المقالات

مرة اخرى..المرجعية تقلب الموازين

1421 00:46:16 2014-06-17

المهندس زيد شحاثة

على مر تاريخ المرجعية الدينية, كان لها دور مؤثر جدا في الحياة العامة للناس.
قديما وبالرغم من هذا الدور, كانت المرجعية تتجنب التدخل في الحياة السياسية, إلا ما ندر, وبناء على ما تقتضيه المصلحة العامة, أو ما يتطلبه حفظ الدين الإسلامي, فكيف بالشأن العسكري؟!.
بعد سقوط نظام الطاغية العام 2003, ولضغط الشارع وطلبه, وخلوا الساحة, صار دور المرجعية اكبر, ومؤثرا أكثر في الحياة العامة للشعب العراقي, إلا أن المرجعية بقيت لا تتدخل في الشأن السياسي, إلا في الأمور والقضايا الهامة والحساسة, فتقدم النصح والإرشاد, وحسب ما تقتضيه المصلحة, وبناء على حكمتها وتكليفها الشرعي.
أظهرت الأحداث الأخيرة, وما جرى من سيطرة البعثيين والتكفيريين على مدينتي الموصول وتكريت, وبعض القرى الصغيرة حولهما, أهمية دور المرجعية في توحيد الصفوف, والأخذ بزمام المبادرة, وتطمين وتهدئة النفوس, وشد العزم ورفع الهمة, وحث الناس للدفاع عن وطنهم من الخطر الداهم.
كان موقف المرجعية وبيانها, درسا رائعا في كيفية استظهار واستنهاض مشاعر الوطنية الكامنة في نفوس الناس, تلك الوطنية التي دفنها النظام البعثي, بالحديد والنار والقمع والموت,ومحاولات الإفساد وبشتى الطرق للمواطن العراقي,درسا ربما يستحق أن يدرس..ويدّرس.
خلال تلك الأحداث مباشرة, كان جو من القلق والترقب يسود الوضع, لكن بيان المرجعية والاستجابة الفورية والعملاقة, من الكثير من القوى والأحزاب الوطنية, ومن المواطنين البسطاء, قلبت الميزان, بل وصارت ردة الفعل تلك سلاحا رادعا ورسالة واضحة, وأظهرت قوة وتماسك العراقيين, ومقدر ما يمكن أن يصلوا إليه في طاعة المرجعية.
لم نشهد من المرجعية إلا مواقف الحكمة والنصح والإرشاد والرعاية الأبوية, لكننا اليوم شهدنا منها موقف القوة والثبات, والدفاع عن أبنائها, واستنهاضهم للدفاع عن الدين والوطن.
يخطئ كثيرا من يظن أن الشعب العراقي ضعيف, ويخطئ أكثر من يظن أن المرجعية لا يمكنها أن تقلب السحر على الساحر, وتقلب موازين أي مخطط يعد للعراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك