المقالات

من يصنع الازمة


فضل الشريفي

ان صناعة الاستبداد والتفرد بالسلطة تأتي من توافر مجموعة عوامل ولعل أهمها هو وجود مجتمع يتزلف ويتملق للحاكم ويجعل منه رمزاً إضافة الى محاباة ومجاملة وسائل الإعلام لذلك الحاكم، ناهيك عن سكوت القضاء عن الجرائم المرتبكة. 

للأسف اثناء قراءتي لردود افعال المجتمع قبيل الانتخابات وبعدها وجدتها تنذر بكارثة فالمجتمع منقسم بين من يضع مصلحته ومنافعه الشخصية فوق كل اعتبار حتى لو كان ديني، أخلاقي، إنساني، وهناك من يعيش الوهم والخوف لذلك انتخب وفق رؤية طائفية اي ان الحاكم الذي ينتمي الى طائفته هو خير من يمثله غير مكترث لعدالة ونزاهة ذلك الحاكم، وهنالك فريق آخر ذاب وانصهر في الايدلوجيات الحزبية والفئوية وهو ينعق خلف رؤسائه لذلك لا يرى أحد على حق إلا حزبه وكتلته والآخرين كلهم على باطل متناسيا ان العملية السياسية عملية تكاملية يأخذ كل ذي حقه مع احترام حقوق الآخرين فإذا كنت تُخّون الجميع مع مَن تبني الوطن.

في المجتمعات العالمية يصبح الحاكم رمزا ً حينما يعمل جاهداً على تحقيق الانجازات التي تخدم بلده، وهي انجازات حقيقة على ارض الواقع منها: تخفيض مستوى الفقر والعمل على رفع دخول الطبقات المحرومة بانتهاج نظام اقتصادي صحيح والتعايش مع المجتمع وعدم التعالي عليه والتخلي عن السلطة حال انتهاء الفترة الرئاسية رغم الانجازات المحققة، اما في مجتمعنا يكون الرمز رمزاً فقط لكونه يدغدغ عواطف الجمهور بخطاب ينقصه التطبيق.

أضرب لكم أمثلة من دول يسكنها بشراً مثلنا استطاعت ان تنتج رموز حقيقية منها الاوروغواي التي انتجت خوسيه موخيكا والبرازيل التي انتجت لولا دا سيلفا والشواهد كثيرة، هذه الدول انتجت حكام عادلين لأنها لا تطبل وتزمر للحاكم لكي لا يكون ديكتاتورا، لذلك إذا أراد مجتمعنا انتاج رمزاً حقيقياً عليه ان يغير ما بنفسه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك