المقالات

القاعدة وجيش عمر تقتل الشيعة برعاية السعودية وامريكا!!


( بقلم : طالب الوحيلي )

التحول الكبير في واقع الحرب الارهابية التي اجتاحت العراق بعد سقوط النظام البائد ،قد اتضحت معالمه حين انحسرت الاقنعة السوداء عن الوجوه القبيحة التي كشفت زيفها وحقارة مراميها ،حيث فهم جزء كبير من فئة عراقية اندفعت تحت راية محاربة الاحتلال باتجاه الاقتتال الطائفي والعنصري، متوهمة انها كانت تسير بالاتجاه الصائب حين رفعت السلاح بوجه ابناء شعبنا الذين آمنوا بالسبيل السلمي لنيل الاستقلال التام، وبناء الدولة الديمقراطية والتاسيس لوحدة وطنية يحكمها دستور يضمن للجميع حقوقه دون اي تهميش لاحد او ظلم ،مادام ابناء وادي الرافدين قد عانوا في السابق من الحكم الديكتاتوري واضطهاد الآخر ..وقد ادى خيار ذلك الفصيل الى اراقة دماء الابرياء من كافة طوائف الشعب العراقي ،والى تعقيد الحالة العراقية ووضع العراقيل في طريق حسم كافة الملفات التي تطيل من مبررات بقاء القوات الاجنبية، بدل اخراجها ،كما توهم بعض من تبنى اجندات القوى الاقليمة التي وجدت في العراق ساحة لتصفية حساباتها مع الولايات المتحدة بدل مد يد العون الى الشعب العراقي في الخروج من محنته وتضميد جراحه النازفة بغزارة ،فراحت تسعى الى تعميق تلك الجراح عبر احتضان ايتام النظام البائد وتقديم الدعم اللوجستي للزمر الارهابية ،وفتح الحدود والخزائن امامها لكي تستمر في قتل العراقيين او اقتتالهم فيما بينهم تحت ذرائع طائفية لم تكن قد تجذرت اصلا في النسيج العراقي ،لكن بعض القوى السياسية قد وجدت في قواعد الارهاب وعقيدته وخطاباته خير مزاد لها في القفز الى الصفوف الامامية في العملية السياسية واقامة نفسها وصيا على طائفة مهمة في النسيج العراقي الزاهي ،وقد استطاعت تلك العناصر اداء دور الجناح السياسي لقوى الارهاب في مجلس النواب وفي الحكومة العراقية ،دون ان يغفل وجودها احد ،كونها سرعانما فضحت نفسها عبر خطاباتها الاعلامية المباشرة وغير المباشرة ،ناهيك عن الاعترافات الصريحة للزمر الارهابية التي وقعت في قبضة العدالة وعلاقاتها والوثيقة مع بعض تلك الزعامات ..

تنظيم القاعدة منذ اول جريمة له تبناها حين ارتكب فاجعة النجف الاشرف باغتيال السيد محمد باقر الحكيم الذي تمر هذه الايام ذكرى استشهاده الرابعة،تبنى ادارة الجرائم الطائفية واستهداف وحدة الشعب العراقي ومحاولة ضربها بالصميم من خلال سلسلة الجرائم التي طالت العتبات المقدسة في النجف الاشرف وفي الكاظمية وفي كربلاء المقدسة وفي سامراء وفي اي منطقة تتواجد فيها الطائفة (الشيعية) حيث تعرضت الى ابشع جرائم القتل والذبح تحت شعار تكفير الرافضة او غيره من اوصاف ،وقد قامت بقتل رجال الامن بتهمة انتمائهم للاحزاب او التيارات الاسلامية ،فيما اسست جيش عمر لمقاتلة فيلق بدر بعد صدور بيان المقبور الزرقاوي الذي اعلن مسؤوليته عن فاصل من الجرائم التي استهدفت عدد من المساجد والحسينيات في الكرادة وادى ذلك الى استشهاد العشرات من الابرياء ،ولم يلق هذا الموقف من الشركاء في العملية السياسية اي استنكار او براءة ،بل على العكس حاولوا ايجاد الاعذار والمبررات ،لكن انقلاب القاعدة على حاضنيها وتنكرها لفضلهم واعلانها دولتها الاسلامية التي تعني اول بوادر تفتيت الوحدة الوطنية وتمزيق وادي الرافدين الى مقاطعات تحكمها نوازع ظلامية تخالف منطق عقائد الشعب العراقي وتمسكه بمذاهبه الاسلامية المعتدلة والمنسجمة مع بعضها ،وقد جاءت صحوة عشائر الانبار كافضل رد فعل واجابة على ذلك الخطاب المفضوح ،فيما ارتكبت القاعدة مجازر وحشية في محافظة الانبار و ديالى وصلاح الدين راح ضحيتها الاطفال والنساء والكسبة لكي يرى ابناء هذه المحافظة مدى قسوة الظلم الذي لحق باشقائهم في المحافظات الاخرى التي ابتليت بطغيان قطعان الظلام وايتام الطاغية ..

صحيفة واشنطن بوست الامريكية طلعت علينا بحديث عن قائد "جيش عمر" تشديده على أن إيران هي العدو الحقيقي لتنظيمه، واعترافه بأنه قتل بيديه كثيرا من الشيعة الذين نعتهم بأوصاف سيئة، داعيا إلى "تخليص المجتمع منهم بالقضاء عليهم تماما"!!، وتأكيده أنه لم يشترك منذ دخول القوات الأميركية العراق بأية عملية ضد هذه القوات !!.وقال تقرير للصحيفة الأميركية صدر السبت إن من قالت إنه قائد جيش عمر الذي يبلغ الـ 37 من العمر والذي يرفض الإفصاح عن اسمه مكتفياً بكنية أبو سرحان أبدى كرها شديداً للحكومة العراقية وإيران طوال لقائه بمراسل الصحيفة في بغداد، وأكد أن العرب السنة يشنون حربا أهلية راسخة وعميقة ولا هوادة فيها ضد الشيعة.وينعت أبو سرحان للصحيفة الشيعة بألفاظ نابية، مشدداً على ضرورة القضاء التام عليهم، وقال إنهم ما زالوا يقيمون العزاء على شخص قتل قبل 1400سنة، في إشارة منه إلى إحياء ذكرى عاشوراء.والامر لايحتاج الى دليل في كون قوى الارهاب لاتستهدف القوات الاجنبية اصلا ،وقد اعلنوا مرار وتكرارا انهم في هدنة مع تلك القوات ،وان قتالهم منصب اصلا ضد الشيعة وضد الحكومة كونها (شيعية) وهم يعلمون بان ذلك محض افتراء لكون الحكومة قد تاسست على اساس المشاركة وان نسبة النصف منها هي سنية اذا اخذنا بالحساب الذي يختبؤون خلفه ،فيما دعت كافة القوى الوطنية الى المساهمة في بناء الدولة العراقية الجديدة بغض النظر عن الاستحقاق الانتخابي ..

اعتراف هذا الارهابي بانهم يستهدفون القضاء على اكبر فئة من مكونات الشعب العراقي ،وانهم لم يصطدموا مع القوات الامريكية منذ دخولها العراق ،وفي صحيفة من كبيرات الصحف الامريكية ،لهي رسالة واضحة للادارة الامريكية وللعالم بان وراء تشكيل القاعدة هدف خطير غايته الابادة الجماعية لشعب والتصفية العرقية لاكبر مكون من مكونات الشعب العراقي ،وتلك جرائم دولية ينبغي على مجلس الامن والامم والمتحدة ومنظمات حقوق الانسان الاهتمام بها ،لكونها تستهدف الانسانية والامن الدولي ،لاسيما وان وراءها دولا معروفة كسورية التي تؤكد الادارة الامريكية ضلوعها في تجنيد الانتحاريين وتصديرهم مع تصدير الاحزمة الناسفة والمفخخات الى العراق ،وان عدد كبير من الارهابيين ممن قبض عليهم هم من سوريا ..اما عن الدور السعودي في العراق فقد قالت صحيفة لوس انجلوس تايمز الامريكية في عددها الصادر الاحد الماضي ان مسؤول أمريكي أوضح ان المتطرفين السعوديين يشكلون اكثر من نصف المقاتلين الاجانب في العراق، ويجندون كثير من الانتحاريين. وأوضحت الصحيفة انه طبقا لما قاله ضابط عسكري أمريكي كبير، لم تكشف عن اسمه فإنه " على الرغم من ان مسؤولي ادارة الرئيس الامريكي جورج بوش كثيرا ما هاجموا سوريا وإيران بتهمة مساعدة المتمردين والميليشيات المسلحة في العراق، الا ان العدد الأكبر من المقاتلين ومنفذي العمليات الإنتحارية من الاجانب في العراق ياتون من جار ثالث، هو السعودية."وأشارت الصحيفة إلى أن هذه هي المرة الاولى التي يوضح فيها مسؤول امريكي رفيع الدور الذي تلعبه السعودية في التمرد السني في العراق.وقال المسؤول ، حسب الصحيفة ، ان" 50 % من مجمل المقاتلين السعوديين الذين ياتون الى العراق ينفذون عمليات انتحارية وانه في الشهور الستة الأخيرة قتلت هذه التفجيرات وجرحت أربعة ألاف عراقي."وتشير الصحيفة الى ان هذه الحقيقة وضعت الجيش الامريكي في موقف حرج لان غالبية المقاتلين الاجانب مصدرهم من اكبر حليف في المنطقة، لا يستطيع منع مواطنيه من الذهاب الى العراق وتنفيذ هجمات دامية.كما قالت الصحيفة ان الحكومة السعودية ربما تتواطئ في إرسال المتطرفين لإرتكاب هجمات ضد القوات الأمريكية، والمدنيين العراقيين والقوات الحكومية.واستعرضت الصحيفة تاريخ دور المخابرات السعودية في تجنيد وتمويل المتطرفين للذهاب الى افغانستان في وقت الاحتلال السوفييتي، وبدعم من الولايات المتحدة. وقالت ان " المخابرات السعودية نفسها تبنت رعاية اسامة بن لادن (زعيم تنظيم القاعدة)، وان السعودية كانت مصدرا بشريا وماليا كبيرا لتنظيم القاعدة.وقالت الصحيفة ان هذا التنظيم يعتمد في عمله في بغداد وغيرها من مناطق العراق على الهجمات التي ينفذها اجانب، وهذا ما لا يستطيع العراقيون تحمله، فتندلع حرب اهلية طائفية وهو ما يريده عناصر هذا التنظيم.وتقول الصحيفة ان السعودية تعترف بان بعض مواطنيها ينفذون عمليات انتحارية في العراق.

الى ذلك قال مستشار الأمن القومي موفق الربيعي إن أعداد السعوديين الذين تمت محاكمتهم في العراق تجاوز 160 سعوديا وان هناك المئات منهم ينتظرون المحاكمة. وعن الحصيلة الرسمية لأعداد السعوديين في العراق قال الربيعي إن " أعداد السعوديين في العراق يتجاوز المئات وان كثيرا منهم قتلوا في هجمات انتحارية وهناك عدة مئات لازالوا بالسجون والمعتقلات العراقية بخلاف من تم قتلهم خلال الأعوام الأربعة الماضية..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
samir
2007-07-20
انا كرجل امي اعرف حق المعرفه ان الوهابين السعودين هم راس بلاء كل العالم الاسلامي منذ ات تولى نظام الا سعود السلطه ولعراق اعتقد يدخل ظمن هذا المخطط السعودي فما الجديد في هذا الخبر
عباس لطيف الادريسي
2007-07-20
اين احرار السنه وقادتها ومفكريها ومثقفيها من كلام هذا القزم الذي يتباهى بقتل الشيعة بيديه وانه لم يقوم باي عمليه ضد القوات المحتله وان ايران هي العدو الرئيسي للسنه وان السنه يشنون حربا اهليه للقضاء على الشيعه نقول لو كانت العمليه معكوسه وصرح احد افراد الطائفه الشيعيه ولانقول احد المسؤلين لاننا متاكدون بان اي شخص من اتباع اهل البيت لايقول ذلك لقامة القيامه في كل التجاهات وظهر الدليمي والهاشمي والضاري على الجزيره وقالوا ان السنه تتعرض الى الموت والدمار اما بخصوص ذلك فهو كلام لايجرح المشاعر
الحمداني
2007-07-19
ولا يوم واحد سمعنا من حكومتنا الموقرة فد كلام ولو صغير عن السعوديين الأجلاف الأنجاس الذين مازالوا يقتلون الأبرياء من شيعة أهل البيت عليهم السلام ومن واجب الحكومة أن تعلن بصريح العبارة عن هؤلاء المجرمين القتلة وياريت يعدمون أمام الملأ وفق محاكمات عادلة وليكونوا عبرة لمن أعتبر ولا نعرف ماهي الصفقة التي ذهب بها مسؤول الأمن القومي السيد موفق الربيعي وشكرآ.
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك