المقالات

الإعلام العراقي " لا للصوت الصريح "


عبدالناصر جبار الناصري

لن أتحدث عن مماراسات ومشاهدات وأقوايل وإشاعات بحق الإعلام العراقي بل أتحدث عن تجربتي الشخصية مع أغلب القنوات العراقية التي إستضافتني في التحليل السياسي 
أغلب قنواتنا العراقية لم تستضف ضيفا غير معروف من قبلها ولم تعرف ولاءاته وإتجاهاته وإن فعلت فهي تعطيه فرصة واحدة ولم تعد الكرة مرة أخرى معه لأنها عبارة عن دكان يتعامل مع زبائن مهمتهم الأساسية أرضاء هذه الجهة السياسية وإغاضة الأخرى وتلميع صورة هذا الشخص وإسقاط تلك الشخصية بغض النظر عن المصداقية والمهنية وقول كلمة الحق 
أنا أحد الضيوف الذين لايؤمنون بهذا المبدأ فأنا لاأفارق قول كلمة الحق ولم أستطع أن أخفي معلومة حتى لو تعارضت مع منهج وسياسة القناة وهذا ماجعل أغلب القنوات العراقية أن تبتعد عني رغم وجود أرقام هواتفي لديها لكنها وضعت مئات الخطوط الحمراء تحت أسمي 
هذه القنوات تبحث عن المحللين الطائفيين من الذين أطلقت عليهم تسمية " المحللين السياسيين " الذين يساهمون في زيادة لهيب النار التي تحرق العراق فهؤلاء مهمتهم الأساسية إعطاء المبررات الكافية لقرارات الحاكم ومساندة الآراء الموالية له فهؤلاء نراهم يخرجون من قناة ويدخلون في أخرى حتى بتنا نشاهد وجوههم تتكرر كل مرتين في الساعة ! في حين تتعرض الأصوات اللاطائفية والأصوات الصريحة التي تقول كلمة الحق الى حصار إعلامي شديد 
بفضل المحللين الطائفيين أصبح الشعب العراقي ينزف طائفية وأفكارهم المسمومة إنعكست شيئا فشيئا على الشعب حتى بات الصوت الطائفي هو الأقوى لدى المتلقي العراقي وهذا خطر كبير يهدد الحياة الإجتماعية العراقية 

ماكان للعراق أن يتعرض الى هذه المنزلقات الخطيرة لولا وجود هؤلاء الذين يقرعون طبول الحرب الطائفية على مسامع الشعب وماكان لهؤلاء أن يبثوا سمومهم لولا التحالف المعلن بينهم وبين تلك القنوات التي تعمل سوية من أجل طمس رقي العراق وتألقه من جديد 

أما نحن فنراهن على مايسمى بالقنوات المستقلة لكن هذه القنوات للأسف الشديد هي الأخرى بدأت تحاصر أصحاب الكلمة الصريحة فهي لاتسمح للضيف أن يؤشر بشكل مباشر على من كان السبب في دمار العراق وهي لاتسمح للضيف أن يكون صريحا بدرجة مئة بالمئة أثناء حديثه فهي تطلب منه أن " يرواس " حديثه فلاتريد منه أن يحمل جهة دون جهة ولاتريده أن يحمل المسؤولية الى طرف دون طرف آخر 
تصرفات هذه القنوات المستقلة جاءت لسببين الأول هو تعرضها الى ضغوط كبيرة من تلك الجهات أو إنها إنجرت للدفاع عن الوضع الحالي وبالتالي فهي تصبح منضوية تحت لواء زميلاتها من تلك القنوات الحزبية المعروفة بطائفيتها وأساليبها التدميرية 
لو سمحت لي هذه القنوات وأكثرت من أستضافتي وإستضافت من هو على شاكلتي من الصراحة وقول كلمة الحق بأسلوب " طك بطك " لما وصلنا الى ماهو عليه الآن 
أقول هذا الكلام ليس لكوني مصاب بداء العظمة ولا لكوني الأعلم والأفهم لكني أعرف بأن العراق الجديد تحكمه الآن وسائل الإعلام فقط وهو خال من البرامج والقوانين فنحن نشاهد اليوم إن أغلب القرارات التي تتخذها السلطة الحالية هي نتيجة فكرة يطرحها أحد الضيوف في القنوات الفضائية إضافة الى أن أغلب ساسة العراق الجدد هم نجوم صنعتهم هذه القنوات فاليوم الناخب العراقي لم ينتخب المرشح الذي ليس لديه حضور إعلامي واضح , ونلاحظ أيضا أن المرشحين الذين يخرجون على شاشات القنوات هم الأوفر حظا للفوز وهم ليس بحاجة الى إعلانات كبيرة فهم في نظر الناخب نجوم لابد من إنتخابهم بغض النظر عن برامجهم وترصفاتهم الأخرى 
إننا نناشد أصحاب تلك القنوات المستقلة التي نراهن عليها ان تلتفت لأصواتنا فهي خالية من سموم الطائفية وممتلئة بقول كلمة الخير و تدعو الى إشاعة روح التسامح والوحدة والسلام .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك