بقلم : ناهدة التميمي
كلما قفزت الى ذهني فكرة وقررت الكتابة عنها احجمت وتقاعست وتماهلت معللة نفسي بالف عذر وعذر لكي لااكتب واترك الفكرة .. وقد لاحظت ان الكثير من الاقلام الوطنية قد تراخت ولم تعد تكتب بنفس الحماس والقوة حتى ظننت انهم ( من باب الطرفة ) يريدون التشبه باسامة انور عكاشة او نجيب محفوظ الذي كان لايكتب الا مقالا واحدا في الاسبوع ولايزيد عليه.
ولكن مايجري في العراق يجبر كتابنا على التفاعل وبشكل يومي مع احداثه الغريبة والتي يشيب لها الولدان. احيانا اتساءل لماذا اكتب ولمن ..؟ ومن الذي يقرأ من سياسيينا ممن هم على استعداد لان يضحوا بكل الشعب العراقي لعيون المجاملات والمحاباة والمحافظة على الامتيازات.. ثم مالبثت ان عرفت السبب.. انه الشعور بالمرارة والاحباط والخيبة بعد ذلك الفرح الغامر والشعور بالنصر العارم يوم سقوط الطاغية وزوال حكمه الجائر مع جلاوزته.انه الشعور بالالم ممن سرقوا الفرح من قلوبنا وتفهوا هذا الحدث العظيم في حياة العراقيين وقزموه .
لقد حول سارقوا الفرح احلى امالنا وتطلعاتنا وفرحنا العارم بالخلاص الى غصة وعبرة وحسرة والم .. فعندما نرى اسر الفقراء والشهداء والضحايا مهجرة داخل وطنها ومحاصرة بالفقر والجوع والمرض والجهل والخوف وعدم الامان, ذلك يسرق الفرح من قلوبنا . وعندما نسمع موفق الربيعي يصرح انه مع الوهابيين الذين يستبيحون دماءنا في خندق واحد ويشكر السعوديين الوهابية على دعمهم للحكومة العراقية ربما بالحمير المفخخة والمتلفزة, ذلك يسرق الفرح من قلوبنا ..
وعندما نرى ان الاحزاب التي انتخبناها لم تكن بمستوى المسؤولية .. او عندما نرى نواب يفترض انهم احرص الناس على مصالح الناس يستغلون مناصبهم لذبح الشعب وعرقلة مسيرته , ذلك يذهب بالفرح بعيدا عنا .. وعندما نرى الارهابيين وهم يذبحون البسطاء ويهجرونهم من منازلهم ويساعدون المحتل على العزل الطائفي والعرقي كمقدمة للتقسيم .. او الذين راحوا يشعلون الفتن في مناطق الجنوب الامنة ويقتلون ابناء جلدتهم لاسباب غير مفهومة او يطردون القوات اليابانية او الدنماركية المسالمة التي جاءت لمساعدتهم على تعمير مدنهم الخربة لاسباب غير مفهومة ايضا .. ذلك قطعا يسرق الفرح من قلوبنا .. وعندما نرى القوى التي استأمناها على مصيرنا ومقدراتنا وحياتنا تتنازع بينها على المناطق والشوارع والمدن وتهجر او تطالب بتهجير مواطنين مدنيين وكاننا بحاجة الان الى مزيد من المهجرين والمشردين والفقراء ذلك يسرق الفرح من قلوبنا لان العراق منذ الازل اسمه بلاد مابين النهرين ويفترض ان يكون سكنا امنا لكل القوميات والطوائف والاديان لان الله سبحانه وتعالى اراد للعراق ان يكون متعدد ولذلك جعله على هذه الشاكلة .
لم اعد اهتم كثيرا باخبار القبض على الارهابيين لعلمي بانهم سيطلق سراحهم قريبا معززين مكرمين ولم اعد اهتم باخبار تطهير المناطق لان قناصي الدورة وحي الجهاد مازالوا فاعلين منذ سنتين ولم يتخذ اي اجراء ضدهم ولم اعد اهتم باخبار تامين الطرق البرية لان مذابح الشيعة ومقاتلهم فيها شاهد على تكذيب هذه الانباء اي شيء يثير الفرح فينا .. الفقر ! الجهل العوائل المشردة ! البطالة ! ارتفاع الاسعار الجنوني ! الذين يعيشون على المزابل ! الديون , ام المشاريع الوهمية ! الارهاب ! الفساد المستشري والذي نخر الضمائر والعقول قبل ان ينخر ميزانية المواطن البسيط والذي لايكاد يجد قوت يومه .. خيبة الاحزاب وتصارعها على المغانم حتى ضمن الكتلة الواحدة دون الالتفات الى مصالح الناس .. الدمار.. التفجيرات.. الشهداء والقتلى .. الفساد والمفسدون .. كل هؤلاء هم سارقوا الفرح من قلوب العراقيين الذين انتظروه طويلا ولم يأت.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)