المقالات

الولاية الثالثة مولودٌ مسخ.


ديوان الديوان

صورة اليوم لم تختلف كثيرا، عما كانت عليه بالأمس، بالرغم من زوال حكم الطاغية صدام، ومجيء النظام الديمقراطي. بالأمس بالغ (التكارتة) بالزهو والشموخ والجور والطغيان، بعد فترة طويلة تسنموا فيها هرم السلطة، وملئت جيوبهم بالأموال، حتى وصلوا الى مرحلة التباهي بالجاه والعشيرة والمنطقة، فبات لقب (التكريتي) يمثل عنواناً للتسلط، ورمزاً للرعب والاضطهاد والإستعباد. وذلك لم يأت دفعة واحدة وانما جاء تدريجياً، حتى اعتاد الشعب المغلوب على أمره؛ الخوف من ذلك اللقب.

اليوم وبعد مرور عقد من الزمن على سقوط نظام صدام المجرم وزوال سلطة (التكارتة)، عادت تلك الأمور لتظهر على الساحة من جديد. وأخذت الحكومة الديمقراطية تتحول الى صورة مشوهة شيئاً فشيء، وأصبحت تسير نحو منحدر خطير، يؤسس الى حالة أعوجاج في السلطة، قد لا يمكن تفادي نتائجه في المستقبل. السياسات الداخلية التي باتت تنتهجها الحكومة، أخذت تستخف بمقدرات الشعب، فخلقت له عشرات الأزمات مع ما يعانيه من ويلات الإرهاب والفساد المالي والإداري ونقص الخدمات وإنقطاع الكهرباء، حتى أصبحت الحكومة ذاتها جزءا من الأزمة. رائحة أفعال الحكومة المشينة أصبحت تزكم الأنوف، والرزايا التي كانت مخبأة خلف ستار الطائفية، بدأت تطفوا على السطح، بدءاً من فضيحة (حمودي) نجل رئيس الوزراء، والتي كشفت الوجه الحقيقي للسلطة الحاكمة، فالفساد أصبح أمراً طبيعيا لديهم، حتى أن رئيس الوزراء، ذكر حادثة إرسال ولده (حودي) لاجراء عملية أمنية، وكأنه جالس في ديوان عشائري، متحدثا عن بطولات إبنه! كذلك تبين لنا قصة (حمودي)؛ مدى تدخل أقارب المالكي في السلطة الحاكمة، حتى وصل ذلك التدخل الى حد التباهي ببطولات الأبن! مما يشير الى وجود العديد من الأقارب المتنفذين في مفاصل الدولة، على غرار (التكارتة)! حتى رئاسة الوزراء لم تختلف كثيراً عن رئاسة الجمهورية آبان حكم الهدام، فالحاكم واحد، والأبن متنفذ، وإن كان ذلك الأبن لا يمتلك أي مؤهلات، وذلك ما يفسر حصول حمودي على رتبة لواء، بالرغم من كونه في العشرينات من عمره وقد تخرج من جامعة كربلاء منذ عامين فقط! بدأت حكومتنا ولايتها الأولى كمولود مشوه، سمته الفشل الأمني الذي تجسد في التفجيرات اليومية والأغتيالات.

ثم شرعت ولايتها الثانية بمولود أكثر تشويها، حيث بدأت بشق الصف الشيعي، وتكريس حكم الحزب الواحد، والقائد الضرورة، وبدأت بعض العبارات المنبوذة، تعود الى قواميس السلطة، كالتخوين والإتهام بالعمالة والإرهاب تسقيطا للخصوم السياسيين. حكومتنا أصبحت تسعى الى الولاية الثالثة، فماذا يرتجى منها؟! لا ريب انها سوف تثقل كواهلنا بمولود مسخ جديد، وكذلك هو حال عشيرة السلطان الذي زجها في صور دعاياته الانتخابية المبكرة، تحت غطاء (معا لمحاربة الإرهاب)! غداً سيكون العنوان، معا لحكم الدولة، وللتمتع بثرواتها، والشعب المحروم يلعق الحجر! يا ترى هل سيسمح شعبنا الأبي بتشويه الديمقراطية في بلدنا العزيز، والتي ألفناها مولودا جميلا يمثل تطلعات الشعب المظلوم، نحو الرفاه والإزدهار والتقدم؟! هل سيسمح بمزيد من التجارب الفاشلة على غرار الولايتين السابقتين؟! لا بد لنا أن نغير، وان كنا قد نسينا بالأمس؛ أن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين، فعلينا ألّا نلدغ الثالثة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك