( بقلم : اسعد راشد )
من هم "القاعدة" في العراق ؟ هل القاعدة هو تنظيم اجنبي بحت ليس ليس صلة بجماعات عراقية تحتل مواقع رسمية في الدولة العراقية ام انه تنظيم وهمي اسس من اجل التمويه على الاجندة الخفية لمن يقف خلفه وممارسة التضليل والتعمية على اصل هذا التنظيم "الاخطبوطي" في العراق؟لماذا تنظيم القاعدة في ارض الرافدين يعتبر الوحيد على مستوى العالمي الذي يملك قدرات خارقة للوصول الى اكثر المواقع حساسية في الحكومة العراقية وينفذ العمليات الارهابية التدميرية في اي مكان يختاره ولديه من المعلومات الاستخباراتية ما لم تملكه اجهزة امنية في المواقع الحكومية ‘ هذه الميزة لا يمكن ان يحظى بها تنظيم القاعدة في اي دولة يتواجد فيها بقوة وحتى دولة مثل افغانستان وباكستان تجد ان القاعدة فيها عاجز عن اختراق المواقع الرسمية او التغلغل في الاجهزة الامنية واقصى ما يمكن ان يقوم به تنظيم القاعدة هو تنفيذ عمليات انتحارية او قيادة سيارات مفخخة عشوائيا وسط تجمعات سكانية او ضد مراكز ودوريات شرطة .
اما في العراق فان الامر يختلف حيث تنظيم القاعدة يتواجد حتى في اكثر المناطق تحصينا كمنطقة الخضراء ولديه عناصر استخباراتية وبكثرة في اكثر المواقع الرسمية والتي تمكنها من تجميع المعلومات الامنية وتحليلها واتخاذ اصعب القرارات وتنفيذها بسهولة ضد اهداف يعتبرها عدائية أكانت تلك الاهداف اغتيال شخصيات علمية وسياسية وعسكرية او استهداف تجمعات بشرية وسط الاسواق بالمفخخات عالية التدمير .
يأتي اعتقال "خالد المشهداني" ليكشف الكثير عن سر ذلك التنظيم العراقي المسمى "القاعدة" وليميط اللثام عن معلومات بالغ الحسياسية و الخطورة ويعطي صورة واضحة عن حقيقة هذا التنظيم ومن يقوده ومن يقف خلفه ويستغل اسمه لتنفيذ الاجندة الخاصة والخطيرة ضد العراق واهله .
"خالد المشهداني" حسب تقارير المخابرات الامريكية هو نفسه "ابوعمر البغدادي" وان هذا الاخير ما هو الا شخصية وهمية ورغم تبسيط الامريكيين للامر وربط هذا التنظيم "الوهمي" فقط بالاجانب دون اعطاء تفاصيل حول جوهره "العراقي" فان التسريبات تتحدث ان "خالد المشهداني" هو رأس من جبل الجليد وان قادة وزعماء هذا التنظيم الوهمي هم كثيرون وان عدد كبير منهم يحتلون مواقع رسمية وحساسة وهم من يقود القاعدة ويخلق الاسماء الوهمية ويربطها ببعض العناصر الاجنبية بهدف استمرار موجة العنف و الارهاب في العراق وعرقلة العملية السياسية وقد اعطى اعتقال المشهداني الاجهزة الامنية فرصة لتلتقي انفاسها وتجمع معلومات هامة قد تكشف خيوط اللعبة الغامضة التي يمارسها هذا التنظيم الوهمي .
فاذا كان "ابوعمر البغدادي " اسمه وهمي لصاحبه الحقيقي وهو "خالد المشهداني" فان "تنظيم القاعدة" باكمله اسم قد يكون في كنهه وهمي يستغله اولئك الزعماء والقادة المشاركين في العملية السياسية للضغط على احد اكبر المكونات العراقية وهم الشيعة للتنازل عن دورهم السياسي في العراق الجديد وتسليم رقابهم مجددا لاقلية طائفية تتخذ من "اهل السنة" ستارا ومطية لتحقيق اهدافها .
نبراس الكاظمي صاحب موقع بوابة الطلسم لم يكشف شيئا جديدا عندما شخص اسم المشهداني قبل اشهر واعتبره هو "البغدادي" الذي يدعي قيادة تنظيم القاعدة و"امارة دولة العراق الاسلامية" بل قدم معلومات لتؤكد ما ذهب اليه العديد من السياسيين العراقيين بان تنظيم القاعدة هو نفسه "جيش محمد" وهو نفسه "الجيش الاسلامي" وهو "نفسه" عصابة العشرين" وهو نفسه "فيلق عمر الاموي" وان "ابوعمر البغدادي" ليس هو "خالد المشهداني" فحسب بل هو "طارق الهاشمي" ـ المشهداني اللقب في الاصل ـ وهو "عدنان الدليمي" وهو صالح المطلق وهو "خلف العليان" وهو "بالتالي الهارب عن وجه العدالة الارهابي "مشعان ركاض جبوري" والبعثي "حارث الضاري" وابنه "مثنى الضاري" !
المعلومات الاستخباراتية تقول ان "خالد المشهداني" كان يتجول بحرية في المنطقة الخضراء وكان يلتقى زعماء سنة وقادة العشائر السنية وهو ما أكده "نبراس" في موقعه في وقت سابق واكده اعتقاله الذي افضى بمعلومات تقول ان ان "خالد المشهداني" كان ينسق مع "طارق الهاشمي المشهداني" نائب رئيس الجمهورية وينفذ تهديدات ووعيد الهاشمي ضد الحكومة العراقية والعملية السياسية بدليل ان بعد كل تهديد كان التصعيد الامني هو السمة البارزة في المشهد العراق وقد استشهد بعض المراقبين والمحليين السياسيين بقرار تنظيم القاعدة وقف العمليات المسلحة اثناء الانتخابات البرلمانية الاخيرة والتي شارك فيها السنة بقوة وشكر عدنان الدليمي علانية "المقاومة" ـ اي تنظيم القاعدة ـ على ذلك الموقف ولاتاحته الفرصة لسنة العراق للمشاركة بامان في الانتخابات النيابية !
اما الدليل الاخر فقد برز في كثرة الجثث التي يتم اكتشافها للشيعة خارج العاصمة بغداد حيث ذكر مصدر امني ان الميليشيات التي تم تسليحها اخيرا وان افراد قوات الشرطة التي تم تشكيلها من ابناء العشائر السنية ومن عناصر النظام السابق هي التي تقوم بعمليات القتل واختطاف الشيعة وقتلهم الرابط :
http://burathanews.com/news/23811.html
فما يقوم به تنظيم القاعدة من عمليات ارهابية ومسلحة ضد الحكومة العراقية وضد الشيعة هو بالتحديد ما تفعله الميليشيات التي تم تسليحها اخيرا بل ان الخطاب الطائفي ومفرداته التي يتعاطى بها تنظيم القاعدة الوهمي هي ذاتها التي تتعاطى بها تلك الميليشيات حيث ذكرت مصادر اعلامية امريكية نقلا عن ضباط في معسكر النورماندي في منطقة شيروين ان اعضاء الميلشيات الذين انضموا الى "قوات المقاومة المشروعة"! اعترفوا بانهم كانوا يقومون بمهاجمة قرى شيعية وقتل اهاليها مقابل 300 دولار لكل عملية كما ان الاهالي الذين عادوا الى ديارهم في منطقة ديالي اشترطت عليهم عصابة مايسمى ثورة العشرين ‘ التي تم تسليحها امريكيا ومكنتها القوات الامريكية ‘ التخلي عن مذهبهم الجعفري مقابل العودة الى ديارهم وسكناهم .
اما مذبحة "الدويلية" في ديالي التي راح ضحيتها اكثر من 29 شيعيا ارتكبها ارهابيون تابعين للميليشيات التي احتضنتها القوات الامريكية وتم تسليحها ‘ الرابط:
http://www.nahrainnet.net/news/52/ARTICLE/10068/2007-07-17.html
هذه الاحداث والتطورات كلها مؤشرات على ان تنظيم القاعدة "الوهمي" جوهره هي تلك الميليشيات وان قادتها السياسيون هم اؤلئك المشاركون في العملية السياسية وان اعتقال "خالد المشهداني" قد اسقط القناع عن دور الشخصيات االمحسوبة على السنة في قيادة تنظيم القاعدة "الوهمي" وقد اتخذوا من ذلك الاسم ومن اسماء وهمية كثيرة لضرب العملية السياسية وخلق الفوضى في العراق وان اعضاء ذلك التنظيم خليط من البعثيين ومن جماعات متطرفة ومرتزقة يسيرها البعث بتلك الاسماء للعودة الى الحكم واعادة العراق الى المعادلة القديمة.
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha