المقالات

من سنن الله - الاعتبار والتأسي في الحكم


( بقلم : عبد الامير الخرسان )

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله»

في المجمع،: التصدع التفرق بعد التلاؤم و مثله التفطر انتهى. و الكلام مسوق سوق المثل مبني على التخييل و الدليل عليه قوله في ذيل الآية: «و تلك الأمثال نضربها للناس» و المراد تعظيم أمر القرآن بما يشتمل عليه من حقائق المعارف و أصول الشرائع و العبر و المواعظ و الوعد و الوعيد و هو كلام الله العظيم، و المعنى: لو كان الجبل مما يجوز أن ينزل عليه القرآن فأنزلناه عليه لرأيته - مع ما فيه من الغلظة و القسوة و كبر الجسم و قوة المقاومة قبال النوازل - متأثرا متفرقا من خشية الله فإذا كان هذا حال الجبل بما هو عليه فالإنسان أحق بأن يخشع لله إذا تلاه أو تلي عليه، و ما أعجب حال أهل المشاقة و العناد لا تلين قلوبهم له و لا يخشعون و لا يخشون.

و الالتفات من التكلم مع الغير إلى الغيبة في قوله: «من خشية الله» للدلالة على علة الحكم فإنما يخشع و يتصدع الجبل بنزول القرآن لأنه كلام الله عز اسمه.

فقوله: «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل»  مثلا ضربه الله للناس في أمر القرآن لتقريب عظمته و جلالة قدره بما أنه كلام لله تعالى و بما يشتمل عليه من المعارف رجاء أن يتفكر فيه الناس فيتلقوا القرآن بما يليق به من التلقي و يتحققوا بما فيه من الحق الصريح و يهتدوا إلى ما يهدي إليه من طريق العبودية التي لا طريق إلى كمالهم و سعادتهم وراءها، و من ذلك ما ذكر في الآيات السابقة من المراقبة و المحاسبة.هذا مما جاء نقلا عن تفسير الميزان للسيد محمد حسين الطباطبائي رحمه الله.

قال رسول الله صلى الله عليه واله نزل القران على اربع اقسام قسم في احكام الشريعه والقضاء وقسم في فضائل الرسول الاكرم ص واهل بيته الطاهرين عليهم السلام وقسم في اعداء الرسول و اهل البيت الميامين والقسم الرابع سنن وامثال لان في الامثال العبره والاعتبار والحكمه ومعرفة السلوك الجيد الذي يوصل الى مرضاة الله سبحانه وتهذيب السلوك الانساني .

ضرب الله لنا يوسف ع مثلا لنعتبر بسلوكه ونأخذ منه دروس اخلاقيه لانه لم يخضع لصوت الشيطان ولا لصوت الشهوه والنفس الاماره بالسوء فنجاه الله من السجن وصيره ملكا نبيا . وينقل من روائع قصص يوسف ع عن الائمه المعصومين عليهم السلام ع ان زليخا خلت به يوما وكان وجهه مشرقا كأنه القمر فمالت اليه وقالت له مااجملك يا يوسف فقال لها سيذهب هذا الجمال عند الكبر اي الشيخوخه فقالت له ما اطيب رائحتك يا يويسف فقال لها ستشمين مني رائحة منتنه بعد ثلاثة ايام من موتي فقالت له مااجمل عينك يا يوسف فقال لها اول مايسقط في قبري على خدي عيناي فقالت له اقترب مني يا يوسف فقال لها اخاف ان يبعدني ربي من رحمته فقالت له قم واقضي حاجتي فقال لها اخاف ان لايقضي لي ربي حوائجي في يوم القيامه ثم ودعها وانصرف مهزوما من كيد الشيطان .وهذه القصه توضح لنا عظمة يوسف ع وشدة تعلقه بالله سبحانه واعراضه عن المغريات كلها سواءا شهوانيه حيوانيه او اغراض الملك والمناصب والجاه .وعندما نجح يوسف عليه السلام في الاختبارات الالهيه جعله ملكا نبيا .

هذا مثل يضربه الله لكل الناس المؤمن منهم وغير المؤمن ليتعضوا ويعتبروا وينظموا غرائزهم بالشكل الصحيح المنظبط مع قوانين الاسلام والمتماشي مع الفطره السليمه لتصحيح مسيرة الاجيال نحو الاستقامه والعدل والروح الانسانيه الخلاقه .

