المقالات

رئيس محكمة في الحرب

1825 00:30:00 2014-04-10

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

قمت بتوزيع الماء على القطعات المشتبكة مع الجيش الإيراني فجرا في مملحة الفاو ,عدت بسرعة للموقع الخلفي مقابل جسر التحدي في أم قصر , حصلت وقتها على حمام دافيْ, وقمت بحلاقة ذقني ,جلست على كرسي , هو الوحيد الموجود في القدمة الإدارية لمقر ل703 مشاة . تصفحت جريدة عسكرية اقرأ عن معركة الفاو , جاءني انضباط عسكري ضخم البنية أنيق جدا ,معه جندي مقرون بسلسلة في يده , قال سلام عليكم .. هنا حدث ما لم أكن أتوقعه .. نطقت بكذبة تمثيل دور لم يكن في بالي :.. قلت : يول أنت بيا جيش تكول للضابط سلام عليكم.!! فاخذ تحية وقال : عفوا سيدي . سألته تفضل شتريد ..؟ قال هذا مجرم جلب لوحدته كتب ال...... محمد باقر الصدر..
قلت : المطلوب .؟ قال : أريد إيصاله إلى فوج 3 لواء 703 .. سألته أنت من أي منطقة ..؟ قال من الاعظمية, قلت :هل سمعت قوله تعالى { إذا زلزلت الأرض زلزالها } قال نعم : قلت خذه هناك .. إذا الله وفقك توصل وترجع سالم .. قال : سيدي الله يخليك سويلي جاره .. قلت أنا استلمه .. قال أريد كتاب ..كانت عندنا في الفصيل أوراق مختومة نستعملها للنزول سرا في بيننا .. كان الكتاب سري وشخصي , ومختوم بالأحمر , عرفت انه من الاستخبارات أو المخابرات الصدامية .. فتحته رغم معارضة الانضباط أولا .. قرأت اسم الجندي عباس وكان من محافظة الديوانية من آل فتله . مضمون الكتاب تشكيل مجلس تحقيقي وإرسال المتهم إلى محكمة الثورة ..!. أوصيت الانضباط أن يغادر البصرة بسرعة لأننا موتنا قلبه من الخوف .وأعطيناه كتاب بالاستلام .
أعطينا الجندي موس حلق لحيته الكثيفة واغتسل وبدلنا ملابسه بالكامل لأنها وسخة وفيها ما فيها .. تناولنا العشاء وهو معنا .. طبعا الفصيل فيه من جميع المذاهب وكردي وفيلي .. لم نكن نخاف بعضنا مطلقا .. 

بعد العشاء قلت : الآن تتشكل محكمة عسكرية برئاسة الرائد فلان واعني نفسي , وعضوية النقيب وهو جندي احتياط حاج يونس خليل إبراهيم من الموصل , وعبد الأئمة بكه الزيادي. م أول من السماوة ... سألته : تكلم للمحكمة كيف تم ألقاء القبض عليك ..؟ قال سيدي وهو يظن إني ضابط .. نحن نعيش في الحجابات ويجري بين الجنود حديث ديني ..قلت للجنود عندي كتب سيد محمد باقر الصدر , طلبوا جلبها أليهم .. أثناء إجازتي حملت معي أربعة كتب هي فلسفتنا واقتصادنا والبنك اللاربوي وكتاب المحنة ..نحن استلمناها تلك اللحظة ضمن المرفقات .. وفتش حقيبتي انضباط في محطة القطار وسلمني لدائرته ثم الاستخبارات ونقلوني للشعبة الخامسة وبقيت 6 ستة أشهر ..

هل لديك أقوال أخرى ..؟ قال لا : سكت فترة ثم قلت لأصحابي أعضاء اللجنة هذا يجب أن يحكم بالإعدام .. قالوا نعم سيدي .. فقلت قررت المحكمة تنفيذ حكم الإعدام بالمجرم عباس لا أتذكر اسم أبيه .. فرأيت خده الأيسر يتحرك بسرعة فعطفت عليه .. سألته عباس : أنت نخيتمن لما أخرجوك من الزنزانة لجلبك ألينا ..؟ قال : أنا انخى فاطمة الزهراء (ع) ولا اطلب من غيرها .. فخنقتني العبرة .. فقلت له أكراما للزهراء قررنا أطلاق سراحك من السجن وإعفاءك من العقوبات المترتبة بحقك .. فرد الحاج يونس النقيب عضو اللجنة قائلا: انتم الشيعة هذا عطاءكم لام الحسن,؟أنا أقرر.

قلت تفضل : قال قررنا إعفاءك من الحكم وإطلاق سراحك من الجريمة .. وتسريحك الآن من الخدمة العسكرية ... وسلم على مولاتك أم الحسن قول لها حجي يونس يقول أحنا خدامك وأنت تأمرين .. سكت عباس ولم يعرف حقيقة ما يجري .. قال ما فهمت شيْ .. قلنا له روح للبيت أنت متسرح من الجيش .. صار يبكي ويقبلنا ويقول والله ما ادري أنا في حلم ولا حقيقة .. ولما تأخر مكوثه قلنا قم واذهب لا تسويلنا مشكله .. قال ما عندي أجرة سيارة للديوانية .. فجمعنا له 6 ستة دنانير وزودناه بكتاب إلى معمل تصليح 66 في الديوانية لجلب سيارة وهمية تم تصليحها ...

الشيخ عبد الحافظ البغدادي الخزاعي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك