عبد الكاظم حسن الجابري
يمثل القصص القرآني منهلا مهما للحياة الإنسانية فالقران الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, باقي ما بقي الدهر.
القصص القراني يعطي دروسا مهمة, تفيد المجتمع لكي يرتقي نحو الافضل والأكمل.
ففي سياق القصص القرآني, يذكر القرآن الكريم قصة البقرة, وكيف انه أمر بني اسرائيل بذبح بقرة, "إن الله يأمركم ان تذبحوا بقرة", ولم يحدد الحق تعالى نوع وماهية تلك البقرة, فلو قام بني اسرائيل بذبح اي بقرة, لانتهى الامر ورفع التكليف.
لكن بني اسرائيل, وبسبب نواياهم السيئة, طلبوا ايضاحات تفصيلية, فلما تشددوا على أنفسهم, شدّدَ الله عليهم في المواصفات, فطلبوا لون ومواصفات البقرة, حتى ضيقوا الأمر على انفسهم, وصارت مواصفات تلك البقرة معضلة كبيرة لبني اسرائيل.
هذا المثل والقصص ينقلنا لواقعنا اليوم, وخصوصا اننا مقبلين على عملية انتخابية مهمة, قد تغيير وجه العراق للمستقبل القادم.
فالمرجعية الدينية, وهي الوارث الشرعي لسيرة النبي والمعصوم عليهم السلام, طالبت بالتغيير, وقالت المرجعية في بياناتها بضرورة التغيير, وعدم انتخاب الفاسد, وعدم تجريب المجرب, وعدم انتخاب من ينظر مصلحة حزبه فقط.
ويبدوا ان المطالبة بالتغيير, من قبل المرجعية ومضاف لها عدم استقبالها للشخصيات الحكومية, دليل على عدم رضاها عن هذه التشكيلة, فمن غير المعقول ان المرجعية الرشيدة وهي مؤسسة العلم والعقل, تطالب بالتغيير ان كان الواقع الحالي سليما.
ان مطالب المرجعية واضحة, ولا تحتاج تأويلات او تكهنات, فالبعض اخذ بالتخرص والتقَوّلِ على المرجعية, بأنها غير واضحة وان المرجعية, ماذا تقصد؟ وماذا تريد؟ كل هذا التشدد في فهم راي المرجعية, يذكرنا بموقف بني اسرائيل, في قضية البقرة.
موقف المرجعية لا يحتاج الى تأويلات, فالأمر واضح, وكما يقول علماء الاصول "توضيح الواضحات من اشكل الاشكاليات"
المرجعية طالبت بالتغيير ووضعت محاور مهمة لذلك, وهذا الامر مفروغ منه, وعلى الناخب والمكلف ان ينظر ويقرأ مواقف المرجعية الابوية دائما, من خلال التلميح وليس التصريح, فالمرجعية في الوقت الراهن ترى ان المصلحة في عدم التصريح, وعلينا كأتباع لتلك المرجعية ان نفهم ما تريده من خلال تلميحاتها.
https://telegram.me/buratha