نحن المؤمنون ان شاء الله نعتبر هذه السنن الالهيه الاعتباريه من المسلمات والثوابت ونعتمد عليها في مسيرة الاسلام الخالده في الحياة ولكن كيف نستطيع ان نصل الى وجدان المتمرد على قوانين الله والعاصي لاوامر الله والجواب طبعا هو استخدام اسلوب الحكمه والمنطق والعقل لان حالة النزوع الى الجمال والى الذوق الرفيع حاله مغروسه عند الانسان وعليه صاحب الذوق النقي واللب السليم لا يخرج من هذا المنهج واروي طريفه بدويه وهي سنه الهيه من غير الشعور بها . تقول الطريفه ان امرءه بدويه خطبها اعرابي ليتزوجها فاشترطت عليه ان يكون محبا لامه وابيه ويحترمهم ويخدمهم قبل خدمتها ويكرمهم قبل اكرامها فقال لها وهل توصيني باهلي الذين هم اعز من نفسي فقبلت البدويه الطيبه منه على ظاهر كلامه وتزوجته وبعد عشرة ايام طلبت الطلاق منه لانه كان عاقا لوالديه يهينهم ويضربهم فتطلقت منه وذهبت لاهلها ومن ثم تزوجت وصار عندها اولاد كبار واشداء وكانوا يحترمونها غاية الاحترام ويعاملونها كأنها اله ورب من شدة مايعظمونها وفي يوم كانت هذه الاسره البدويه المتنقله طلبا للرزق والكلأ في البر يرعون ماشيتهم وفي هذه الاثناء جائت قافله بدويه اخرى لهذا المكان ونزلت به لرعي ماشيتهم ايضا فنظرت المرءه البدويه لهذه القافله وتأملت جيدا فعرفت الرجل صاحب القافله فقالت لاولادها ادعوا اصحاب هذه القافله لعشاء هذه الليله فدعوهم للعشاء وامتثلوا هؤلاء للطلب وعندما حضروا للعشاء واذا بمعاملة الاولاد لابيهم قاسيه يسبونه ويضربونه ويهينونه فقالت له المرأه اتعرفني يارجل فقال لها لا اعرفك فقالت له انا زوجتك الاولى الذي حذرتك من المس لوالديك وايذائك لهم فقال لها نعم والله وانا استحق اكثر من هذا . هذه القصه هي عبره للعاصين والمذنبين بحق اهلهم وذويهم لان سنة الله اقتضت كما قال رسول الل صلى الله عليه واله بروا ابائكم تبركم ابنائكم .

ان المثل الاعلى للرجل العراقي هو نبينا محمد ص وامير المؤمنين علي عليه السلام واهل بيت الرحمه والمثل الاعلى للمرءه العراقيه هي فاطمة الزهراء عليها السلام وزينب البطله والائمه الابرار لانهم الاسوه والقدوه والمنهج والتشريع والهداة للتي هي اقوم .وعندما ذهب الشعب العراقي لينتخب ذهب ليؤصل العقيده في التشريع ويؤسلم التشريع في الدستور ذهب لينتخب ليساوي بين الناخبين والمنتخبين بفتح الخاء ذهب ليمنهج العدل ويقر السلام والتسويه والمساواة بين ابناء الشعب العراقي فأين صار هذا الدستور العادل لماذا يحجر عليه ولم ينفذ ما جاء في محتواه .

اخوتي نحن نعلم ان الظروف قاهره والاوضاع خطيره وان مايمر به العراق هو الاصعب في التاريخ ونحن مع الحكومه في قراراتها وتنفيذها وندعوا الشعب العراقي الغيور ان يكون بمستوى المسؤوليه والعون لحكومته .وفي المقابل ندعوا الحكومه مراقبة لجان المشاريع الانشائيه ولجان المشتريات وتحثها على الخوف من الله وعدم سرقة ثروات الشعب العراقي المساند لحكومته بروحه ودمه لان الخروج من سنة الله في اعماله يعرضهم ويعرض الشعب للكوارث والمصائب فيرجى الانتباه الى هذه المسائل والانتباه الى ماجاء من السنن والامثال القرانيه والوجدانيه والاتعاض بها وسلك طريق الاولياء والصالحين اذا كنا نريد خدمة وطننا الحبيب عراق الامل والبهجه والانسانيه

عبدالامير الخرسان

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو البنين
2007-07-21
طيب الله انفاسكم سيدنا الجليل ولا يختلف معك على ماتتمنى وترغب لخير العراق والعراقيين الا من في قلبه مرض كبير ولكن اقسم عليك بجدك الكرار هل ادخر الشعب وسعا في دعم هذه الحكومةعلى الرغم من معرفته با القوى المعادية للعراقيين من محب ال البيت وهم لاحصر لهم واولهم امريكا وليس اخرهم العربان وخرجوا بالملايين لاكثر من مرة وانتخبوهم واكثر من ذالك صبروا ولازالوا يصبرون على مضض فلاهم بالعارفين مايدور من حولهم ولا الحكومة بقادرة على المصارحة الجريئة والتي لو تعلم بانها تقويها مع من انتخبها وليس العكس وانا لله
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك