المقالات

العراق والعودة الى حضن البعث!


مجيد الموسوي

تكتب الشعوب تاريخها بالتضحيات، لتبقى رقم على خارطة الوجود الإنساني، وتشكل علامة يقف عندها من يبحث عن وفي التاريخ، لتنطلق منها أجيال تفاخر أجيال بان الحياة تصنع ولا تمنح، وهي ضحت لتصنع الحياة. 
لا ينكر أحد على الشعب العراقي، وبالخصوص أغلبيته السكانية والكرد، السنين العجاف التي كان أراذل البشر، من يصدرون شهادة حسن السيرة والسلوك للأخيار، أو يحددون المادة القانونية للتهمة الموجهة لابن البلد، ممن حفظ وجوده وشرفه في أتعس وأقسى الظروف. 
كانت تلك الحقبة بكل ما فيها تعبر عن اختبار حقيقي للرجال، وأشباههم، حيث رقص كثير على مسرح الرذيلة، التي يديره السلطان وأذنابه، منهم من كلف بواجب خارج البلد ليخترق جسد المعارضة، ومن بقي هنا يعرف الشعب العراقي، ما فعل هؤلاء، وكيف تمادوا في رذائلهم بحق العراق وشعبه. 
بعد التغيير الذي حصل على يد أسياد البعث ومؤسسية، استبشر الشعب وعلى مضض وعلى سياق (شجا برك على المر...)، إلا من لم يقرا المشهد بصورة صحيحة، ويفهم الحدث كما هو، ودفع الشعب الضحايا من جديد، في مواجهة أجندة خبيثة يقودها المحتل وأذنابه في المنطقة، حتى وصل الآمر إلى تشكيل حكومة عراقية بإرادة شعبية من خلال الانتخابات، صححت فيها معادلة ظالمة حكمت البلد لعقود من الزمن. 

لكن الحكومة الدائمة التي شكلت هي الأخرى بنفس الطريقة، انحرفت وتناست التضحيات، وبدأت تستخدم القوانين التي سنت، لغرض وضع الأمور في نصابها الصحيح، في المساومة والصفقات، حتى وصل الحال لتشكيل وزارة المصالحة الوطنية تعني بشؤون المجرمين، بالمقابل هناك مؤسسة فقط تعنى بشؤون الضحايا...! والنتيجة أعيد من أجرم وانتهك الحرمات، ليتولى أهم وأخطر المواقع في الدولة، ويدير الملفات التي تتولى الحفاظ على الأرواح، التي أزهقت على أيديهم بالأمس، والغاية والشعار المرفوع (المصالحة الوطنية). 

ولم يسجل التاريخ أن الضحية تصالح وتكرم الجلاد، ممكن أن تعفوا، لكن لا يمكن أن تعيد جلادها إلى موقعه، إلا في العراق فالأمر انعكس بشكل كامل، لا يقره دين ولا خلق ولا فكر.  حتى الدول التي نتهمها بالإلحاد والزندقة، لم تعامل جلاديها ومجرميها بمثل ما عوملوا بالعراق، وألمانيا وتعاملها مع النازية، مثال عالمي على التعامل مع المجرمين، فكيف بنا ونحن نسمع ونقرا، (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِين)، السماء تخير الضحية بين الصبر أو الثأر، الجلاد في العراق فقط يكرم. 

هذا يقبل تفسير واحد ولا يصمد أي تفسير غيره، وهو أن البعثيين وأجهزة النظام البائد أدمنوا الخدمة، وأجادوها، لا يمنعهم منها دين أو مبدأ أو خلق، لذا هم خير أدوات، بيد من يريد تشكيل ديكتاتورية وحكم انفرادي ومستبد. 

وهذا يوضح للشعب حقيقة من يحكم اليوم، أن كان يستخدم العقل للتفكير، وقراءة المشهد، أما إذا ظل البعض يستخدم الإذن للتفكير، فلا نمني النفس بغد خالي من التسلط والانفراد، ويستغفلوا الشعب بشعارات المذهب، وسواها ممن لا يؤمن بها من سلط الجلاد على الضحايا من جديد...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
علاء
2014-04-25
ويا لها من احضان دافئة ينعم فيه المواطن احلا لياليه ههههههههه
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك