المقالات

أميتاب لا يأتي للعراق

1396 02:47:18 2014-06-12

احمد شرار

كنت صغيرا حين أوصت امي أحد اقاربنا أن يأخذني معه الى السينما لأرى أي فلم، بعد الحاحي الشديد عليها بمناسبة نجاحي للصف الرابع الابتدائي، كذلك هي هدية العيد التي طالبتها اياها، وبذلك يخف العبء المادي الذي تشكله هديتي المتواضعة على ثقل هذه العائلة الصغيرة.
وبعد عدة توصيات على سلامتي من قبل أمي رحمها الباري، لقريبنا المولع بالسينما، وبالأفلام الهندية خاصة، وافق على مضض، أذ من الصعوبة في الأمران يصطحب طفلا بسني آنذاك، الى السينما في فترة الأعياد، من سبعينيات القرن المنصرم، ناهيك عن الزحام الشديد على أبواب السينما، والتي كان تمثل متنفسا للشباب وللعوائل في ذلك الوقت.
يا لها من مفاجئة سارة لي ولقريبي هذا، فالفلم جديد، للممثل الهندي الشهير (أميتاب)، وهو المفضل لدى عشاق الأفلام الهندية، كما اذكر أسم الفلم جيدا؛ (أميتاب والفيل صديقي).
وبما أنها المرة الأولى لي في السينما، ولرؤيتي فلم هندي، كنت متفاعلا جداَ مع البطل، وأحذره من مكان جلوسي وأقاربي يهدئ بي، قائلا (لا تخاف على بطل الفلم هسه يدككهم، هسه يخلص البطلة) وقد صدق في كل ما قال، بالرغم من ان الفلم يعرض للمرة الأولى.
بعد خروجنا من السينما، سألته: كيف عرفت كل هذه الاحداث، والفلم لم يعرض من قبل؟
أجابني بضحكة، على عقلي الصغير: بطل الفلم لا يموت وألا كيف ينتهي الفلم.
لم أفهم أجابته فورا، لكنها، أخذت تتجلى تدريجيا بتقدمي في العمر.
اليوم أصبحت حكمة الفلم الهندي، قريبة لواقع قياداتنا العسكرية، ولا أعرف أن كانوا مولعين بالأفلام الهندية، أم كانوا يظنوا، في قرارة أنفسهم أنهم أحد أبطالها.
فسيناريو الحرب ضد داعش بدأ، في محافظة الانبار قبل أكثر من عدة أشهر، وتكرر قبل بضعة أيام في مدينة سامراء، ونراه اليوم يتكرر في محافظة الموصل.
وهناك من يتوهم من القادة بالقوة، وكان الامر فلم هندي أكشن، ينتصر في نهاية، بالرغم من كثرة عدد أعدائه، وتعرضه للضرب المبرح والخسارات المتكررة، كما يتفرد في مقاومتهم، واصراره على تنفيذ ما يجول بخاطره، حتى أن كان قراره يضع حياته على المحك، وليس مصير العراق على أرض الواقع.
الان؛ ماهي الحسابات الحقيقية للقوة والضعف، التي يتوجب أن تتوفر للخروج، من هذه النكبات الخطيرة.
لنبدأ بمعالجة المشاكل والانقسامات السياسية، وتفعيل دور التحالف الوطني، لأنه يمثل بقيادات عراقية، لا يستهان بها في وقت الازمات، لوضع الية للقيادة السياسية، تساعد في رؤية صورة الازمة بشكل كامل.
وعدم التصرف بشكل مفرد، يزيد من تراكم الأخطاء العسكرية، ويجبر العراق على دفع، المزيد من التضحيات بالدماء والارواح والممتلكات، كي تكون أكثر فعالية، في توجيه القوة العسكرية والأمنية.
وبعدها تشذيب القوى العسكرية، بشكل مهني محترف.
فيجب ان يؤخذ هذا الامر، بشكل جدي كبير، فاليوم يمر العراق في مفترق طرق، تحدد مصيره ومصير وحدته، وليس هناك مكانُ لبطل فلم هندي، يخرج منتصرا؛
حتى وأن كانت فوهة البندقية موجهة الى رأسه، ونصل السيف على عنقه.
أغلقت الستارة وانتهى الفلم، ففكروا بمصير العراق واخرجوا من عالم الاحلام والأفلام.
احمد شرار / كاتب وعلامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك