( بقلم : اسعد راشد )
قيل في القديم ان "العذر اقبح من الذنب" ونحن نقول ان "التبرير للارهاب والجريمة اخطر و واكبر من الجريمة ذاتها" وهذا بالضبط ما تفعله الدولة الوهابية السعودية في معرض تبريرها التحاق الوهابيون السعوديون لصفوف "الجهاديين" والتنظيمات الارهابية في لبنان والعراق وافغانستان وغيرها من البلدان بحيث اصبحت ظاهرة "الجثث" القتلى السعوديين والوهابيون في مناطق القتال الساخنة و اعداد الاسرى الكبيرة منهم في سجون العالم و انتشارهم كالجراثيم والديدان في كل مكان موضع استياء واستنكار عالمي عكسته الكتابات والتظاهرات الاحتجاجية المتكررة والتي افضت الى افتضاح هذه الظاهرة الارهابية وانكشاف مخاطرةا الجمة على السلم والامن العالميين وهو ما دفع لسلطات الوهابية في الدولة السعودية للتوسل ببدعة جديدة تبرر للارهابيين الوهابيين جرائمهم ومشاركتهم في قطعان البهائم المفخخة التي تقتل الابرياء وتدمر الاخضر واليابس وخاصة في العراق .فقد اوعزت الحكومة الوهابية لوسائل الاعلام التابعة والعميلة لها بنشر تلك البدعة الخبيثة بان "السعوديون" يباعون بقيمة 3000 دولار في "اسواق القاعدة" وعبر جماعات "الرقيق" ليجدوا انفسهم فجأة في ساحات القتال حاملين السلاح او مرتدين الاحزمة الناسفة او انهم جالسين خلف مقاود المفخخات !
هذه البدعة روجتها الدولة الوهابية لوسائل الاعلام عبر "هيئة" حكومية اضفت عليها صفة "حقوق الانسان" وهي نسخة "مصغرة" عن "هيئة الامر بالمعروف" السيئة الصيت التي يقودها التكفيريون الوهابيون حيث ادعت الهيئة المذكورة والتي تقوم بدور المدافع عن الارهابيين "ان السعوديين المتورطين في مواجهات مخيم نهر البارد قد بيعوا لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة الاف دولار للفرد الواحد"!! المصدر هو الرابط التالي وهو موقع تابع للدولة السعودية :
http://www.alarabiya.net/articles/2007/07/21/36875.html
هذا التبرير السوقي من قبل هيئة تدعي انها مدافعة عن "حقوق الانسان" يكشف عمق الورطة السعودية وفضائح اسهاماتها المخزية في اعمال قتل البشر وابادة الجنس الانساني والا لما استدعي الامر لاستغلال واجهات حقوقية وزجها في معمعة الدفاع عن الارهاب والارهابيين لتبرير جرائمهم بحق الانسانية ‘ وقد استهجن المراقبون هذا الموقف السعودي واعتبروه محاولة يائسة لانقاذ ما تبقى من ماء الوجه ومن عناصر الارهاب خاصة بعد ان كشفت صحف امريكية تقارير تفيد بان اكثر من نصف الذين يقومون بتنفيذ العمليات الانتحارية في العراق هم من الوهابيين السعوديين وان المئات منهم قتلوا في العراق والمئات الاخرين في السجون وان 160 ارهابيا وهابيا من السعوديين يحاكمون لاقترافهم جرائم ارهابية وهو ما دفع بسلطات الدولة الوهابية لنفي ذلك دون تقديم دليل والقول بان "المشاركين في اعمال المسلحة هم اكثرهم من الجيش العراقي السابق"!!
اما في لبنان فان الدولة الوهابية لم تجد بدعة تسوقها غير القول بـ "ان السعوديين يباعون لجماعة في لبنان بقيمة ثلاثة الاف دولار"!! فهي لا تستطيع القول ان فتاوي شيوخهم وعلماءهم الوهابيون هي التي دعت لمثل تلك البهائم للذهاب الى العراق ولبنان لقتل الابرياء والانتحار هناك ‘ فلا ندري هل الذين قاموا بتفجيرات 11 سبتمبر في امريكا ‘ والذين كانوا اغلبهم من السعودية اي من مجموع 19 شخص كانوا 15 منهم حملة الجنسية الوهابية السعودية ‘ هؤلاء ايضا بيعوا في سوق "الرقيق" ؟!
ان هذه البدعة الجديدة السعودية لهي اخطر من الجريمة الارهابية التي يرتكبها الارهابيون الوهابيون لان الدولة المذكورة لا تريد الاعتراف بخطأها اوتقر بان فتاوي شيوخها التكفيرية التي تصدر برعاية رسمية ومن "رجال" الافتاء في الهيئة الشرعية الرسمية هي التي تحرض اؤلئك البهائم الشريرة للذهاب الى العراق ومناطق اخرى ليتحولوا الى مفخخات تفتك باالاف من البشر الابرياء ‘ هذا التبرير القبيح لم يقبله حتى السذج من الناس بل رفضه حتى الارهابيين انفسهم حيث يقولون "انهم ليسوا عبيط او سذج كي يتغرر بهم"!! ولا "انهم قماش او سيارة لكي تباع وتشترى"! "بل انهم يقاتلون حتى الموت وانهم بالتأكيد مقتنعين بما يقومون به وسخيف من يقول بانهم عصابات "! فهم يذهبون هناك بناءا على الفتاوي الصادرة من علماء الدجل الوهابية والتي تبيح لهم اراقة دماء الاخرين غير المنتمين للمذهب الوهابي ولـ "اهل السنة والجماعة"! ومازالت تلك الفتاوي تلقى رواجا واسعا يقوم بنشرها افراد وجماعات وهابية في المساجد والجامعات والاسواق وحتى في مارب السيارات عبر بيانات او اقراص الليزر وليس اخرها ما صدر من فتوى جديدة تدعوا الى هدم الاضرحة في العراق وخاصة ضريح الامام الحسين (ع) في كربلاء وابيه الامام علي ابن ابيطالب (ع) وهو ما ينذر بكارثة بشرية ما لم يتداركه المسؤولون في الدولة الوهابية تداعياتها ستكون وبالا عليها قبل غيرها الربط الى هذا الامر :
http://www.nahrainnet.net/news/52/ARTICLE/10079/2007-07-21.html
من هنا فان بدعة بيع السعوديين وتجارة "الرقيق" والتي تروجها الاطراف السعودية الرسمية وعبر ما يسمى "بهيئة حقوق الانسان السعودية" وتسوقها وسائل الاعلام العميلة للدولة الوهابية قد رسخت القناعة لدي المراقبين والمحللين السياسيين بدور الجهات الرسمية في صناعة الارهاب ونشر البهائم المفخخة الوهابية في العالم وان الدولة ليست عاجزة عن منع ذلك الامر الخطير وتلك الظاهرة الارهابية السعودية العالمية ـ باعتراف عبد الرحمن الراشد الكاتب السعودي في الشرق الاوسط ـ وانما هي مساهمة بشكل فعال في نشر تلك الظاهرة ومحرضة عليها من خلال الرعاية والاحتضان لعلماء القتل والافتاء في السعودية وعدم اقدامهم على اعتقالهم وسحب فتاويهم التدميرية وهذا هو السبب الاول والاهم في ان يتحول السعوديون الوهابيون الى قنابل بشرية قاتلة وبهائم مفخخة وغير ذلك ما هو الا تضليل وتدليس وضحك على العقول .
اسعد راشد
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)