المقالات

زعامات ( ديماغوجيه )

1427 2014-06-06

كاصد الاسدي

غريب عالم السياسة , صراعات ,نزاعات , مزايدات , ومما يزيد الاستغراب والدهشة هو تناقض الآراء 
في هذه الأزمنة المليئة بالغرائب, المتخمة بالمفاجآت, حيث كثرت فيها شخصيات غريبة الأطوار, عجيبة في تصرفاتها ومزاجها . يخيل إليك وأنت تستمع إلى حديثه, إن الحكمة قد ملأته من رأسه إلى أخمص قدميه, وأن الطيبة فاضت من قلبه كما هو ماء الينبوع . 
فيحدثك بلسان الواعظين ومنطق الحكماء والمصلحين ,وأحيانا يصورُ لك نفسه من دهاقين السياسة ودهاتها
( يريك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب ) ( سيف مسلول يعجب منظره ويقبح أثره) 
وأنا انظر إلى هذه الشخصيات المزدوجة تبادر إلى ذهني مصطلح (الديماغوجية ) . 
ومع إن علماء السياسة قد فسروا معنى هذا المصطلح, بأنه خداع الجماهير ,وتضليلها بالشعارات والوعود الكاذبة . فبالإمكان أن نضيف شيئا آخر فالخداع بالمظهر والمنطق وحتى الملبس وفلسفة الكلام . يقع في إطار هذا المصطلح الديماغوجية.
والكلمة من أصل ( ديمو ) الشعب و( غوجيا ) قيادة . وهي إستراتيجية لإقناع الآخرين بالاستناد إلى مخاوفهم وأفكارهم المسبقة إضافة إلى أنها سياسة الحصول على السلطة والكسب للقوة السياسية من خلال مناشدات المتحيزات الشعبية معتمدين على مخاوف وتوقعات الجمهور المسبقة , عادة عن طريق الخطابات والدعاية الحماسية , محاولين إثارة عواطف الجماهير 

والمعروف إن الديماغوجي, يسعى لاجتذاب الناس إلى جانبه عن طريق التملق وتشويه الحقائق 
ما نراه إن هذا الزمن, قد كثرت فيه هذه الصور وباتت موزعة في كثير من مواقع المجتمع, كما ازداد في هذه الأزمنة محبوا الزعامة والوجاهة والمتصدون والمتسلقون إلى المواقع والباحثون عن الإمارة (ولو على الحجارة ) كما يقول المثل الشعبي 
هذه النزعة تعد من سمات هذا الزمن وصوره الأكثر بروزاً , أصبحت قوية وواضحة في هذه الحقبة بالذات وربما لها ما يعللها ويفسر أسبابها وفي مقدمتها غياب المعاييرو انعدام كافة مقومات تقييم الشخصية المجتمعية 
الصحيحة . وانكفاء أصحاب المواهب والكفاءة ,حتى أراد العصفور أن يصبح نسراً كاسراً ( وردتك رجل يكعيم عن وحشة الليل ) 
وربما السحر المادي دفع بكل من هب ودب للبحث عن موقع ويحضى بالامتيازات , ونافسوا بذلك أهل الخبرة والمقدرة . لان الأبواب مشرعة لمثل هذه الشخصيات, كي تزاحم وتبحث عن الزعامة والوجاهة ولو عند 
قاريي الكف أوقارئة الفنجان . فقد يسعفه الفنجان بالأمل ويدفعه ويشحن همتهُ بالجرأة ويندفع معتقدا أنه بحق من أهل السيادة والوجاهة والمقدار. 
فعصرنا مأساوي جداً, وكأننا نعيش في غابة وفق منهج البقاء للأقوى, وهذا ما يتنافى مع فوانيين البشرية التي تروم العيش بوئام وسلام عندما يكون الأصلح خيارها , حيث أصبح عصر طلب الإمارة والبحث عن الألقاب , واختلط الحابل بالنابل إلى أن طفت على السطح اغلب المتضادات . زمن امتزج فيه الغث بالسمين , واقترن الفنجان وتعاليم الدين بالخرافة والعلم بالشعوذة ,والباروسايكولوجي بقراءة الكف .
أما العلم والعلماء, والأدب والفن , والفراغ المناسب ومن سيشغله اعتقد أصبحت من الشعارات المؤجلة واخشي أن أقول معطلة .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك