المقالات

الانتخابات العراقية. والعشائرية السياسية

1469 19:28:38 2014-04-15

زيد شحاتة

على مر تاريخ العراق لعبت القبيلة وتفرعاتها دورا مؤثر في المسرح العام والخاص، للمجتمع والأفراد. جزء من هذا الدور كان ايجابيا في مرحلة ما، حيث لم يكن هناك وجود لدولة أو قانون يحمي الفرد، فكانت العشيرة تقوم بهذا الدور لمن ينتمي لها بالنسب، أو بالتحالف العشائري. لكن هذا الدور يصبح سلبيا أحيانا كثيرة، ونتيجة للتخلف الذي كان يسود المجتمع، وبعض الأعراف والتقاليد الظالمة والمتسلطة، لكنها بالمجمل كانت منظومة مصغرة ونموذجا عن المجتمع، بكل سلبياته وإيجابيات.

حاولت الكثير من الحكومات، وخصوصا في التاريخ الحديث للدولة العراقية، أن تستميل العشائر لجانبها للاستفادة من ثقلها، وأثرها الاجتماعي وخصوصا على أفرادها، ورغم أن دور العشائر اخذ في الانحسار والتراجع وخصوصا الايجابي منه، بعد وصول البعثيين إلى الحكم، وإدارتهم للدولة بالحديد والنار، والموقف السلبي لمعظم العشائر العراقية من النظام. رغم أن البعثيين عادوا لاحقا لتملق العشائر، واختلاق عشائرية مصطنعة وممولة منهم، وخصوصا بعد انتفاضة شعبان 1991، لغرض ادعاء محبة الناس لهم، وضرب العشائر وتركيبتها الحقيقية الأصيلة.

بعد سقوط النظام عام 2003، ونتيجة لضعف الحكومة وخصوصا خلال السنوات الأولى، عادت العشيرة لتأخذ دورا في الحياة الاجتماعية العامة، بل واكتسبت قوة جديدة، جراء تقرب معظم الأحزاب السياسية لها، لكسب أصواتها ودعمها وتأييدها خلال الانتخابات التي تجري بشكل دوري، ويصل حد دفع تلك العشائر لترشيح شيوخها أو ابناهم، أو أفراد منها ضمن قوائم تلك الأحزاب. يمكن بكل سهولة ملاحظة حصول تحول في الدور العشائري السياسي خلال الفترة الأخيرة، خصوصا العشائر التي يتولى فرد منها منصبا مهما أو حساسا في الدولة، أو في العمل السياسي، حيث بدأت تدفع بمرشحين من أبنائها وحسب القرابة للمسؤول، وبشكل يتناسب مع خطورة وأهمية منصبه، وعلى مختلف مناطق ومحافظات العراق، وصار المرشح يركز على موضوع عشيرته وإبراز اسمها.

صار من المعتاد أن نلاحظ ترشح أخ المسؤول، أو ابنه، أو زوج ابنته، أو أخو زوجته. ضمن قائمة المسؤول، أو قوائمه الظلية، أو قوائم أخرى حتى، ولكن ما يثير القلق، أنها صبحت ظاهر عامة، وكلما كبر المنصب. زاد الأقارب المرشحون؟!. العشيرة أمر واقع، ولها دور كبير في الحياة الاجتماعية العراقية، ايجابي في جزء كبير منه، والدولة المدنية العصرية الحديثة العادلة، تتعارض مع أي ولاء لغير الوطن، وأي سلطة لغير القانون.
نعم لعشائرية ولائها للوطن. وتحترم القانون.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك