المقالات

هل فاز المالكي وهل خسر المجلس الأعلى ؟

1762 19:31:35 2014-05-23

هادي ندا المالكي

انتهت الانتخابات النيابية بدورتها الثالثة وأعلنت المفوضية العليا للانتخابات نتائج الكتل والقوائم وعرف كل مجتهد ومزور نصيبه وبقي حلم تغيير النتائج من خلال تقديم الطعون امر يشابه ماء السراب لمن يعتقد انه غبن او أجهضت أحلامه او سرقت أصواته.
وحتى موعد اعلان المفوضية وتجاوبها مع الطعون من عدمه فان حالة الشد والجذب والتسقيط والحرب الاعلامية وبث الاشاعة ورفع الروح المعنوية تبقى السمة البارزة للمرحلة الحالية والمستقبلية وهذا المعنى يتجلى في ابلغ موقف في حالة الحرب النفسية التي تتبعها الماكنة الاعلامية لدولة القانون في التاثير على الاطراف الاخرى وفي رفع الروح المعنوية المنهارة لكوادرها وقياداتها وهي تمني النفس بما يشبه المستحيل من تحقيقه وهو الاغلبية السياسية التي انهارت بعد اعلان النتائج وبعد التاكد من حالة الرفض المطلق للمالكي من قبل جميع الاطراف الاخرى والتي تمتلك الاغلبية المريحة.
ماكنة المالكي الاعلامية التضليلية تمارس مهمتها بشكل متميز وعلى اكثر من صعيد وبطريقة تبادل الادوار بين العراقية والشرقية والديار وعشرات المواقع والوكالات،واكثر الاطراف التي يتم استهدافها هو المجلس الاعلى الاسلامي العراقي وليس اي طرف اخر لعلة في نفس المالكي وحزبه وماكنته الاعلامية وخوفهم المتجذر من ان يتصدى المجلس الاعلى للمرحلة المقبلة يساعده على هذا التصدي مقبوليته من قبل الجميع وصعود منسوب مقاعده مقارنة بما تحقق للماكي وقائمته.

وحتى نكون منصفين ويكون حديثنا مشفوعا بالارقام نجد ان المالكي هو الخاسر الاكبر ونجد ان المجلس الاعلى هو الرابح الاول وهذه هي الاسباب،اولا لان المالكي كان يبشر بحكومة اغلبية سياسية وهذه الاغلبية تحتاج الى فوز كاسح من قبل المالكي وحزبه ولهذا فقد اعلن هو وجماعته انهم سيحققون اكثر من مائة وعشرون مقعد غير ان الرقم النهائي كان اقل بكثير مما خطط له وثانيا ان تفكير المالكي بالاغلبية انما يعود لقناعته برفض الجميع له وبالتالي فان حصوله على اكثر من مائة مقعد كان سيجبر الاخرين على الرضوخ او كان سيمكن المالكي من التحالف مع قوائم صغيرة ويترك القوائم الكبيرة وحتى هذه اللحظة فان احلامه في طريقها الى التبخر،الامر الاخر ان المالكي خسر رغم انه سخر كل امكانيات الدولة المالية والمعنوية والبشرية وخسر مع كل ما منحه من اموال بلغت مليارات الدنانير ومع توزيع مئات الالاف من السندات الوهمية والحقيقية ومع تعيين عشرات الاف من المعدمين والجياع في حكومة لم تعرف كيف تقود نفسها على مدار ثمان سنوات،اما المجلس الاعلى فان مشروعه السياسي هو من فاز بدليل انه لم يوزع قطعة ارض واحدة ولم يعين شخصا واحدا ولم يعد ارملة او ثكلى باموال وجنات وعيون،

الامر الاكثر مصداقية في عنوان الفوز هو عدد المقاعد وبحساب بسيط هو ان المالكي كان يملك 89 مقعد ومع الصيادي وبدر يكون عدد مقاعد دولة القانون 94 مقعد وبالتالي فان دولة القانون مع كل هذه الجعجعة والضجيج ربح مقعد واحد في الاجمالي وخسر عشرات المقاعد في الحقيقة لان ما تحقق لبدر امر انفجاري بعد ان ارتفع من اربعة مقاعد الى 22 مقعد وبالتالي فان تفكك دولة القانون سيجعله اقل الكتل وبشهادة قياداته وهذه ازمة ستنفجر قريبا والمالكي يعرفها اكثر من غيره،اما المجلس الاعلى ورغم عدم مشاركته في الحكومة السابقة ورغم انه كان مُحاربا فانه تمكن من مضاعفة عدد مقاعده بعد ان حولها من 17 مقعد الى 31 مقعد مع كل الظلم والاقصاء والتزوير وسلب الحقوق.

من حق دولة القانون ان ترتعد وتخاف من المجلس الاعلى كونه الكيان الوحيد الذي ضاعف غلته وكونه الوحيد القادر على جمع الاضداد وكونه الوحيد القادر على لم الشمل وكونه الوحيد الذي يحظى بمقبولية الجميع وكونه الوحيد الذي لن يسمح للمالكي بجر العراق الى حافة الانهيار او التقسيم.
فاز المجلس الاعلى لانه يمتلك مشروع حقيقي وخسر المالكي لانه زرع الفشل وحصد الندم ولن يكون بمقدور المسلة والعراقية تغيير الواقع حتى لو تفننتا في اختراع الاكاذيب وتزيينها بالقوائم الصغيرة والاذناب.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك