول لها ولا قوة لكونها ان دافعت عن نفسها تكون هدفا منتخبا للقوات الامريكية بكافة انواعها تحت ذريعة محاربة الميليشيات الشيعية ..تنقل صحيفة نيويورك تايمز عن أبو عزام، وهو زعيم جماعة سنية، قوله إن جماعته تضم 2300 عنصر بينهم أفراد من جماعات سنية متشددة، ككتائب ثورة العشرين وما يسمى بجيش المجاهدين تشارك الآن في دوريات القوات الأميركية التي تريد ضمّهم إلى قوات الأمن، في مسعى لفرض الأمن في المناطق الواقعة بين بغداد والفلوجة.وعلى بضعة أميال من بلدة أبو غريب، يرابط لواء المثنى التابع للجيش العراقي بقيادة اللواء نصير الهيتي الذي يتلقى أيضا دعما من القوات الأميركية، لكن طموحات هذا اللواء تختلف، بحسب التقرير، عن مثيلتها لجماعة أبو عزام، إذ يرى قادة عسكريون أميركيون أن جنود هذا اللواء يبذلون جهودهم من أجل تقويض هذه الجماعة السنية إلى حد سرقة قائمة بعناصر أبو عزام لالتقاطهم وزجهم في معتقل "غير قانوني"." الهوة كبيرة بين عناصر أبو عزام وجنود الجيش العراقي إلى الحد الذي يتطلب أحيانا تدخلا من القوات الأميركية "لكن اللواء الهيتي، وهو ضابط سني سابق في القوات الخاصة السابقة والبالغ من العمر 37 عاما رفض هذه الاتهامات، لافتا إلى أن لديه تعليمات مشددة بعدم التعاون مع أية جماعات غير رسمية واعتقال العناصر المسلحة. وأضاف أنه يدعم الذين ينضمون إلى قوات الأمن العراقية لكنه يعارض الذين تلطخت أيديهم بالدم العراقي وقتلوا الجنود العراقيين، بحسب قوله.وبحسب معد التقرير، فإن الهوة كبيرة بين عناصر أبو عزام وجنود الجيش العراقي إلى الحد الذي يتطلب أحيانا تدخلا من القوات الأميركية لفض نزاعات قد تحصل بين الطرفين!!!ولايستبعد ان تكون القوات العراقية ضحية لتحالف القوات الامريكية مع ابو عزام وجماعاته ،حيث وقعت فعلا مثل هذه المكائد كما يتردد ذلك عن العديد من عناصر الجيش العراقي .. من جهتها، تضع الولايات المتحدة آمالا عريضة على تعميق علاقاتها مع ماتسميهم الصحيفة بالقادة السنة من قبيل أبو عزام الذي يرابط رجاله في منطقة "نصر و سلام" التي تبعد 40 دقيقة فقط عن بغداد وتقع بالقرب من أحياء شيعية.

وينظر القادة العسكريون الأميركيون إلى هذه العلاقة بمثابة اختبار لمدى تسامح القادة الشيعة وقبولهم التحالف مع جماعات سنية جديدة!!. " جندي أميركي يقول إن بعض هؤلاء المتطوعين من الجماعات المسلحة يذكرونه بمتعاطي المخدرات الذين يحاولون الإستقامة في حياتهم، ولكن سرعان ما ينحرفون عن هدفهم "ذكر مسؤول أمني أن عدد الجثث التي يتم العثور عليها خارج العاصمة بغداد زاد بشكل ملحوظ، خلال الأسابيع الثلاث الماضية.وقال أنه بعد الكشف عن هوية الضحايا يتبين أنهم من الشيعة، وان عمليات القتل تجري خارج العاصمة بغداد في المناطق التي تم فيها تسليح بعض افراد العشائر. وقال أن مراكز الشرطة تتسلم شكاوى يومية من اهالي الضحايا ومن شهود عيان، بان أفراد قوات الشرطة التي تم تشكيلها من ابناء العشائر ومن عناصر النظام السابق، هي التي تقوم بعمليات القتل. وقد قدمت وزارة الداخلية شكوى للقيادة الامريكية بهذا الخصوص دون أن تلقى تجاوباً. واضاف، أن هذه التشكيلات هي مليشيات جديدة تحظى بالتسليح والدعم من قبل الامريكان.يقول السيد عمار الحكيم بهذا الصدد " نحن نعتقد أنه في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها العراق ، من الضروري الاعتماد على العشائر والقوى الشعبية ولكن عبر بوابة الحكومة ومؤسساتها الرسمية ، حتى لانواجه ميليشيات جديدة تعقّد الوضع العراقي ، كذلك نتابع بقلق تصريحات الحكومة العراقية التي تقول أنها لاتمتلك معلومات كافية عن تسليح هذه العشائر من قبل الأمريكان ، وقد وضّحنا هذه الرؤية للامريكان أيضا ، وبالتالي يجب أن يكون التسليح عبر الحكومة العراقية وليس بشكل مباشر الى العشائر " واهم دواعي القلق من هذه الناحية تكمن كما يقول سماحته "

الاساس في الموضوع هو أن نضمن أن هذه القوى وهذا السلاح الذي (يوظف) حاليا ضد القاعدة ، أن لايوظّف ضد الحكومة والشعب العراقي لاحقاً " وما اسرع ما كان يثير حدسه حيث وقعت في محافظة ديالى تلك المخاوف ناهيك عما اسلفنا فقد نقل مصدر مقرب من مجلس انقاذ ديالى عن نساء من اهالي منطقة التحرير في شرق بعقوبة ,ان كتائب ثورة العشرين التي مكنتها القوات الامريكية فضلا عن الدعم المالي لمكتب اسناد ديالى( شكلته الحكومة العراقية مؤخرا من برلمانين ينتمون للحزبي الاسلامي العراقي في 8 شباط الماضي ) من تسيد زمام الامور في المنطقة ,اشترطت التبرأ من المذهب الشيعي مقابل الموافقة على عودة العوائل المهجرة الى ديارهم فيها .وقال المصدر " ان عدة نساء من اهالي الحي المذكور تم تهجير اسرهن في وقت سابق من العام الماضي توجهن يوم الاحد الماضي الى المنطقة لاستطلاع المستجدات عقب دعوة قائد عمليات ديالى اللواء الركن عبد الكريم العوائل المهجرة بالعودة الى ديارهم ".

واضاف " ان السيدات ام حسين وام علي وام تماضر وام محمد , وصلن على مقربة من منازلهم في حي الاوقاف واستوقفهن مسلحون يرتدون سراويل كابوي سوداء وتيشرتات بنية ويعتمرون شريطا احمرا على جبهتهم قرب المعهد الفني وقال لهم كبيرهم بالحرف الواحد ( ها صفوين , شو هم شوفتونا شكولاتكم النكسة ,يلا رجعوا لكربلا شبعوا دك ولطم ),فيما قال اخر ( لو ردتوا ترجعون لبعكوبة ,لازم تبطلون من علي والحسين ,وولدكم يتطوعون ويانا , الامريكان ينطونا ورقتين ,يلا رجعوا منين ما جيتوا ,احنة الحكومة هنا ".ونقل المصدر عن السيدة ام تماضر بانها تعرفت على احد المتحدثين وهو رائد في الجيش العراقي المنحل وكان يسكن في زقاق بيت كمبش في التحرير . ) , وكثر من ذلك ان قادة وضباط فرقة الفرسان 19 في الجيش الأميركي المستقرة في قاعدة (نورماندي)يصرون على تسمية هولاء القتلة ب ( LFR قوات المقاومة الشرعية) ويقدمون لهم الخدمات الطبية ويجهزونهم بالاسلحة و الذخائرفضلا عن مرتبات ثابتة وطبعا بالدولار الامريكي !!!.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك