المقالات

الغبي والنفعي والحرامي


قاسم ال بشارة

كما أن الصفة تدل على الموصوف، والفعل يدل على الفاعل، فالولاء يدل على الموالي، لذا قالوا (المرء على دين خليلة)، وهذا القياس يحل الكثير من الإشكالات التي نقلها التاريخ، من ترك علي بن أبي طالب ليوالي ويبايع الأول، ليوصي للثاني، ويشكل فريق ليختار الثالث، لم يوالي يوما أو يعرف على نهج وعلى وبالتالي لم يعرف الرسول الكريم، والنتيجة لم يعرف الذات الإلهية مطلقا، وارتداء رداء الإسلام كان لهدف آخر، ومن تبعه ووالاه أما غبي أو منتفع أو حرامي.

في مرحلة تولي البعث ألصدامي لأمور البلاد، والدمار الذي ناله الوطن والمواطن على أيديهم، كان البعض يدافع عن البعث وحكمه، ويحاول بشتى الطرق نفي كل حقائق الفساد والإجرام، التي تحصل على مرأى ومسمع الناس.  كم تحاول إقناعه لكنه يصر على أن إيران، هي من اعتدت على العراق، ويقسم أغلظ الإيمان على أن الهدام وحزبه يدافع عن الوطن في غزوه للكويت، وان معارضيه ومنتقديه هم عملاء وجواسيس ينفذون أجنده معادية للوطن والمواطن، أو طامعين في السلطة، لا يبقى أمامك إلا أن تركن لقول أمير المؤمنين (ما جادلني عاقل إلا غلبته وما جادلني جاهل إلا غلبني)، وتحمد الباري وتثني عليه، الذي منحك العقل لتفكر به، ومنحك الإذن لتسمع ولا تفكر بها، والعين لترى بها الأشياء وتحكم عليها، فـ (بين الحق والباطل أربع أصابع).

حال هذا النوع من البشر ممن ينتمون ويدافعون عن البعث واحد من الأصناف الثلاثة (غبي أو منتفع أو حرامي)، وعندما نتابع هذه التصنيفات نجدها ماثلة في هؤلاء.  حيث يروي أحد الإخوة أن بعثيا في منطقته، كان لديه ولد هرب من الخدمة العسكرية، وقام رفاقه باعتقاله، وعندما زاره للسجن، وشاهد حالته المزرية، عاد يروي لهذا الصديق حال ولده، ويسأل ويجيب نفسه (أكيد السيد الرئيس ما يعرف بحال الناس هذا...!)، وبعد فترة انتحر هذا الرفيق لصدمته، عندما اكتشف حقيقة البعث. إلى هذه الدرجة وصل الغباء بالرفاق، حيث يحاول أن يبرئ رأس الجريمة من جرائمه، هذا مثال واضح على غباء هؤلاء. 

وهناك أمثلة لا تعد ولا تحصى، على مؤيدي البعث ألصدامي من اللصوص، أما النفعية والانتهازية، فقد اتضحت بشكل جلي بعد سقوط النظام، حيث تقرب هؤلاء إلى المحتل، وعمل الكثير منهم معه، وحصلوا على استثناءات لاستلام مواقع مهمة في الدولة.
وبعد انسحاب المحتل، وتشكيل الحكومة الدائمة، كرر الحاكم اللعبة، وقام باستثناء الآلاف منهم، وتوليتهم مفاصل مهمة في الدولة، وخاصة في الملف الأمني، ليصل الأمر إلى إعادة فدائيو صدام، إلى دوائر وزارات الدفاع والداخلية، هذا يبرر الخروقات الأمنية، والفساد الإداري والمالي الذي يقوم به هؤلاء، وهذا جزء من تركيبتهم. 

لكن الغريب إصرار الحاكم على مضاعفة أعداد من يعاد منهم، بالمقابل تصفية المجاهدين والمخلصين أو وضعهم على الهامش في دوائر الدولة، والأغرب الحاكم يعرف ويردد، بأن البعث والإرهاب هم سبب العمليات الإرهابية وتعطيل البناء. الاستغفال بهذه الطريقة لا يمكن أن ينطلي على ذا لب، ويؤكد أن المطبلين خلف الحاكم اليوم، يخضعون لنفس التصنيف اعلاه، غبي ومنتفع وحرامي...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك